صحة ورشاقة

ترميم الثدي عملية آمنة وفعالة

ديسمبر 13, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

دينا زين الدين-بيروت
قبل عقد من الزمن، لم يكن بإمكان المرأة التي وقعت تحت سطوة سرطان الثدي وخسرت جزءاً من جسدها تعتبره أهم رمز من رموز أنوثتها أن تحلم بأن تنظر إلى نفسها في المرآة من دون أن ترى الآثار الموجعة التي تركها هذا الداء الخبيث عليها، فتتذكّر أوجاعها ومعاناتها وجراحها المفتوحة، أمّا اليوم، وبفضل جراحة ترميم الثدي، بات بإمكانها أن تسترجع شكلها السابق، لا بل أن تحسّن وتغيّر شكل ثديها السليم لتحصل على النتيجة التي ترضيها فتعود إليها ثقتها بنفسها وتقبل على الحياة بفرح وثقة.
ولنعرف المزيد عن هذه العمليّة الجراحيّة، التقينا الدكتور رولان طعمة، الاختصاصي في الجراحة التجميليّة والترميميّة.

-متى يمكن المرأة التي انتهت من علاج مرض سرطان الثدي أن تخضع لعمليّة الترميم؟
يختلف الأمر باختلاف حالة المرأة الصحيّة ونوع الجلد وشكل الثدي الآخر أي الثدي الطبيعي وحجمه، إذ يمكن القيام بالعمليّة مباشرة بعد استئصال الثدي أو بعد ستة أشهر من انتهاء عمليّة الاستئصال أو العلاجات المتمّمة في حال لم تشفَ كلياً بعد إزالة الورم.

-ماذا تعني هذه العمليّة؟ وما هي المواد التي يتم استخدامها لإعادة الثدي إلى شكله الطبيعي؟
التخلّص من الورم الخبيث يعني تفريغ كامل الثدي أو جزء منه من محتواه، ويتوجّب علينا بعد انتهاء عمليّة الاستئصال أن نملأ هذه الفراغات كي يعود إلى شكله الطبيعي فتشعر المرأة بالراحة النفسيّة والرضى حين تنظر إلى نفسها في المرآة. ما نقوم به، هو أنّنا نأخذ من العضل والدهن في الظهر، فإذا كانت الكميّة غير كافية يمكن الأخذ من منطقة البطن، وفي حالات أخرى نلجأ إلى حشوة اصطناعيّة أو Prothèse.

-ما هو الوقت الذي تستغرقه العمليّة، وهل تتطلّب تخديراً عاماً؟
في حال تمّ الترميم مباشرة بعد عمليّة الاستئصال واعتمدنا خلاله على كميّة الجلد المتبقية من الثدي وعلى الـ Prothèse نستطيع الانتهاء خلال ساعة، أما إذا أخذنا جزءاً من عضل ودهن الظهر أو البطن، فإنّ الوقت يزيد ليصل ما بين 4 إلى 5 ساعات، والعمليّة تتطلب تخديراً كاملاً وأن ترتاح المريضة في المستشفى لليلة واحدة تخرج بعدها إلى منزلها.

-كيف يتم تحديد نوع الإجراء الذي سيتم اعتماده؟
يعتمد الأمر على شكل الجلد وكميّته ونوعيّته، إذ قد يكون محروقاً من بعض العلاجات فنضطر إلى استعمال عضل وجلد من الظهر، فيمر مشرطنا من الإبط ولا يترك أثراً أو ندوباً. كما يهمّنا حجم الثدي الثاني، فإذا كان كبيراً جداً نضطر إلى وضع حشوة اصطناعيّة، وإذا كان مترهلاً نجري عمليّة شد، ويمكن تكبير الثدي الطبيعي أو تصغيره حتى يصبح الثديان متشابهين.

-هل تعاني السيدة آلاماً أو تشعر بالانزعاج بعد إجراء العمليّة؟
الألم النفسي يكون أشد وطأة من الألم الجسدي في حال تأجّلت عمليّة الترميم إلى ما بعد إجراء الاستئصال، لذلك ينصح بإجراء الترميم مباشرة. أما بعد العمليّة، فإنّ المرأة ستشعر بانزعاج وبألم خفيف لأسبوع تقريباً مشابه لما تحسّ به من قامت بعمليّة تكبير أو شدّ للثدي.

ما هو الوقت الذي تتطلّبه عودة الثدي إلى شكله الطبيعي؟
يتطلّب تصحيح شكل الثدي بشكل تام من 3 إلى 6 أشهر، ففي المرحلة الأولى نقوم بالترميم، بعدها نحسّن الجهة الثانية، وفي المرحلة الثالثة نرمّم الحلمة التي يمكن الاحتفاظ بها بعد تفريغ الصدر أو يمكن ترميمها من الجلد المحيط.

-ما الذي يتوجّب على المرأة القيام به بعد العمليّة لتتأقلم مع شكلها الجديد؟
نساعدها قدر الإمكان في الحصول على مظهر جميل لثدييها، عليها فقط أن تصبر بعض الوقت كي تحصل على نتيجة ممتازة، لكن لا يمكن أن ننسى أنّها تفقد الإحساس بثديها وهو أمر صعب وجديد عليها، إنما سيكون عليها أن تتأقلم لكي تعود إلى حياتها الطبيعيّة.

-هل تترك العمليّة آثاراً واضحة؟
تترك آثاراً بسيطة حول الحلمة وفي حال أخذنا العضل والدهن من منطقة البطن.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية