دينا زين الدين-بيروت
أكثر ما يسعد الأم، هو أن ترى ابنتها في بيتها ومع رجل يحبّها ويحترمها ويسعدها، لكنّ نجاح فتاتك في الحياة الزوجيّة ليس أمراً سهلاً، ويحتاج إلى توجيه وإرشاد منك قبل دخول القفص الذهبي وبعده. فكيف تعدّين ابنتك للارتباط؟ وما هو الدور الذي يجب أن تلعبيه في حياتها بعيداً عن دور الحماة التقليدي؟
1 صوت المنطق
تملك الأم خبرة أكبر في الحياة أكسبتها إيّاها السنون والتجارب، بالإضافة إلى أنّها واجهت مشاكل مع زوجها ستواجهينها بالتأكيد في بداية حياتك الزوجيّة وستحتاجين إلى شخص قريب تستشيرينه ويعطيك نصيحة صادقة. في هذا الإطار، تقول دلال (26 عاماً): «لم يكن زواجي ليستمر لولا وجود والدتي، فهي استطاعت دائماً أن تهدّئني وتعيدني إلى صوت العقل والمنطق بعد المشاكل التي حصلت مع زوجي بسبب عنادنا وعصبيّتنا».
2 نصيحة ذهبيّة
تضيف دلال: «كانت والدتي تذكّرني بصفاته الحميدة وتؤكد لي أنّ ما يجري معنا يحصل مع كلّ اثنين في بداية حياتهما، لا سيما إذا ارتبطا بسنّ صغيرة، وهي التي شجّعتني على الإسراع في الإنجاب كي تتوطّد علاقتي به أكثر، فننسى خلافاتنا ونتقرّب أكثر من بعضنا لأنّنا كنّا السبب في وجود ابننا الصغير. وبالفعل هذا ما حصل، فحين أنجبت اختفت غالبيّة الخلافات وصارت علاقتنا أكثر نضجاً وعمقاً».
3 توجيه قبل الارتباط
إعداد الفتاة للزواج لا يحصل بين ليلة وضحاها، فمن واجب الأم أن ترسي مفهوم العائلة والاستقرار في ذهن ابنتها منذ الصغر، لأنّ الأساس السليم لأسرة ناجحة ولأطفال صالحين ولزواج قوي هو إيمان طرفيه بأهميّة علاقتهما وضرورة تمتينها، ويُنتظر من الزوجة أن تلعب الدور الأكبر لحصول ذلك. ولكي يتحقّق هذا الأمر، يجب أن توجّهها والدتها نحو طريقة التصرّف والتفكير الصحيحين، وتفهمها ما هي أولوياتها وأهدافها المقبلة في الحياة.
صحيح أنّ التعليم مهم والتقدّم الوظيفي أيضاً، لكنّ الأهم هو إيجاد الرجل الذي ستقضي معه عمرها ويكون سنداً لها، وتكون له في المقابل مكمن أسراره وأمانه ومصدر سعادته، فلا يعيب المرأة أبداً أن تكون ربّة منزل، أو أن يكون الرجل في أعلى سلّم أولوياتها، وهذا الأمر لا يتعارض أبداً مع طموحها العلمي والمهني كما يعتقد البعض، بل تتكامل كلّ هذه العناصر لإشعارها بالسعادة والاكتفاء والاستقرار العاطفي والمادّي.
4 الغيرة الإيجابيّة
حول هذا الأمر، تقول السيدة هند(29 عاماً): «أحببت الحياة الزوجيّة بسبب النموذج الذي قدّمه لي والداي وبسبب حالة الحب والانسجام والتفاهم التي عاشاها. تعلّمت من أمي العديد من الأمور وهي لم تتقصّد أن تنقلها لي، لكنّني تشبّعت بها واستفدت منها في تحسين علاقتي بزوجي، منها ألا أبالغ في طلباتي وأراعي وضعه المادي وأساعده من دون أن يشعر بأنّني أمنّنه فهذا واجبي ودوري، وتعلّمت أن أضحك له دائماً وأمازحه وأغنّجه كطفلي الصغير كي أنسيه مشاكله وأتحمّله حين يكون في مزاج سيّئ».
5 السعادة المتنقّلة
تكمل السيدة العشرينيّة: «عشت الاستقرار النفسي في صغري وانتقل معي إلى منزلي الخاص، إنّها الطاقة الإيجابيّة التي زرعتها والدتي وحصدناها نحن الأولاد، واستمرّت معنا وانعكست على حياتنا. فوالدتي، لطالما قدّست الحياة الزوجيّة واعتبرتها أساساً للنجاح في كلّ شيء آخر، وورثنا عنها هذا المفهوم، فتزوّجت وشقيقاتي في سنّ صغيرة وهذا لم يمنعنا من إكمال تعليمنا والعمل بعكس والدتنا التي فضّلت أن تكون ربّة منزل، وهذا يعني أنّ النجاح في الزواج لا يتطّلب التفرّغ التام بل إيجاد القدرة على تقسيم وقتنا والتوفيق بين مسؤولياتنا».
6 خطأ شائع
تشعر بعض الأمّهات بأنهنّ خسرن بناتهنّ لصالح الزوج، فتصدر عنهنّ بعض التصرّفات التي تزعجه، فتصير «الحماة» كابوس الرجل لأنّها تعكّر علاقته بزوجته. في هذه الحالات، يتوجّب على الأم أن تتذكّر الإزعاج الذي سبّبه لها تدخّل حماتها في حياتها، فتترك لابنتها حريّة اتخاذ القرارات الزوجيّة، وتساعدها من دون أن تضغط عليها أو تجبرها.
7 تربية الأولاد
من الطبيعي أن تساعدك والدتك في تربية أولادك، فهي اختبرت كل ما سيمرّون به حين قامت بتربيتك مع إخوتك، لكن عليك أن تمنعيها من الإفراط في تغنيجهم. فالأجداد غالباً ما يطبّقون مع أحفادهم المثل القائل «ما أعزّ من الولد إلا ولد الولد»، ويتناسون أنّ من واجب الكبار التصرّف بشدّة أحياناً من أجل تنشئة طفل صالح، هكذا وفي حال أحسست بأنّ والدتك تتدخّل لحمايتهم من العقاب وتكسر كلمتك، نبّهيها حين تكونان بمفردكما، فنيّتها حسنة ولكنّها لا تستطيع أن تمنع نفسها من حمايتهم والتعاطف معهم.
8 أسرار البيت
لن تعرفي أهميّة الحافظ على أسرار بيتك إلا من والدتك، ولن تعرفي أنّ الزواج ليس فقط حفل زفاف كبيراً ورجلاً وسيماً ومنزلاً جديداً بأثاث لامع سوى منها، هي ستعلّمك أن تقدّري حياتك الجديدة بحلوها ومرّها، وهي ستكون الحضن الذي يستقبلك حين تكتشفين التفاصيل الصغيرة المزعجة التي لم تعرفيها عن الرجل الذي صار معك في منزل واحد، فاستفيدي من الدروس التي ستتعلّمينها منها لأنّها ستكون سلاحك الأقوى للسنوات المقبلة.