كلّنا نعرف أنّ الفطور هو الوجبة الأهمّ خلال النّهار، لكن لا يزال معظمنا يتجاهل يومياً تلك الوجبة. سوف نقدّم لك الأسباب التي يجب أن تدفعك إلى تناول الفطور من أجل سلامتك وصحّتك!
تحمل وجبة الفطور نتائج إيجابيّة على النظام الغذائي ككلّ وعلى استهلاك المجموعات الغذائيّة كلّها، كما من الممكن أن تساهم في تعزيز الأداء الإدراكي والذهني، بالإضافة إلى المساعدة في الحفاظ على الوزن وعلى الصحّة العامة وسلامة الوظائف في الجسم.
كلمة Breakfast تعني التوقّف عن الصّيام الذي خضع له الجسم خلال الليل من خلال تناول وجبة الصباح عند الاستيقاظ. وإذا حاولنا التفكير بالوقت الذي يمضي بين العشاء والفطور، يصبح حقاً معنى هذه الكلمة واقعياً! بالنسبة إلى أشخاص كثيرين، يمكن أن يصل هذا الوقت إلى 12 ساعة منذ تناول الوجبة الأخيرة، وبالتالي يشعرون بأنّهم تأخّروا في الصباح، فيتجاهلوا تناول الفطور.
في ما يلي، نقدّم 7 أسباب ومنافع ستجعلك تغيّرين رأيك حول هذه الوجبة الصباحيّة لتعتبريها من الآن فصاعداً الوجبة الأهمّ خلال النهار.
الفطور هو الوجبة الأهمّ في اليوم
إنّ أحد أهمّ الأسباب التي يجب أن تدفعنا إلى تناول الفطور هو المحافظة على نظام غذائي صحيّ طوال اليوم. في الواقع، تمدّنا وجبة الفطور بنسبة 25% من احتياجات الطّاقة اليوميّة. بالإضافة إلى ذلك، لا نتناول الطعام لحوالى 12 ساعة بين وجبتي العشاء والفطور. لكن، خلال الليل، نستهلك الكثير من الطاقة خلال النّوم بواسطة عمليّة التنفّس ودقّات القلب، وعدم إعادة شحن هذه الطاقة عند الصباح من خلال الفطور، يدفع بالجسم إلى سحب احتياطاته من الطاقة، ما يؤدّي إلى نقص في العناصر الغذائيّة الضروريّة، ولكن أيضاً إلى المزاج السيّئ وقلّة التركيز وسرعة الغضب…
يحول دون ظهور الدّهون في منطقة البطن
أظهرت الدّراسات أنّ الأشخاص الذين يتناولون الفطور كلّ صباح يتعرّضون بنسبة أقلّ من غيرهم للدّهون في منطقة البطن. كما أظهرت أنّ الانتظار أكثر من ثلاث ساعات لتناول الفطور يزيد فرصة التعرّض للبدانة بنسبة 43%، فحتّى لو تناولت الفطور في وقت متأخّر سوف تزيد نسبة البدانة عندك في منطقة البطن. هل هذا سبب كاف لعدم تجاهل هذه الوجبة الهامّة بعد اليوم؟
يعزّز الفكر والذاكرة
هل تعرفين أنّ تناول الفطور يؤثّر في طريقة تفكيرك؟ هذا الأمر صحيح. فقد تمّ التأكيد أنّ الطلاب الذين يتناولون هذه الوجبة يحصلون على علامات أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يزيد استهلاك وجبة الفطور صباحاً من القدرة على التركيز وتعزيز الذاكرة، بحسب دراسة أقيمت في العام 2010 من قبل باحثين في Kings College في مدينة لندن. وبحسب الباحثين، إنّ تناول وجبة خفيفة في الصباح تحسّن الذاكرة ولكن أيضاً القدرة على التركيز حتّى يحين موعد الغداء، لا سيما إذا كانت الوجبة غنيّة بالكربوهيدرات. كما أنّ الفطور، وبحسب هذه الدّراسة أيضاً، يسمح للأطفال بتحسين مهاراتهم التعليميّة.
يعزّز جهاز المناعة
وجد باحثون بريطانيون تقنيّة جيّدة في محاربة الزكام وهي تناول الفطور، من خلال دراسة أقيمت على 100 متطوّع طلب منهم تدوين الأمراض التي أصابتهم لمدّة عشرة أسابيع. وكانت النتيجة، أنّ الأشخاص الذين لم يتناولوا الفطور تعرّضوا أكثر للإصابة بالزّكام. ويعود هذا إلى استهلاك الفيتامين C صباحاً، مثل فاكهة الكيوي أو عصير البرتقال.
يمدّك بالعناصر المغذيّة الأساسيّة
وفقاً لجدول الغذاء الكندي، تحتاج النساء يومياً على الأقلّ إلى 7 حصص من الفاكهة والخضار، 6 حصص من الحبوب والخبز، حصّتين من الحليب ومشتقّاته وحصتّين من اللحوم وبدائلها. والحصول على كلّ تلك العناصر الغذائيّة في وجبتين فقط أمر مستحيل، لذلك يمدّك الفطور بالمغذّيات التي تحتاجينها إلى جانب الوجبتين الأخريين الرئيسيّتين.
يخفّض نسبة الكولستيرول السيّئ
تلعب وجبة الفطور دوراً هامّاً في تخفيض نسبة الكولستيرول LDL والذي يعرف أكثر باسم الكولستيرول السيّئ. ويؤدّي عدم تناول هذه الوجبة إلى إبطاء عمليّة الأيض وبالتالي تخزين الدّهون لمدّة أطول في الجسم، كما يزيد الرّغبة في الإفراط في تناول الطعام خلال الوجبة التالية، ما يسبّب زيادة في الوزن وارتفاعاً في نسبة الكولستيرول السيّئ.
وجبة الفطور المثاليّة
بعد ليلة «صيام» من عشر إلى اثنتي عشرة ساعة، يحتاج جسمنا إلى إعادة شحن بطّارياته مع شمس الصباح. لذلك، يعتبر من الضروري تخصيص الوقت الكافي لتناول الفطور مع العائلة كلّ يوم. ووجبة الفطور الغنيّة والمغذّية والمتوازنة يجب أن تتضمّن أصنافاً من المجموعات الغذائيّة المختلفة:
– السوائل: خلال الليل، تعمل الكليتان من أجل تصريف المياه المستخدمة، فيصاب الجسم عند الصباح بالجفاف أكثر منه خلال النّهار من دون أن نشعر بالعطش بالضرورة. وهذا الجفاف يمكن أن يؤدّي إلى الشعور بالتعب في حال لم تتمّ تلبيته. أمّا المشروب الأفضل، فيبقى الحليب الذي يجمع بين الماء والكالسيوم والبروتينات، كما عصير البرتقال الغني بالفيتامين C.
– الفاكهة: الفاكهة غنيّة بالفيتامينات A وC كما بالمعادن الضرورية لصحّة الجسم وتحفيز جهاز المناعة.
– منتوجات الحليب: كوب من الحليب، لبن، لبنة… كما أنّ بعضها يكون مدّعماً بالفيتامين D، وهي بالإجمال غنيّة بالكالسيوم والبروتينات الضروريّة لدماغ سليم.
– الحبوب: الخبز، الكعك أو رقائق الفطور والأفضل اختيار هذه الأخيرة قليلة السكر والموادّ الدهنيّة. اختاري الخبز مع العسل أو القليل من المربّى وتجنّبي تناول المعجّنات والكرواسون الغنيّة بالدّهون والسكر والفقيرة بالعناصر المغذيّة.
نصائح عامّة
يعترف الجميع بأهميّة وجبة الفطور ولكنّهم يستمرّون في تجاهلها لأسباب عدة. إليك بعض النصائح التي تساعدك على عدم تجنّب هذه الوجبة الضروريّة لصحّتك.
– لا تشعرين بالجوع! قد يكون هذا صحيحاً حيث إنّ كثيرين لا يشعرون بالحاجة إلى تناول الفطور. والسبب واضح: هناك تأخير واقعيّ بين الاستيقاظ الذهني واستيقاظ الجسم الذي يأخذ وقته لذلك. لذلك، يجب الانتظار أحياناً لحوالى نصف ساعة قبل أن يتحرّك الجسم. حاولي أن تستيقظي باكراً، ارتدي ملابسك وحضّري نفسك قبل التوجّه إلى المطبخ.
– لا تملكين الوقت! كما العادة، تسكّعت في السرير وها قد بدأت تركضين في كلّ جهة لكي تتحضّري ولا تتأخّري. قبل أن تنامي، حضّري كلّ مستلزمات اليوم التالي وحاولي وضع كلّ ما يتعلّق بوجبة الفطور على المائدة، فيكون كلّ شيء جاهزاً عند الصباح.
– في حال لم تتمكّني من تناول الفطور، حضّري علبة خاصّة تأخذينها معك لتتناوليها متى استطعت. هذا ليس بالأمر المثالي ولكن قومي به في الحالات الطارئة!