صحة ورشاقة

كيف تسبّب حمية خسارة الوزن الزائد الاكتئاب؟

رغم خسارتك للوزن الزائد الذي عانيت منه طويلاً، إلا أنك تشعرين بالاكتئاب الشديد وتنظرين إلى هذا الجسم الجديد على أنّه غريب! بين ضرورة التأقلم مع هذا الجسم الغريب ونموّ قلق ومخاوف جديدة، لا تكون دائماً مرحلة ما بعد الحمية مشرقة كما نتصوّر.

جسم جديد لنتأقلم معه!

مرحلة دقيقة تتطلّب التأقلم مع هذا الجسم الجديد وانحناءاته الجديدة وبشرته التي أصبحت مترهّلة بعض الشيء كما الثياب التي تغيّر مقاسها… كلّها أسباب تؤدّي إلى تشويش النظرة الشخصيّة إلى الجسم، بصورة خاصّة إذا كانت خسارة الوزن سريعة. بالإضافة إلى هذا كلّه، يجب عليك أيضاً أن تعتادي على نظرات الآخرين التي يمكنها أن تضعف صورتك عن نفسك وعلاقاتك مع محيطك. يكمن سرّ التأقلم مع جسمك الجديد في الحركة، خلال الحمية كما بعدها. فالنشاط الجسدي أساسي للتصالح مع الجسم، والحركة تجعلنا نعي وجوده وحقيقته كما تساعدنا على التأقلم معه.

آمال كبيرة واكتئاب أكبر:

وراء هذه النّحافة المطلوبة، تختبئ رحلة البحث عن صورة أفضل للذات وهي ليست دائماً موجودة، ما يؤدّي إلى صعوبة في التأقلم بالإضافة إلى التغييرات الجسديّة والنفسيّة. فبعض الأشخاص ممّن هم معرّضون أكثر لنظرات الآخرين ومن هم أكثر ضعفاً في بعض الأحيان، يختبرون التوتّر وعدم الارتياح فيكونون عرضة أكثر إلى كسب الوزن من جديد.

لماذا تصيبك الحمية بالاكتئاب؟

بالنسبة إلى كثيرين، يشكّل الطعام آليّة دفاع يستخدمونها لمواجهة أحاسيسهم ومشاعرهم. وعادة ما يكون هؤلاء الأشخاص ممّن يجدون صعوبة في التعامل مع هذه الأحاسيس، الأمر الذي يجعلهم يتناولون الطعام بأسلوب قهري. وعندما يخسرون الوزن، يشعرون بعدم القدرة على اللجوء إلى تلك الآليّة فيصابون بحالة من الانزعاج والقلق.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدّي التوقّف عن تناول السكر إلى هبوط في مركّبات الدّماغ مثل السيروتونين والأندورفين، التي تضعك في مزاج جيد. فإذا شعرت بمزاج سيّئ جداً فقد تكونين تحرمين نفسك
كثيراً وبسرعة.

من الطرق التي تحسّن مزاجك، تناول أنواع الطعام التي ترفع من مستوى تلك المركّبات والتي هي مغذيّة أكثر من الحلويات الغنيّة بالسكر مثل الفاكهة أو مربّى الفاكهة.

أمّا إذا كنت ترغبين بشدّة في تناول لوح من الشوكولا، انتظري 15 إلى 20 دقيقة فلا بدّ للرّغبة أن تختفي، وإلّا تناولي مربّعاً صغيراً من الشوكولا الأسود.

الاعتدال في الطعام … والتفكير:

الاعتدال، بكلّ بساطة، يعني تجنّب المبالغة، أي التوصّل إلى استراتيجيات وعادات يمكن المحافظة عليها على المدى الطويل. وعلى مستوى أعمق، الاعتدال هو تعهّد بالتوازن، وهو يكمن في الإقرار بأنّ لكلّ شخص حاجات ورغبات وقدرات وأهداف مختلفة. المفتاح هو في إيجاد الوسائل لدمجها كلّها في اتّخاذ القرارات والخيارات. إنّ ممارسة الاعتدال ضمن برنامج خسارة الوزن يبدأ باستراتيجيات عمليّة مثل حساب السعرات الحراريّة، قياس الحصص، الاطّلاع على الحاجات الغذائيّة والتخطيط لوجبات صحيّة.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية