عندما تتذكّرين حياتك في منزل والديك تمثل أمامك صورة والدك الذي كان يتولّى القيام بالكثير من الأعمال المتعلّقة بحياة العائلة ولكن عندما تتأملين واقع زواجك اليوم تلاحظين أنّ الأمور تغيّرت، فأنت تعملين خارج المنزل وتعودين قبيل حلول الليل بساعات قليلة لتدخلي إلى غابة لا حدود لها من المهمات المنزلية. إلا أنّ المشكلة لا تكمن في تعدّد مهماتك بل في أنّ زوجك يعود إلى المنزل مثقلاً بهموم عمله حيث لا يكفّ عن التذمّر ثمّ يبدّل ملابسه ويترك لك مهمّة ضمّها إلى تلك المتسخة ليستلقي بعد ذلك من دون أن يعدك بتقديم المساعدة آجلاً، بل إنّه لا يكفّ عن الطلب إليك إحضار هذا الشيء أو ذاك. أمّا أكثر ما قد يزعجك فهو أنّه ينتقد طريقة إدارتك للمنزل. فكيف تتعاملين معه إذاً قبل أن يؤدّي ذلك إلى نشوء الخلافات بينكما؟
زوجك اتكالي؟
لا شكّ في أنّ توجهك إلى ميدان العمل جعلك تبدين أكثر قوّة في نظر زوجك، فهو بات يرى أنّه أصبح بإمكانك تنفيذ المهمات التي كان يقوم بها في السابق، كأن تصلحي بعض الأعطال وتعالجي بعض المشاكل التي تواجه العائلة. ولكن انتبهي! عليك معالجة هذا الأمر كي لا يفقد زوجك دوره كضابط لإيقاع حياة الأسرة وكركيزة أساسيّة لها وكمصدر قوّة لك. فاتكاليّته قد تدفعك إلى الشعور بالوحدة وتخلّ بتوازن علاقتكما بل إنّها قد تفقدك شيئاً من رقّتك وأنوثتك.
أنت المذنبة
إن كنت تعتقدين أنّك ضحية طباع زوجك الاتكالية فاعلمي أنّك قد تكونين المذنبة! هل يفاجئك هذا الاستنتاج؟ للأسف قد يكون صحيحاً ولا سيّما إن كان ركون زوجك إلى السلبيّة في المنزل يعود إلى أنّه اعتاد توليك تنفيذ معظم المهمات وإن كانت من الأعمال المناسبة للرجال حيث تكتشفين في النهاية أنّ الآخرين، ولا سيّما شريك حياتك، ينتظرون ما تعطينه لهم من دون أن يبادلوك العطاء والسبب هو أنّهم لم يعتادوا ذلك. إذاً تمهلي وفكّري، العطاء واجب وخصوصاً عندما يتعلّق الأمر بوجك وأولادك ولكن اعلمي أنّك تظلمين ذاتك إذا اعتمدت على نفسك وعلى نفسك فقط في تسيير أمور حياتك الزوجيّة والعائليّة وإن كنت تتوخّين من خلال ذلك الحصول على إعجاب زوجك وعطفه. وتذكّري دائماً أنّه سيلقي باللائمة عليك إن لم تتمكني يوماً من القيام بمهمة ما وإن كانت أصلاً من اختصاصه وأنّ مسؤولياتك تنتهي عند حدود مسؤولياته.
تقاسمي معه المهمّات
إن كنت من النساء اللواتي عهدن بتنفيذ كلّ المهمات المنزليّة إلى أنفسهنّ فاعلمي أنّ حياتك تسير في الاتجاه غير الصحيح، فما يتقنه الرجل لا تتقنه المرأة، لذا فإنّ اهتمامك بإصلاح بعض الأمور في المنزل قد يعود بنتائج عكسيّة. لذا من الأفضل أن تتقاسمي وزوجك الأدوار منذ البداية وألا تتنازلي عن الوقت الذي تحتاجين إليه لتخلدي إلى الراحة أو لتعتني بنفسك. فلموقعك كأنثى متطلباته أيضاً ولا بدّ لك من تلبيتها لكي تسير أموركما بشكل صحيح.
