2020 في جولة: الاتّجاهات الغذائيّة الأكثر بحثاً على غوغل
ها نحن نستقبل عاماً جديداً نأمل أن يكون فعلاً أجمل ممّا سبقه، فيحمل لكلّ منّا الكثير من الأمل والنجاح والسعادة. ولكن في هذا السياق، لا نفكّر فقط بالمخطّطات الجديدة بل نعود أيضاً إلى الأشهر الماضية التي عشناها. ولذلك، كان لا بدّ من أن نستذكر مع اخصائيّة التغذية Clara Abou Nassar أبرز الاتّجاهات الغذائية التي كانت الأكثر بحثاً على غوغل.
لا شكّ في أنّ لكلّ نظام غذائي أهداف معيّنة لا تنطبق أحياناً سوى على فئات من دون سواها. ويعني هذا أنّنا نحتاج دائماً إلى مساعدة متخصّص في مجال التغذية والحميات لنعرف ما يناسبنا وما يناسب أسلوب حياتنا وجسمنا. ولكن في كثير من الأحيان، تصبح هذه الحمية أو تلك الشغل الشاغل في الأحاديث والمناقشات ويكثر الحديث عنها أكثر من أي وقت مضى. فما هي إذاً الأنظمة الغذائية التي لاقت، بحسب غوغل، اهتماماً كبيراً في العالم؟ وما هي المزايا وحتّى السلبيات المرتبطة بكل منها؟
أسوأ العادات بعد كورونا والحجر المنزلي
شهد العام 2020 على انتشار فيروس كورونا وتحوّله إلى جائحة عالمية لم يسلم منها أي بلد. ومن الإجراءات الوقائية التي فرضت علينا للحدّ من تأثيراته، ضرورة التزام المنازل أي الحجر المنزلي لفترات محدّدة تغيّرت من دولة إلى أخرى. ونتيجة لذلك، أي مع البقاء في المنزل، بدأت كثيرات اتّباع عادات غذائيّة غير صحيّة أبرزها، وبحسب اخصائيّة التغذية، تناول الطعام بسبب الملل، بخاصّة أنّنا لم نغادر منازلنا لا للعمل ولا للتسوّق ولا لأي غرض كان. فبدلاً من الأكل عند الشعور بالجوع ومع توفّر الخيارات الغذائية في متناول اليد طوال الوقت، سعى البعض إلى تعويض الملل بالطعام. ومن الحلول التي يمكن اعتمادها في هذه الحالة، الانشغال بأنشطة أخرى كالعناية بالذات على سبيل المثال. ومن العادات السيئة أيضاً، التوقّف عن ممارسة الرياضة مع إقفال النوادي الرياضية، بدلاً من إيجاد طرق وأساليب مبتكرة لتحريك الجسم وأداء التمارين حتّى ولو من دون معدّات.
الاتّجاه الغذائي الأبرز: حمية الكيتو
بحسب غوغل، شكّلت حمية الكيتو الصيحة الغذائيّة الأبرز في العام 2020 مع حوالى 25,434,000 عملية بحث عنها تقريباً. لذلك، كان لا بدّ من سؤال Abou Nassar عن سبب الاهتمام الكبير بهذه الحمية تحديداً، فقالت: «لنعرّف أوّلاً بحمية الكيتو، وهي نظام غذائي يرتكز على تناول نسب عالية من الدهون مقابل نسب منخفضة من الكربوهيدرات مع الحصول على كمية كافية من البروتين أي حوالى 20%. وعادةً ما توصف هذه الحمية للأولاد الذين يعانون الصرع، وقد لاقت شهرة كبيرة لأنّها تساعد على خسارة الوزن وتناسب مرضى السكري من النوع الثاني بفضل قدرتها على تقليل نسبة السكر في الدم مع خفض الكربوهيدرات. وعلى الرغم من هذه المزايا، لا أجد أنّ الحمية هذه جيّدة على المدى الطويل لأنّ كلّ جسم يعمل بطريقة معيّنة ويتطلّب احتياجات مغايرة. لذلك، ما من حمية مناسبة للجميع. وحتّى نظام الكيتو لا يفيد الجسم مع مرور الوقت، لأنّ الكربوهيدرات تبقى مصدر الطاقة الوحيد للجسم ويؤدّي نقصها إلى تعب ودوخة وجفاف كما وإلى تراجع في التركيز».
الصوم المتقطّع وحمية الباليو في المرتبتين الثانية والثالثة
بحسب إحصاءات غوغل، حلّ الصوم المتقطّع وحمية الباليو في المرتبتين الثانية والثالثة بين الأنظمة الغذائية الأكثر بحثاً للعام 2020. وتقول Abou Nassar في هذا الإطار: «يُعدّ الصوم المتقطّع من جهته طريقة أخرى لخسارة الوزن وهو يتقدّم بثلاثة أنواع تختلف من حيث عدد ساعات الامتناع عن تناول الطعام أو من خلال عدد السعرات الحرارية المسموح بها لفترة محدّدة. أمّا النوع الذي اكتسب الشهرة الأكبر، فهو الذي يرتكز على التوقّف عن الأكل طوال 16 ساعة لأنّه الأسهل. وبفضل خسارة الوزن نتيجة هذا النظام، يتحسّن تركيب الجسم ويقلّ خطر الإصابة بالأمراض وتتحسّن وظائف العقل. في المقابل، لا بدّ من القول إنّ الالتزام بالحمية هذه صعب على المدى الطويل. أمّا بالنسبة إلى حمية الباليو، فتركّز على اللحوم من دون دهون والأسماك والخضار والفاكهة والزيوت أي الأطعمة التي كان الإنسان القديم يتناولها للعيش، وذلك مع عدم تناول مشتقات الحليب ولا الحبوب والخبز والشوفان والفستق والمعلّبات. ومن مزاياه، المساعدة في خسارة الوزن وتحسين قدرة الجسم على تحمّل الجلوكوز وضبط ضغط الدم وتقليل نسبة الدهون المضرّة كما وإدارة الشهية بشكل أفضل. في المقابل، قد تكون تكلفة هذه الحمية مرتفعة لضرورة تناول الخيارات الطازجة فقط بالإضافة إلى نقص الألياف والكالسيوم».
الانتقال من حمية إلى أخرى
«اتّبع 58% من الأفراد حمية واحدة، وقد جرّب 32% منهم أكثر من ثلاث حميات مختلفة»، هذا ما أشار إليه غوغل. وتقول الاخصائيّة في هذا الصدد إنّ الانتقال من حمية إلى أخرى أحياناً قد يؤدي إلى نتائج عكسيّة كاكتساب الوزن بدلاً من فقدانه والتأثير على عملية الأيض بخاصّة إن كانت الحميتان متعاكستين. وعادةً ما يحتاج الأيض إلى 3 أسابيع للتعوّد على نظام غذائي معيّن، لذلك لا بدّ من الانتظار هذه المدّة على الأقلّ قبل تغيير الحمية.
تأثير مواقع التواصل الاجتماعي
أشار غوغل إلى أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تشكّل التحفيز الأكبر لخسارة الوزن بنسبة 62%. فكيف يمكن لهذا التأثير أن يكون إيجابيّاً أو حتّى سلبيّاً؟ تقول Abou Nassar: «تساعد مواقع التواصل الاجتماعي للغاية في التحفيز على خسارة الوزن، بخاصّة أنّنا لا نقع سوى على الصور المثالية. ولكن، قد يؤثر ذلك سلباً بخاصّة على المراهقات اللواتي لا يرينَ العيوب وقد يكرهن حتّى أجسامهنّ حين ينظرن إلى المرآة».