مدربة الحياة زينة الزين تكشف المعايير الصحيحة لاختيار الشريك
دفعت الصدفة بزينة أحمد الزين نحو مجال الكوتشينغ فهي استفادت من نصيحة خبيرة التغذية التي كانت تقصدها قبل سنوات، وحضرت دورة للبرمجة اللغوية العصبية ووجدت نفسها مهتمة بهذا المجال وبعالم التنمية الذاتية، فقررت التعمق به أكثر، فدرست في الأكاديمية الدولية للتنمية الذاتية للدكتور صلاح الراشد لمدة 3 سنوات، وبدأت بتلقي الدورات لتتوسع اهتماماتها وتطال مجال الطاقة، بعدها أحبت زينة أن تشارك ما باتت تعرفه مع الجمهور، فافتتحت عيادتها الخاصة وهي تقدم أيضاً الاستشارات أونلاين، وتشارك جزءاً من خبراتها من خلال صفحتها علر إنستغرام zeina_alzeinn. تقول "هذا المجال جذاب وجديد لأنه يسمح لنا أن نكتشف مكامن ذاتنا بالدرجة الأولى حتى نتمكن من مساعدة من حولنا، فأنا مررت برحلة طويلة جداً كي أنّقي نفسي من كل الترسبات وبقايا الماضي لكي أتمكن من خدمة من حولي ومساعدتهم بالشكل الصحيح".
سألنا زينة عن كيفية الدخول في علاقات بناءة ومعمّرة، وحدثتنا عما تحتاج إليه الشابة لاختيار شريك الحياة الذي يناسبها، فقالت "يجب على أي امرأة أن لا تبحث عن الشخص المثالي أو تنتظر أن تجده، بل عليها أن تكون هي الشخص الصح والمثالي والمتوازن، عليها أن تثري حياتها لكي تجد الشخص الذي يستحق أن يدخل إلى عالمها ويشاركها فيه على أساس قوي وواضح وصحيح. مشكلتنا نحن الشابات أننا نرغب بالارتباط لكي نجد من يريحنا ويدللنا ويحقق لنا ما نحلم به فيهتم بنا وأحياناً يتحملنا. وهذا التفكير خاطئ وسيؤدي بنا إلى قرارات غير سليمة وبالتالي سيكون الفشل هو مصير العلاقة، لأن ما أبحث عنه غير موجود لدى الآخر، بل هو لديّ ويجب أن أعثر عليه وأبدأ بطريقي الخاص لكي أحصل على ما أتمناه. عليّ أن أعثر على الأمور الجميلة في حياتي وعما يسعدني ويرضيني وأنا وحيدة وبعدها أبحث عمن يرافقني وليس من يكملني لأني كاملة ولكني بحاجة إلى شريك لديه اهتمامات قريبة من اهتماماتي.
تكمل خبيرة التنمية الذاتية "على كل شابة أن تقوم بجردة حساب ذاتية فتسأل نفسها: ما الذي أريده فعلاً؟ وما هو مفهومي ومعتقداتي عن العلاقات وعن الرجل؟ ما الذي يسعدني أو ما الذي أحتاجه لكي أكون مرتاحة وراضية؟ إنها أسئلة ضرورية جداً لكي تدخل أية علاقة وهي مدركة لمكامن ذاتها، فتبدأ بالتعرف على الآخر. وفي هذا السياق، أنا أطلب من المرأة أن تحكم قلبها بالدرجة الأولى، فمن يقول إن العقل أساسي لتقييم علاقاتنا هو مخطئ جداً، فالعقل يفيدنا حين ندرس أو نتخذ قرارات مهنية أو علمية، هو مثلاً ضروري لعمل الجراح أو المهندس، ونحن ولأننا ننجح بالاعتماد عليه في المجالات العلمية، نظن أن علينا الاتكال عليه أيضاً لكي ننجح في علاقاتنا الإنسانية، ولكن هذا معتقد غير صحيح على الإطلاق، لأن صوت القلب يجب أن يسيّر علاقاتنا كافة: سواء مع الأهل أو الشريك أو الأولاد.
وتستطرد "سأستشهد بسورة الحج من القرآن الكريم والتي جاء فيها قول "لهم قلوب يعقلون بها"، بالتالي فإن القرارات الصحيحة في العلاقات تنبع من القلب، ولكن مشكلتنا أننا لا نحسن استخدامه، وأنا برأيي القلب هو الحكيم والمرشد لأنه على مقاسك أنت فقط، وحين نستخدم صوت القلب بطريقة صائبة، سنصل بالتأكيد إلى القرارات التي تناسب صالحنا. علينا بالدرجة الأولى أن نصفي نوايانا ونهدئ دواخلنا عبر تمارين بسيطة لكي نتمكن من سماع صوت القلب والسير بالاتجاه الصحيح، نحو ما فيه صالحنا. صوت القلب يكون هادئاً لا ريب فيه، ولا مجال للشكوك ولا للوجع أو المشاعر السلبية أو للقلق، بينما لدى الاستماع إلى صوت العقل سأكون أحياناً غير مرتاحة للقرار ولكني أتخذه دون قناعة تامة لأكتشف بعد مدة أني كنت مخطئة، فهو صوت الإيغو والأنا المزيفة التي لا تخدمنا في العلاقات. والخلاصة هنا ولكي أصل إلى القرار الأفضل يجب أن أحقق التوازن فأتخذ قراراً قلبي مطمئن له وعقلي مقتنع به".
سألناها: أحياناً ندخل في علاقة بحماس وسعادة وبعد فترة نشعر أننا غير مرتاحون، فكيف يمكن تصحيح مسارها لكي لا تنتهي بالفشل "إصلاح هذا النوع من العلاقات يكون بالتخلي عن الخرافات والمعتقدات القديمة التي تمت برمجتنا عليها وهي متعددة منها أنه يجب أن يكون هناك تفاهم كامل بين العقليتين، أو أن الرومانسية مطلوبة طوال الوقت، أو أنه يجب أن يكون هناك اهتمامات وهوايات مشتركة، أو أن أن يمتلكا القدرة على حل المشاكل بشكل سريع ويومي، وهذا المعتقد الأخير من أكثر الأمور التي تضع الزوجين تحت ضغط هائل فتؤثر سلباً على نفسيتهما. هذه المعتقدات تأخذنا إلى توقعات غير واقعية، ولا تساعد في التقارب، لذا على الشريكين أن يتذكرا الأسباب التي جمعتهما في البداية، ويبنيا على ما يقربهما وليس على المشاكل بينهما".
وأضافت "نشهد حالياً زيادة وعي النساء قبل الدخول في علاقة جدية، فالمرأة التي اعتادت في الماضي أن تكون العنصر الذي يعطي من دون حدود، انطلاقا من أنها تربت بهذا الشكل، حيث كان يُطلب منها أن تساعد أمها وتهتم بأخوتها الصبيان وتنال درجات عالية في المدرسة، وذلك لكي تكون محبوبة أو مقبولة، فاستمرت بهذا المنوال في علاقتها بشريكها أو زوجها، واعتادت العطاء لكي يبادلها هو فقط بالأخذ، باتت اليوم أكثر إدراكاً لحقوقها، وعرفت أن العطاء يجب أن يقابل بمثله وإلا اعتاد الطرف الثاني على الأخذ، وهي بهذه الطريقة لا تساعده بل تسبب له أي للرجل مشاكل نفسية، لأنه هو الآخر اعتاد منذ طفولته على الأخذ وعلى عدم التعبير عن أحاسيسه، فهو ليس طفل بل رجل، وهذا ظلم كبير بحقه، وبالتالي يحتاج إلى الشريكة التي تفهم حاجته للتعبير ولأن يكون مرتاحاً ومعطاءً معها. باختصار العلاقة بين اثنين يجب أن تكون متل رقصة التانغو: الاثنان متناغمان ومنسجمان بشكل جميل ويجتهدان معاً لكي يظهرا بالشكل الأجمل".
اقرئي المزيد: رنا علم الدين عن حملة "أسامح نفسي" في اليوم العالمي للمرأة: لكي نكتشف حقيقتنا ونعيش من دون ذنوب