دينا زين الدين-بيروت
إذا اعتبرنا أنّ ليلة الزفاف هي أجمل ليلة في حياة الفتاة، فإنّ يوم الخطوبة وما يرافقه من تحضيرات لا يقلّ عنها أهميّة وتميّزاً، فهو يعني بداية الارتباط الذي تريدينه أبديّاً مع الشاب الذي اختاره قلبك واقتنع به عقلك، فكيف تستعدّين لهذا الحدث وللمرحلة التي ستليه؟ كيف تنجحين في تغيير مسارة العلاقة، وفي التمهيد للانتقال النهائي من حياة العزوبيّة إلى عالم المسؤوليّة؟
حفل كبير أم عائلي؟
تختلف طريقة الاحتفال بالخطوبة، فبعض الفتيات يفضّلن أن يكون الاحتفال عائلياً، أي أن يتم طلب اليد ووضع المحابس في المنزل بحضور أفراد الأسرتين لتتقرّب العائلتان من بعضهما بهدوء، وليس في صالة كبيرة حيث تكثر الأغاني والضجة ويصعب على أهل العروسين تبادل الأحاديث. في هذا السياق، تقول سناء (24 عاماً): «فضّلت الخطوبة الصغيرة لكي أتفرّغ بشكل تام لتحضيرات الزفاف، فأنا أريد حفلاً رائعاً ولم أرغب في صرف أموال إضافيّة على سهرة الخطوبة، لكنّني قصدت مصوّراً محترفاً مع خطيبي وحصلنا على ألبوم رائع لخطوبتنا، هكذا نحتفظ بذكرى عن ليلتنا المميّزة ويتسنى لأولادنا رؤية الصور مستقبلاً».
تحضيرات ضروريّة
تتطلّب الخطوبة تحضيرات كثيرة من الفتاة لأنّ كلّ الأنظار تكون موجّهة إليها. صحيح أنّها تعرّفت على أهل العريس وأصدقائه المقرّبين، إلا أنّها في هذه الليلة ستواجه جميع أفراد عائلته ومحيطه الاجتماعي، وعليها أن تكون على أكمل صورة من ناحية الشكل والمضمون. لذلك من الضروري عدم المبالغة في اختيار الفستان لأنّ بساطته ستزيد التركيز على جمال ملامحها وعلى ماكياجها وتسريحة شعرها التي يجب أن تكون مناسبة لطبيعة وجهها وعمليّة بحيث تصمد ساعات عدة من دون أن تجري عليها تعديلات لأنّها ستكون مشغولة باستقبال القادمين إلى الحفل. أما في حال تمتّ الخطوبة في المنزل، فيمكن أن تختار تنورة أنيقة وجاكيت، تسهّلان حركتها وتتلاءمان أكثر مع أجواء البيت.
أكمل صورة
من جهة ثانية، عليك البدء بالاستعداد قبل شهر على الأقل، حيث تخضعين لنظام غذائي منحّف في حال شعرت بأنّ وزنك ازداد بسبب كثرة الدعوات التي لبيتها مؤخراً، وتقومين بعلاجات لبشرة وجهك كي تبدو مشرقة في الليلة المنتظرة. من المهم ألا تجري تغييرات جذريّة على شكلك قبل أن تستشيري زوج المستقبل، فالمفاجآت من هذا النوع لا تكون سارّة في الكثير من الأحيان. كما أنّ النتيجة يمكن ألا ترضيك فتكونين خسرت إمكانيّة العودة إلى شكلك السابق، ببساطة لأنّ لا وقت لديك لتغيير لون شعرك مثلاً أو تخفيف درجة التسمير التي حصلت عليها من السولاريوم. تعد فترة الخطوبة الوقت الأمثل للتعبير عن المشاعر واكتشاف الآخر، فلا تتردّدي في طرح كل تساؤلاتك ومناقشة مخاوفك مع شريك المستقبل. استفسري عن مواضيع ترينها غامضة في شخصيّته، وبرّري له بعضاً من ردود أفعالك المتسرّعة أو الغريبة لأنّه لن يسألك عنها خوفاً من تقويض حالة الانسجام بينكما، فالخطوبة وجدت لاختبار مدى التفاهم، ويجب الاستفادة منها قبل الدخول نهائيّاً إلى القفص الذهبي.
معادلات جديدة
تفرض الخطوبة تغييرات كثيرة على نمط حياتك، فبعدما كنت مستقلّة بات هناك من يجب أن يعرف كل تحرّكاتك اليوميّة ومشاريعك، وهذا أمر جميل ولا سيما بين اثنين متحابين، لكنّه يربك بعض الفتيات ويضعهنّ في مواجهة أمام المعنى الحقيقي للارتباط. حول هذا الأمر، تقول عبير (27 عاماً): «الإعجاب بشخص والرغبة في الارتباط به في خيالنا نحن الفتيات تختلف عن حقيقة الأمر في الواقع، فالالتزام ليس أمراً سهلاً خصوصاً أنّني أقدّس استقلاليّتي وحريّتي. أنا امرأة عاملة ومعتمدة على نفسي ماديّاً ومعنوياً منذ سنوات، لذلك وجدت صعوبة في تقبّل الفكرة في بداية خطوبتي، لكنّ حبي لخطيبي جعلني أعتاد الأمر».
رأي علم الاجتماع
سعادتك وراحتك هما أساس أيّ قرار تتّخذينه في الحياة، ومشروع الارتباط أساسي في حياتك، لذلك استفيدي من أيّام الخطوبة لكي تعرفي كلّ شيء عن الشريك وتتعايشي مع حسناته وتكتشفي سيئاته لتتأكدي من إمكان العيش معه تحت سقف
واحد مستقبلاً.
ستار العواطف
حول هذا الموضوع تقول الاختصاصيّة في علم الاجتماع لمى الأيوبي: «قرار الخطوبة يجب أن يأتي بعد تفكير عميق ومتأن من دون الاعتماد على العاطفة لوحدها، فالقلب يعمينا عن رؤية الكثير من الصفات في الشريك، وحين تزول ثورة المشاعر نكتشف ما كان مخبأ خلف ستار رقيق».
تلفت الاختصاصيّة الاجتماعيّة إلى أهميّة أن تتعرّف الفتاة على أهل شريك المستقبل ورفاقه، وأن تراقب كيفيّة تعامله معهم ومع الناس من حوله، لتكتشف معدنه الحقيقي، وهذا الأمر يتطلّب وقتاً وجهداً ووعياً، لذلك فإنّها تنصح الفتيات بتأخير سنّ الخطوبة لما بعد 22 عاماً كي يمتلكن النضج الكافي للاختيار.
لخطوبة ناجحة
1 – لا تخافي أن تظهري أمامه على حقيقتك، فلا شيء لديك يستحق أن تخفيه عن الشخص الذي سيرافقك طوال الحياة، وإذا أحسست بأنّك مضطرة للتصنّع كي ترضيه فإنّ علاقتكما غير طبيعيّة ولن يكتب لها الاستمرار.
2 – تأكدي من مشاعرك جيداً ولا تسمحي لأحد أو لشيء بأن يؤثّر فيك في حال أحسست بأنّ الأمور بينكما لا تسير على ما يرام. فالانسحاب في بداية الطريق خير من الاستمرار في مشروع شراكة حياة تعرفين مسبقاً أنّ احتمالات الفشل فيها أكبر من احتمالات النجاح.
3- لا تستعجلي إتمام الزواج واستمتعي بهذه الأيام التي لن تتكرّر. صحيح أنّ الارتباط والإنجاب وتكوين أسرة، أمور جميلة، لكنّها متعبة وتستنفد طاقتكما معاً، لذلك استفيدا من الخطوبة لتعيشا المشاعر الجميلة وتتقرّبا أكثر وتحتفظا بذكريات تدوم العمر بأكمله.