صحة ورشاقة

النوم وعلاقته بالأمراض

سبتمبر 24, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

رغم منافعه العديدة، إلا أنّ النوم يكاد يصبح أمراً ثانوياً في حياة المرأة، نظراً لسرعة العصر الذي تعيش فيه والذي يتطلّب منها أن تؤدّي واجباتها العمليّة والعائليّة والاجتماعيّة على أكمل وجه، ما يصعّب عليها مهمّة الاسترخاء ونيل قسط كافٍ من النوم. لذا ندعوك إلى الاستراحة قليلاً، وإلى التعرّف على فوائد النوم المتعدّدة وعلى مضاره في حال لم تنالي القسط الكافي منه.
صرّحت النجمة صباح أكثر من مرة عن مدى أهميّة النوم في حياتها، وعن دوره الأساسي في الحفاظ على شغفها في الحياة وعلى نشاطها وزيادة أمد حياتها. فهو يُعدّ من أبرز الأمور التي يقوم بها الإنسان غرائزياً بشكل يومي ومن دون أي تفكير. ورغم أنّ كثيرات يعين أهميّة الخلود إلى النوم، إلا أنّهن لا يدركن المدة الكافية التي يحتجن إليها يومياً، ومدى تأثيره على نشاطهنّ وحيويّتهن. في هذا السياق، تشير دراسة حديثة أجراها قسم طبّ النوم في كلية الطب في جامعة هارفرد، إلى أنّ الجسم يحتاج إلى قسط كافٍ من النوم مثلما يحتاج إلى الطعام والشراب والتنفّس. وقد أُجريت بحوث مستفيضة حول منافع النوم، أثبتت أنّه يلعب دوراً حيوياً في تعزيز الصحّة البدنيّة والنفسيّة، وفي زيادة أمد الحياة، ما يفسّر شعور المرء بالنشاط بعد نيله قسطاً وافراً من النوم، فتصبح أفكاره أكثر وضوحاً، وعواطفه أقل هشاشة.

معدّل النوم اليومي
تكمن عمليّة الحصول على قسط كافٍ من النوم في الحفاظ على جدول نوم ثابت ومنتظم وعلى خلق بيئة معيّنة في غرفة النوم، تشجّع المرء على الاسترخاء وتلعب نوعيّة الفراش دوراً أساسياً في تحفيز المرء على النوم، من هنا ضرورة اختيار فراش مريح، وتغييره من وقت إلى آخر. ورغم أنّ هذه الحاجة تختلف من شخص إلى آخر، إلا أنّ تقريراً أعدّه المعهد الوطني الأميركي للاضطرابات العصبيّة والسكتة الدماغيّة منذ أكثر من عام أظهر أنّ عدد ساعات النوم المثاليّة يتراوح ما بين 7 و9 ساعات، في حين يحتاج المراهق إلى ما بين 8 و9 ساعات، والطفل الذي يتراوح عمره بين 5 و9 سنوات إلى 10 أو 11 ساعة نوم يومياً.

تقوية المناعة
خلال ساعات النوم، يفرز الجسم ما يسمّى بجزيئات من البروتين تساعد على تعزيز القدرة على مكافحة الأمراض والالتهابات، والبقاء في صحّة جيدة. كما تساعد هذه الجزيئات جهاز المناعة على تقوية خلايا الجسم في حال احتكاكها مع أي ملوّثات أو جراثيم معدية.

بشرة أكثر شباباً
إنّ الحصول على قسط جيّد من النوم يساعد على خفض ضغط الدم المرتفع الذي قد يشكّل خطراً على حياة الإنسان، بالإضافة إلى خفض المستويات المرتفعة لهرمونات الضغط النفسي، والتي تولد عادة نتيجة الضغوط النفسيّة التي تعيشها المرأة في حياتها اليوميّة، ما يؤدي إلى بروز علامات التقدّم في السن بشكل مبكر. وبالتالي يساهم النوم الصحي بشكل مباشر في مكافحة هذه الآثار وإبطائها، ويساعد المرأة على الاسترخاء بعيداً عن المشاكل والضغوط اليوميّة التي تواجهها.

تحفيز الذاكرة
إنّ عدم الحصول على قسط وافر من النوم يجعل التركيز على العمل أو على الدراسة عمليّة شبه مستحيلة، إذ غالباً ما يؤثّر سلباً على الذاكرة. في المقابل، يساعد النوم المنتظم على التخلّص من هذه المشاكل، لأنّه ينظّم الذكريات ويربطها ببعضها البعض، كما يساعد العقل على اختبار التجارب الجديدة بشكل أفضل.

