صحة ورشاقة

مهووسة بالطعام الصحّي؟

يوليو 22, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

ربما تخافين من الأمراض التي تعصف بنا اليوم وأهمّها السمنة وارتفاع ضغط الدم. لذا قد تلجئين إلى التدقيق في غذائك بشكل مبالغ فيه، ومع الوقت قد يصيبك هوس تناول الطعام الصحّي أو ما يعرف بالأورثوركسيا Orthorexia.

لا تعتبر الرغبة في تناول الطعام الصحّي مرضاً، لكنّها قد تصبح كذلك إذا تمّت المبالغة في احتساب الوحدات الحراريّة مثلاً وفي الإعراض عن تناول بعض المأكولات لأنّها تؤدي إلى السمنة رغم حاجة الجسم إليها. يعتبر الأورثوركسيا مرضاً يستوجب العلاج وإلا قد يودي بمن تعاني منه إلى الموت.

ينتاب هذا الهوس المرضي شرائح عدّة من النساء خصوصاً اللواتي يتّبعن نظاماً غذائياً قاسياً بهدف خسارة بعض الكيلوغرامات، لأنهنّ يسعين إلى النحافة بطرق سريعة ويعتقدن أنهنّ يحافظن بذلك على صحّة أجسامهن.

هل أنت مصابة بهوس الطعام الصحّي؟

إذا كان ينتابك هوس في تناول المأكولات الصحيّة، خصوصاً بعد اكتسابك وزناً كبيراً، فتعمدين إلى وضع نظام غذائي بمفردك من دون استشارة اختصاصي تغذية، وتتقيّدين بالتزامات فرضتها على نفسك وتضعين لائحة بأنواع الأطعمة التي ستتناولينها خلال كل وجبة.

إذا أردت الخروج من المنزل، تأخذين معك طعامك لأنّك لا تستطيعين تناول أطعمة جاهزة خوفاً من الدهون والمواد الكيماويّة وتلك المعدّلة جينياً.

إذاً حذار، فأنت مصابة بهذا المرض.

كذلك قد تكونين من هؤلاء النساء اللواتي حاولن اتباع أنظمة غذائيّة مرّات عدة ولكنهنّ فشلن في ذلك، لا وبل ازداد وزنهنّ بشكل ملحوظ، فتولدّت لديهنّ ردّة فعل عكسيّة فيتناولن طعاماً غذائياً وكأنهنّ يقنعن أنفسهنّ بأنّ تلك الوسيلة هي الأفضل لخسارة الوزن، ويتمادين في ذلك إلى درجة يبدأن بإرشاد الأخريات، ويشعرن بأنهنّ أفضل من اللواتي لا يمتلكن مثلهنّ إرادة حديديّة وعزماً على اتباع نظام غذائي صحّي.

الملفت أنّ المرأة المهووسة بتناول الطعام الصحي تجبر أنفسها على عدم ترك ذلك النظام وتعاقب نفسها وترفض تناول الطعام حتى لو شعرت بصداع أو إن أغمي عليها.

أعراض الهوس بالطعام الصحّي

كثيرة هي أعراض المرأة المصابة بهوس الطعام الصحي، ويمكن ملاحظتها بسرعة، إذ يكفي أن تراقبي أي امرأة تتناول الطعام لتلاحظي تصرّفاتها، حتى أنّها قد تتفوّه ببعض الكلمات التي تدلّعلى ذلك.

الحرمان

هل حاولت مرات عدّة تناول بعض المأكولات لكنّك فشلت بذلك؟ إذا كان الجواب نعم، فهذا دليل أو مؤشّر على إصابتك بمرض Orthorexia لأنّ الحرمان يأتي في قمّة اللائحة.

فقد تحرمين نفسك من مأكولات عدّة مثل اللحوم لأنّك لا تستطيعين أبداً أن تتأكّدي من مصدرها، وهذا ينطبق أيضاً على اللحوم المعالجة والشوكولا والأطعمة الغنيّة بمواد دهنيّة، كما أنّك تدقّقين في مصدر الخضار والفواكه، وفي حال لم يعجبك مكان الزرع قد لا تتناولينها أبداً.

الحرمان هو أساس أعراض هذا المرض، ولا تستطيع النساء المصابات به تخطّيه، فينظرن إلى الطعام وكأنّه عدوّهن اللدود، ويكون العقاب الذي يفرضنه على أنفسهنّ صارماً جداً ومبالغاً فيه، حتى أنهنّ قد يحرمن أنفسهنّ من أي متعة، وكل خطأ يرتكبنه يؤدي إلى الشعور بالذنب.

التوتّر

بعد أن تمنع المرأة نفسها من تناول الطعام بشكل طبيعي، تولد لديها ردّة فعل سلبيّة تجاه محيطها أو الذين يشاركونها الطعام، فتقدّم لهم النصائح بشكل قاس ومبالغ فيه حول أضرار اللحوم مثلاً، وتصبح عصبيّة ولا تتحمّل أي ملاحظة صغيرة.

يؤكّد الأطباء أنّ التوتّر ينشأ أيضاً بسبب حرمان المرأة نفسها من المأكولات التي تريح جسمها وتمدّها بالطاقة فيغدو مزاجها معكّراً طوال الوقت.

اضطراب في التغذية

تعتبر النحافة هدف النساء على اختلاف أعمارهن، لكنّ المبالغة في السعي للتمتّع بجسم رشيق تتحوّل إلى سيف يقتل صاحبته. يلفت اختصاصيو التغذية إلى أنّ المصابة بهوس الطعام الصحّي تعاني من اضطرابات في التغذية بسبب عدم تناولها طعاماً يغذّي جسمها بالفيتامينات الضروريّة لنمو سليم، فتشعر بآلام في المعدة ووجع في الرأس وبالغثيان، وعندما تسوء حالتها، قد تستوجب الدخول إلى المستشفى لتلقّي العلاج المناسب.

العزلة

تعيش المرأة المصابة بالـOrthorexia بعزلة عن صديقاتها، لأنّها تفضّل تجنّب مشاركة غيرها في وجبات الطعام، وهي تكرّس وقتها في البحث عن الأطعمة الصحيّة، إن عبر الإنترنت أو حتى قراءة بعض الكتب.

قد تتطوّر تلك العزلة ليصبح الجلوس إلى مائدة الطعام أمراً مكروهاً وغير محبّذ، حتى أنّها قد تلهي نفسها في الفترة التي يتناول فيها أهلها الطعام ببعض الأمور مثل تنظيف المنزل أو إجراء بعض المكالمات الهاتفيّة.

صنف واحد من الأطعمة

تعمد المرأة المصابة بهوس الطعام الصحّي إلى تناول نوع محدّد من المأكولات طوال النهار، مثل صنف واحد من الفواكه أو الخضار، وغالباً ما تعاني من فقر الدم أو نقص في الحديد.

كيف تعالجين الـOrthorexia؟

تحتاج المصابة بهوس الطعام الصحّي إلى مساعدة من أقربائها والمحيطين بها الذي عليهم أن يدعموها ويخفّفوا من توتّرها ويشجّعوها على زيارة اختصاصي تغذية ينظّم لها برنامجها، وأن يحثّوها على التخلّي عن معتقداتها غير الصحيحة.

في بعض الحالات المتقدّمة يمكن استشارة طبيب نفسي يساعدها على تجاوز مشكلتها ويمدّها
بالثقة بالنفس.

تقوية الشهيّة

يلعب الزوج والأولاد والأصدقاء دوراً كبيراً في تشجيع المرأة على تناول الطعام، عبر تحضير وجبات منزليّة وتزيينها بشكل يفتح الشهيّة.

كما يمكن المرأة تحضير الطعام بنفسها كي تشرف على محتوياته وتدعو صديقاتها لتذوّق ما صنعته يداها. قد تواجه في البداية بعض الصعوبات لأنّها تغيّر عاداتها اليوميّة، لكن مع الوقت سوف تكتشف أنّ تناول الطعام من الأمور الأساسيّة في الحياة لأنّه يمد الجسم بالنشاط والحيويّة.

تشجيع من الشريك

على الزوج أن يشعر زوجته بأنّه لن يتأثّر في حال اكتسبت بعض الكيلوغرامات، وعليه أن يشجّعها على استهلاك الطعام المتنوّع، كأن يخصّص لها في نهاية كل أسبوع وجبة مكوّنة من مأكولات غنيّة بالفيتامينات تمدّها بالنشاط والحيويّة وتعيد النضارة إلى بشرتها مثل الأسماك واللحوم وبعض أنواع الخضار.

ممارسة الرياضة

إنّ ممارسة الرياضة لا سيما المشي من النشاطات التي تساعد على التخفيف من التوتّر، وبالتالي تعتبر محفّزاً للشهيّة، فضلاً عن أنّها تزوّد الجسم
بالنشاط  والحيويّة.

الابتعاد عن الزميلات المهووسات

قد تتأثّرين بزميلة تعاني من هوس الطعام الصحّي، لذلك يجب عدم مرافقتها لتناول الغداء أو العشاء، كي لا ينعكس ذلك سلباً عليك.

نقطة ضعف

يجب ألا يتحوّل هوس الطعام الصحّي إلى نقطة ضعف في حياتك، تعودين إليه بعد أي أزمة تتعرّضين لها نفسيّة كانت أو مهنيّة.

عليك أن تبذلي جهدك للتخلّص من ذلك الهوس عبر القناعة الداخليّة والتمتّع بحب الحياة وجعل التخلّص منه هدفاً في حياتك.

وجبات صغيرة

ليس بالضرورة أن تتخلّصي من الـOrthorexia بتناول كميات كبيرة من الأطعمة، بل يمكن البدء بتناول حصص صغيرة يمكن زيادة كميّتها مع الوقت من دون أن تشعري بذلك.

 

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية