درب البحث عن عمل ليس سهلاً أو مفروشاً بالورود، فعلى الرغم من كل التطوّر الذي شهدته المجتمعات العربيّة في موضوع تمكين النساء، لا يزال البعض يجد صعوبة في تقبّل عمل المرأة أو في إعطائها الثقة لكي تنطلق وتبدع وتثبت نفسها، لذلك يكون إيجاد الوظيفة المناسبة أمراً في غاية الأهميّة بالنسبة إلى الفتاة التي تشعر بأنّها خطت الخطوة الأولى في طريق تحقيق الذات.
تمرّ الفترة الأولى وكأنّها حلم جميل، فأنت تكتشفين عالماً جديداً وتحتكّين بالكثير من الأشخاص وتتعرّفين على نماذج مختلفة من البشر، تتقرّبين من البعض وتنفرين من آخرين.
مع الوقت، يبدأ الروتين بالتسلّل إلى عالمك فيصبح الاستيقاظ باكراً والذهاب إلى الوظيفة كابوساً تتمنّين أن ينتهي، يصبح عملك واجباً ثقيلاً تؤدّينه من دون أيّ متعة. فهل من سبيل لإبقاء حماسة الأيام الأولى؟ كيف تخلقين جوّاً إيجابياً في محيط عملك يستمر على الدوام ويبقيك منتعشة ونشيطة؟ وما هي الطرق الأنسب للتواصل مع الزملاء والرؤساء والعملاء في مكان العمل؟
من الصعب جداً القضاء على الروتين، فهو أمر ملازم لكلّ نواحي حياتنا، لكن يمكن التخفيف من وطأته، ويكون ذلك من خلال التفكير بأنّ هذا العمل لن يستمر إلى الأبد بالشكل الذي هو عليه وبأنّه وسيلتك للترقية والتقدّم. إنّ التفكير بأنّ المستقبل الوظيفي يخبّئ لك ما هو أفضل، سيجعل هذا الأمر يتحوّل إلى حقيقة، من هنا عليك أن تقومي بعملك مع فكرة أنّها المرة الأخيرة التي ستقومين به، فتستقبلي كل يوم وكل أسبوع بلهفة وتنفّذي مهامك بروح معنويّة عالية. ومع الوقت، ستلاحظين أنّ نشاطك تضاعف وزاد اندفاعك للعمل وحبّك وتقديرك له.
تشكّل زمالات العمل مصدراً للراحة، فقد تلتقين في عملك بأشخاص يتحوّلون مع الوقت إلى أعزّ الأصدقاء، لكن أحياناً يكون زملاء العمل مصدراً للقلق والإزعاج، والسبب الأوّل في ذلك هو المنافسة، فالهدف من العمل هو البقاء فيه وإحراز النقاط للحصول على ترقية والتقدّم، وقد يلجأ البعض إلى طرق غير شريفة لتحقيق هذه المآرب.
لذلك، من الأفضل أن تبقى علاقاتك بالزملاء سطحيّة وأن تكون أحاديثكم في العموميات ولا تطال النواحي الخاصة أو الحميميّة من حياتك أو حياتهم. لا تخبريهم أسرارك وارفضي بلباقة المشاركة في جلسات النميمة، وإذا اضطررت للاستماع إلى حديث يطال بالسوء أحد الزملاء أو الزميلات، امتنعي عن التعليق على الموضوع، لكن في حال كانت لديك معلومات تبرئ جهة الشخص الذي يطاله الحديث، قولي ما عندك وبيّني نزاهتك لأنّك بذلك ترضين ضميرك وتكسبين المزيد من الاحترام والثقة.
كذلك، احرصي على عدم تضييع وقت العمل، فأنت حين قرّرت الالتزام بهذه الوظيفة، ارتضيت بكلّ ظروفها، وفي حال شعرت بأنّك لم تعودي قادرة على التحمّل، الأفضل أن تبحثي عن عمل آخر يرضيك ويحقّق طموحك.
المظهر الخارجي يؤثّر بشكل كبير على النفسيّة، لذلك لا تهملي إطلالتك، بل حضّري الملابس التي سترتدينها في اليوم التالي خلال فترة المساء. احرصي على اقتناء بدلات عمل مرتّبة وأنثويّة، اعتني بشعرك ونوّعي في التسريحات المعتمدة بشرط أن تتلاءم مع جو العمل، ونفّذي ماكياجاً خفيفاً ينير وجهك ويستمر طيلة اليوم.
لراحتك القصوى:
1- حوّلي مكتبك إلى مكانك المفضّل، إنّه على الأغلب مساحة صغيرة وضيّقة ولكنّه محيطك الخاص، فاحرصي على أن يكون مرتّباً ونظيفاً. يمكن أن تحضري نبتة خضراء تنظرين إليها كلّما أحسست بالضيق وتسقينها وتراقبين نموّها، أو صورة لأصدقائك أو لعائلتك…
2- نظّمي أغراضك وملفاتك لكي تسهّلي من مهامك الوظيفيّة، احتفظي بالأوراق الهامة في ملف خاص، واحرصي على أن تكون لديك خزانة بمفتاح تضعين فيها الأغراض الشخصيّة.
3- استفيدي من فرصة الغداء لتخرجي من المكتب وتستنشقي الهواء النظيف على الأقل مرتين في الأسبوع، ولتكن وجباتك التي تطلبينها أو التي تحضّرينها من المنزل صحيّة وخفيفة ومفيدة، فأنت لا ترغبين في أن تكوني مصابة بعسر في الهضم خلال يوم عمل حافل، كما لا ترغبين في اكتساب كيلوغرامات زائدة.
4- لا تأخذي العمل إلى المنزل مهما بلغت درجة انشغالك، فالتفكير في العمل يجب أن يتوقّف حين تخرجين من المبنى، وإذا شعرت بأنّك غير قادرة على القيام بكل ما يُطلب منك، تكلّمي مع المدير وقولي له بصراحة، فكثرة المسؤوليات ستفقدك تركيزك وتشعرك بالضيق والتوتر طوال الوقت، ما سينعكس سلباً على نوعيّة عملك.
5- كوني دقيقة في مواعيدك والتزمي بكلمتك، فإن قلت سأسلّم هذا المشروع في هذا الموعد احرصي على تسليمه، وبذلك تكسبين احترام من حولك. لا تسايري على حساب راحتك، كأن توافقي على خدمة طلبتها زميلة منك لأنّك لم تجدي الشجاعة لرفض طلبها، بل الجئي إلى الصراحة والوضوح مع الجميع ومنذ البداية.