الوزن الزائد
يساعد النوم على تنظيم الهرمونات التي تسيطر على الشهيّة. وفي هذا السياق، أظهرت دراسات عديدة أنّ حرمان الجسم من النوم يؤدي إلى خلل في هرمونات المرأة وبالتالي إلى زيادة شهيّتها. ومع الأسف، هذا الخلل لا يؤدي إلى زيادة الرغبة في تناول الخضار والفاكهة، بل يصبح الجسم توّاقاً إلى الأغذية الغنيّة بالسعرات الحراريّة، والدهون والكربوهيدرات. وقد كشفت دراسة أميركيّة مؤخراً أنّ قلة النوم تحدّ من منافع الحميات الغذائيّة خصوصاً تلك المتعلّقة بخسارة الكتلة الشحميّة. كما خلص الباحثون إلى أنّه عندما ينام المرء بشكل كافٍ، فإنّ أكثر من نصف خسارته للوزن تكون للدهون، لكنّه لا يخسر سوى ربع كميّة الدهون إذا لم ينم لساعات كافية، فإذا كان الهدف من الحمية الغذائيّة التي تتبعينها هو إذابة الدهون فإنّ عدم النوم كفاية يأتي ليعيق ذلك. لذاعندما تحاولين خسارة بعض الكيلوغرامات الزائدة تذكّري الأثر السلبي لقلّة النوم على التحكّم في الوزن واحرصي على نيل قسط كافٍ منه يومياً.

داء السكري
إنّ قلّة النوم تساهم في تعزيز داء السكّري لأنّها تؤثّر سلباً على عمليّة فرز خلايا الجسم لكربوهيدرات الغلوكوز. وفي هذا السياق، تشير دراسة لقسم طب النوم في جامعة هارفرد أُجريت على عدد من الأشخاص انخفض معدّل النوم لديهم من 8 إلى 4 ساعات، إلى أنّهم بدأوا يعانون من اضطرابات في إفراز مادة الأنسولين، ما ساهم في تعزيز مرض السكرّي لديهم، في حين كشفت دراسة أخرى أنّ البالغين الذين ينامون أقل من خمس ساعات يومياً، معرّضون للإصابة بداء السكري أكثر من أولئك الذين ينامون حوالى 8 ساعات.

التقلّبات المزاجيّة
يساهم الاضطراب في النوم بشكل مباشر في تعزيز التقلّبات المزاجيّة، كما أنّ الأرق يؤدي على المدى البعيد إلى أمراض نفسيّة خطيرة مثل الاكتئاب والقلق المزمن. وبالتالي، عليك تخصيص وقت كافٍ للنوم، لتتجنّبي هذه الأمور التي ستؤثّر سلباً عليك وعلى عائلتك.

الطاقات الإبداعيّة
كشفت دراسة ألمانيّة أجريت مؤخراً عن أنّ سرّ التفكير الإبداعي والقدرة على فكّ الرموز وحلّ المعادلات الصعبة يكمن في النوم الجيد. وأوضح العلماء أنّ للنوم قدرة استثنائيّة على إعادة برمجة الدماغ وشحذه، لذا فإنّ الأشخاص الذين يسهرون كثيراً يدمّرون تفكيرهم ويقتلون قدراتهم على الإبداع وبُعد خيالهم. وأكد العلماء أنّ النوم يمثّل عمليّة تعلّم وتدريب إبداعيّة، لكن لم يتّضح بعد ما هي المراكز الدماغيّة التي تتأثّر به والتي تسهّل هذه المهمّة.

أمراض القلب
كشفت دراسة نشرت في مجلة JAMA الطبيّة الأميركيّة أنّ النوم لنحو 9 ساعات يومياً يخفّف من خطر الإصابة بتصلّب الشرايين، مسلّطة الضوء على العلاقة المباشرة بين النوم وأمراض القلب. كما توصّل الباحثون المشرفون على الدراسة التي أُجريت في المركز الطبّي لجامعة شيكاغو، إلى أنّ الحرمان الجزئي والمزمن من النوم، قد يؤدّي إلى مشاكل صحيّة، منها زيادة الوزن والسكري وارتفاع ضغط الدم.

الرياضة
في حال كنت تعشقين ممارسة الرياضة بشكل يومي، ينصحك هيدموس بنيل قسط كاف من النوم لتحسّني أداءك ولتجدّدي طاقتك. فقد أفادت دراسة أجرتها جامعة ستانفودر الأميركيّة على عدد من لاعبي كرم القدم ناموا لمدة 10 ساعات بشكل يومي طوال أسبوع، أنّ أداءهم الرياضي تحسّن بشكل ملحوظ، كما زادت قدرتهم على تحمّل الإجهاد، ما يسلّط الضوء ويبرز الأثر الإيجابي المباشر للنوم على الرياضيين.

كيف تتخلّصين من الأرق؟
هناك طرق عديدة يمكنك اللجوء إليها للتخلّص من الأرق والحصول على قسط كافٍ من النوم لعيش حياة طبيعيّة. ننصحك بالقيام بالخطوات التالية:
– تجنّبي شرب القهوة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والمشروبات الغازيّة بعد الساعة الثالثة من بعد الظهر.
– تجنّبي النوم لفترات طويلة أثناء النهار، لأنّ ذلك قد يربك نومك أثناء الليل.
– مارسي تمارين تأمّلية لمساعدتك على الاسترخاء، وعلى الاستمتاع بساعات النوم الطويلة.
– تجنّبي التدخين قبل النوم بساعة على الأقل لأنّ النيكوتين يعتبر من المنبّهات التي تؤدي إلى الأرق.
– تجنّبي تناول وجبات دسمة قبل النوم بساعتين أو ثلاث ساعات، لكن لا تنامي وأنت جائعة، لأنّ الجوع قد يجعلك تستيقظين ليلاً، لذلك استبدليها بوجبة خفيفة.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية