صحة ورشاقة

ما يجب أن تعرفيه عن سرطان الثدي

سبتمبر 30, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

دينا زين الدين-بيروت
لأنّ صحّتك من أولوياتنا ولأنّنا في الشهر العالمي للتوعية من سرطان الثدي، نقدّم لك معظم الإجابات على الأسئلة التي قد تطرحينها حول هذا المرض كي لا يتهدّد صحتك و… حياتك.

-ما هي أعراض مرض سرطان الثدي؟
في العديد من الحالات، لا يمكن التعرّف على أعراض واضحة، لذلك من الضروري المواظبة على إجراء صورة Mammogram للكشف عن وجود ورم خبيث. لكن في بعض الحالات يحصل تغيير في شكل الحلمة أو وجود بعض الإفرازات ويمكن أن يحصل تورّم أو احمرار. وفي حالات أخرى تعاني المريضة من تعب جسدي شامل، وهذا يعني أنّ المرض انتشر وصار في مرحلة متقدّمة.

-ما هي مراحل المرض؟
هناك خمس مراحل من المرض، يتم تحديد المرحلة التي وصل إليها لدى المريضة بحسب ثلاثة متغيّرات هي حجم الورم وعدد الغدد اللمفاويّة المصابة ومدى انتشاره. نسبة الشفاء تختلف وهي ليست ثابتة، فهناك نساء في المرحلة الأولى يمكن ألا ينجون، وأخريات في مراحل متقدّمة تُكتب لهنّ النجاة. حين نعطي المريضة نسبة، نريد أن نضعها في صورة ما عليها انتظاره ولكنّها مجرّد إحصاءات وأرقام، ولا تنطبق على كلّ الحالات.

-ما هو دور الوراثة في الإصابة بالمرض؟
أظهرت الدراسات الحديثة أنّ 5% إلى 10% فقط من مجمل حالات سرطان الثدي تنتقل بالوراثة، من خلال تحوّل يحصل عادة في جينتَي BRCA1 وBRCA2. في العادة تعمل هاتان الجينتان على الحماية من السرطان من خلال إنتاج بروتين خاص يمنع تكوّن الخلايا بشكل غير طبيعي، لذلك فإنّ النساء اللواتي يرثن تحوّلاً في إحدى هاتين الجينتين يزيد لديهنّ خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 80%.

-ما أهميّة الصورة الشعاعيّة أو Mammogram؟
الصورة الشعاعيّة من أهم الوسائل لكشف وجود سرطان الثدي في مرحلة مبكرة، كذلك يمكن اللجوء إلى الموجات فوق الصوتيّة التي تكون مفيدة في بعض الحالات للكشف عن أورام داخل الثدي، وهذا الفحص غير موجع ولا يعرّض السيدة للأشعّة ويساعد في تحديد دقيق لمشاكل الثدي التي تمّ رصدها خلال Mammogram أو الفحص السريري.

-هل هناك طرق جديدة للكشف عن وجود الورم؟
الفحص بالموجات فوق الصوتيّة مفيد ولكنّه لا يغني عن صورة Mammogram، يوجد أيضاً التصوير بالرنين المغناطيسي أو MRI الذي يستخدم بعد رصد وجود السرطان وذلك لتحديد حجم الورم والبحث عن أورام أخرى في الثدي. هذه الصورة مفيدة ولكنّها كما ذكرت، لا تغني عن صورة Mammogram.

-ما هي أنواع العلاجات؟
هناك نوعان من العلاج، الأول هو العلاج الموضعي ويهدف إلى إزالة المرض من الثدي والمنطقة المحيطة به، وهو يشمل:

الجراحة: يمكن أن تكون عبارة عن استئصال للثدي أو إزالة للورم. يلجأ الجرّاح إلى أحد الخيارين بحسب حجم الورم ومدى انتشاره، وفي حال اختار استئصال الورم فقط، فإنّه من الضروري أن يلي الجراحة
العلاج الإشعاعي.

العلاج الإشعاعي أو Radio Therapy: يتم اللجوء إليه حين يكون موضع الخلايا السرطانيّة محدّداً في مكن معيّن، وليست منتشرة في الثدي.

النوع الثاني هو العلاج الشامل، يهدف إلى تدمير الخلايا السرطانيّة في كل أنحاء الجسد، ويشمل:

العلاج الكيميائي: يستخدم الأدويّة الكيميائيّة لقتل الخلايا السرطانيّة في كل أنحاء الجسم، وهذه الأدوية تقتل كل الخلايا التي تتكاثر بسرعة، ولذلك تعاني معظم السيدات من حالة إرهاق وتعب وإعياء ورغبة في التقيؤ، كما يمكن أن يفقدن شعرهنّ ويعانين من الهبّات الساخنة وتتوقّف لديهنّ الدورة الشهريّة في سنّ صغيرة.

العلاج بالهرمونات: يستخدم الأدوية التي تمنع الهرمونات ولا سيما الـEstrogen، من السماح للخلايا السرطانيّة بالظهور مجدّداً بعد الجراحة.

العلاج البيولوجي: يستخدم أدوية تستهدف حالات معيّنة من سرطان الثدي، تكون لديها نسبة عالية من بروتين يدعى HER2، تعمل هذه الأدوية على تعزيز جهاز المناعة للقضاء على الخلايا السرطانيّة.