يعمل لساعات طويلة؟
إنّ كثرة انشغالات زوجك وساعات عمله الطويلة لا تعتبر الذريعة المناسبة التي يمكنك التمسّك بها من أجل تولّي القيام بكلّ ما يحتاج إليه المنزل من أعمال وتحقيق كلّ ما لدى أفراد العائلة من متطلبات. لذا اطلبي إليه مثلاً أن يشرف على إتمام أولادكما لواجباتهم المدرسيّة بعد أن يخلد إلى قيلولة ما بعد الظهر لكي تنصرفي أنت إلى ترتيب بعض الشؤون المنزليّة ولكن افعلي ذلك من دون أن تتذمّري وأظهري محبتك البالغة له وتقديرك للجهود التي يبذلها من أجل تحقيق سعادة الأسرة ورفاهيتها ودعيه دائماً يشعر بأنّك تحتاجين إلى مساعدته واحرصي على ألا تشعريه بأنّ تعبه في العمل يتخطّى حدود المعقول أو أنّه يقوم بأكثر ممّا يمكنه تحمله. فقد يتذرّع بذلك كلّما طلبت منه المساعدة في أمر ما.
خير الأمور… التأجيل
تعلّمي أنّ إصلاح حال زوجك الاتكالي ينطلق من ذاته. وفي هذا السياق ننصحك بأن تبدلي الاستراتيجيّة التي تتبعينها أثناء أدائك أعمالك المنزلية، أيّ ألا تهتمي يومياً بكلّ شؤون المنزل دفعة واحدة. فعندما تتراكم المهمات التي يتعيّن عليك القيام بها وفي حال لم يتمكّن زوجك من تقديم المساعدة الفورية لك، احرصي على ألا تعفيه منها وأن تطلبي إليه إنجازها في وقت لاحق على أن تحدّدي لذلك مهلة زمنيّة لا تسمح له الظروف المنزلية بتخطيها، فتقولين له مثلاً: «جهاز الإنارة في غرفة الضيوف يحتاج إلى الإصلاح في غضون يومين وأنت وحدك يمكنك الاهتمام بذلك».
حدّثيه بشأن متاعبك
قد يخيّل إلى زوجك أنّك تمضين نهارك مستلقية أمام شاشة التلفزيون ويظنّ أنّه الوحيد الذي يبذل ما يبذله من جهود من أجل تأمين الرفاهية للعائلة. لذا من الضروري أن تنبهيه بذكاء، بين الحين والآخر، إلى أنّك تقومين بالكثير من الأعمال المتعبة أيضاً وتحدّثيه، من دون تذمّر ومن دون أن تشعريه بالسأم، عن المتاعب التي تواجهينها، فهذا يدفعه إلى اعتياد فكرة صائبة مفادها أنّك تبذلين بدورك الكثير من الجهود لكي ينعم هو وأولادك بالراحة وبالتالي إلى تقديم المساعدة.
انسحبي تدريجياً
هل اعتاد زوجك الاعتماد عليك في تنفيذ كلّ المهمات منذ وقت طويل؟ لا تظنّي أنّ أوان التغيير قد فات. فالحلّ ما زال بيدك، إذ يمكنك الانسحاب بشكل تدريجيّ من أداء بعض الأعمال، وفي هذه الحالة عليك أن تظهري أنّك تتمتعين بطاقة محدودة وأنّ تحمّلك كلّ الأعباء بمفردك سيؤدي إلى إصابتك بالإعياء والتوتّر غير محمود النتائج. دعيه يساعدك فهذا لا يعني عدم احترامك له.
وماذا إن أتكّل عليك عاطفياً؟
اعلمي أنّ زوجك قد يعتمد عليك عاطفياً أيضاً، أيّ أنّه يظنّ أنّه من واجبك إبداء الاهتمام العاطفي به ما يؤثّر سلباً على حياتكما المشتركة. كما أنّه قد لا يبدي اهتمامه العاطفي بأولاده ولا يشارك في حلّ المشاكل التي يواجهونها، ما قد يدفعهم إلى عدم الإصغاء إليه إن أبدى رأيه في شأن يتعلّق بهم. لذا اعملي على تصويب هذا الأمر عن طريق الحوار والمصارحة لأنّهما طريقكما الأسرع إلى السعادة ولأنّ الحياة الزوجية لا تقوم إلا على التكامل.