-ما هي إمكانيّة عودة المرض بعد العلاج؟
هناك دائماً إمكانيّة لعودة المرض، فالخليّة السرطانيّة كانت موجودة، وبالتالي هناك إمكانيّة لحدوث Mutation جديدة، لذلك يجب على المريضة أن تقوم بفحوص دوريّة كل ستة أشهر، وتراقب جسدها وتجري صورة Mammogram بشكل سنوي، لأنّ فحص الدم لا يؤشّر إلى الإصابة بسرطان الثدي.

-هل يمكن للأورام الحميدة أن تتحوّل إلى أورام خبيثة؟
التليّف البسيط والصغير مختلف عن الورم السرطاني، لذلك من الصعب جداً أن تتحوّل الأورام الحميدة إلى أورام خبيثة.

-هل يؤثّر استخدام وسائل منع الحمل على إمكانيّة الإصابة بسرطان الثدي؟
يزيد استخدام وسائل منع الحمل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي بشكل طفيف، وليس هناك سبب معروف لذلك.

-هل تحمي الرضاعة الطبيعيّة المرأة من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
تباينت نتائج الدراسات حول هذا الموضوع، فبعضها وجد أنّ الرضاعة من سنة ونصف إلى سنتين تقلّص من احتمال إصابة المرأة بسرطان الثدي، وبعضها الآخر لم يجد علاقة بين الأمرين. ينطلق أصحاب الرأي الأول من فكرة أنّ الحمل والرضاعة يقلّلان مجموع عدد الدورات الشهريّة، الأمر الذي يقلّص من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، ينطبق هذا التحليل على من يقول إنّ الفتيات اللواتي تبدأ الدورة الشهريّة لديهنّ في سنّ صغيرة يزيد احتمال إصابتهنّ بالمرض، على عكس اللواتي تبدأ الدورة لديهنّ في سنّ متأخّرة.
في سياق مشابه، أثبتت دراسة أنّ النساء اللواتي ينجبن عدداً كبيراً من الأولاد ويقمن بإرضاعهن، يخفّ لديهن احتمال الإصابة بسرطان الثدي بمعدل النصف.

-هل يلعب العلاج بالهرمونات البديلة دوراً في زيادة احتمال الإصابة بالمرض؟
اللجوء إلى العلاج بالهرمونات البديلة لسنوات طويلة ولا سيما الـEstrogen والـProgesterone مجتمعين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

-ما هو نمط الحياة الذي وفي حال اتباعه، يحمي من الإصابة بسرطان الثدي؟
لا توجد ضمانة لعدم عودة المرض، لكنّ الدراسات الحديثة بيّنت أنّ ممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين وعن تعاطي الممنوعات، تحدّ من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وبالتالي عودة الخلايا السرطانيّة من جديد. من جهة ثانية، أثبتت الدراسات أنّ السمنة المفرطة وتناول الأطعمة الغنيّة بالدهون ولا سيما بعد انقطاع الطمث، يزيدان من احتمال الوقوع في براثن المرض.

-هل صحيح أنّ تأخير سنّ الزواج يزيد من احتمالات التعرّض للمرض؟
ليس تأخير سنّ الزواج، بل تأخير الإنجاب إلى ما بعد الثلاثين وعدم إنجاب عدد كبير من الأولاد، لكنّ الحديث هنا هو عن نسب ضئيلة جداً، وبالتالي لا يمكن اعتبار عدم الإنجاب أو تأخير سنّ الإنجاب سبباً رئيسياً للإصابة بسرطان الثدي.

-هل يجب أن تعرف المريضة بمرضها؟
من الضروري إخبار المريضة بحالتها الصحيّة حتى يتسنّى لها التفكير واتخاذ قرار بالعلاج المناسب. من واجب الطبيب أن يشرح للمريضة كل ما ترغب في معرفته وأن يكون صبوراً ويوليها كامل انتباهه، فيجيب عن كلّ أسئلتها من خلال تعابير مبسّطة بعيداً عن المصطلحات الطبيّة المعقّدة، يمكن أن يقوم بتغيير تعابيره، فيقول: «ورم بدلاً من سرطان»، ويقول: «ننظّف الثدي بدلاً من نستأصل جزءاً منه»، كما عليه ألا يكذب عليها أو يعطيها معلومات غير مؤكّدة، فالمريضة ليست ساذجة وهي باتت قادرة على الدخول إلى الإنترنت ومعرفة كل ما تريده.

-كيف يكون تعاطي الطبيب مع مريضة سرطان الثدي؟
يجب أن تقوم العلاقة بين الطبيب والمريضة على الثقة والاحترام، وأن يكون الطبيب متعاطفاً ومراعياً في حديثه، فترتفع معنويات مريضته وتشعر بالأمان والثقة من أنّها ستتخطّى مرضها حتى لو كان في مراحل متقدّمة. على الطبيب أن يكون قوياً لأنّه برّ الأمان الذي تتوق المريضة إليه وتتمسّك به، فإذا أظهر لها اضطراباً أو بيّن حزنه، ستضطرب وتحزن وسيتأثر علاجها سلباً. هذا لا يعني ألا يتعاطف معها، فنحن في النهاية بشر ونتألّم لوجع من يحيط بنا.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية