البيلاتس رياضة حديثة تعيد إليك الصحّة والحيويّة
إنّها أحدث رياضة رائجة بعد اليوغا، تجمع ما بين القوّة البدنيّة والذهنيّة، وتعطي أفضل نتائج ممكنة بسرعة قياسيّة. هي رياضة البيلاتس، التي باتت من التمارين الرياضيّةالأكثر شعبيّة في العالم، نظراً لتقنياتها الحديثة وتمارينها المتطوّرة التي تعتمدها أبرز نجمات العالم، للحصول على جسم مثالي وعلى حياة صحيّة متوازنة.
تمكّنت رياضة البيلاتس من جذب أكثر من 11 مليون شخص في الولايات المتحدة الأميركيّة وبريطانيا حتى العام 2005، بفضل تقنياتها المتطوّرة والمعاصرة التي تعمل على تقوية كل أعضاء الجسم، وعلى تعزيز مرونتها من دون أي تورّم. ولعلّ أكثر ما يميّز هذه الرياضة أنّها جديدة ومعاصرة للغاية، إذ ابتكرها الألماني جوزف بيلاتس العام 1951، بعدما اكتسب من مدرّسي اليوغا في بريطانيا، الحركات البدنيّة الرومانيّة والإغريقيّة القديمة طوال عشرين عاماً، فأمضى معظم حياته خلال النصف الأول من القرن العشرين يعمل على تطوير تمارين رياضيّة تهدف إلى تقوية القدرات الجسديّة والعقليّة للإنسان، لأنّ وبحسب اعتقاده، الصحّة العقليّة والصحّة البدنيّة مترابطتان ومتداخلتان ببعضهما البعض، وبالتالي من الضروري تحفيزهما من خلال ممارسة تمارين معيّنة تزيد الجسم والعقل قوّة وصلابة. كان جوزف يعاني من ضعف شديد في جهاز المناعة، ما كان يسبّب له مشاكل صحيّة عديدة وخسارة كبيرة في الوزن، الأمر الذي دفعه إلى ابتكار تمارين تقوّي الجسم من جهة، وتزيد من ليونة الأطراف من جهة ثانية. وفي العام 1965، حين كان في الـ86 من عمره، قال بيلاتس: «لا بد أنّ ما أمارسه من تمارين رياضيّة فعّال للغاية، فطوال حياتي لم أخضع لأي علاج، حتى الأقراص المهدّئة لآلام الرأس. فلماذا لا يتبع الإنسان في بلدي وفي كل دول العالم التمارين الرياضيّة التي أمارسها، ويطبّق نمط الحياة الذي أعيشه، لينعم بالمزيد من الصحّة والسعادة؟».
مبادئ جوهريّة
لرياضة البيلاتس 6 مبادئ حدّدها جوزف بيلاتس، تتطلّب من المرأة تطبيقها بحذافيرها، للحصول على نتائج مثاليّة. يكمن المبدأ الأوّل في تحديد مركز ومصدر التوازن في الجسم، بمعنى أنّ على المرأة تعزيز مركز قوّتها الجسديّة الذي يكمن ما بين الضلوع السفلى وعظام العانة. المبدأ الثاني هو التركيز، إذ يجب ألا تُمارس تمارين البيلاتس بطريقة عشوائيّة، بل عليها أن تركّز على كل خطوة تقوم بها منذ بداية الحصة وحتى نهايتها، وأن تعطي كل تمرين حقّه، للحصول على أفضل نتيجة ممكنة. أما المبدأ الثالث فهو التحكّم، لأنّ رياضة البيلاتس ترتكز على ضرورة السيطرة على حركة العضلات، في حين يكمن المبدأ الرابع في الانضباط الجسدي والعقلي، والذي يجب ألا يفارق المرأة حتى تتمكّن من تصحيح وضعيّتها في كل حركة تقوم بها. ويرتكز المبدأ الخامس على التنفّس، وهو يلعب دوراً أساسياً في هذه الرياضة، نظراً لما للشهيق والزفير من دور مهم في تنظيم الدورة الدمويّة في الجسم وتوزيع الأوكسيجين على الأعضاء كافة. أما المبدأ الأخير، فيرتكز على التناسق والانسيابيّة، إذ يؤكد جوزف بيلاتس أنّ تمارين رياضته يجب أن تتمّ بشكل متناسق وبانسيابيّة لامتناهية، حتى تنتشر الطاقة في مختلف أنحاء الجسم بطريقة تلقائيّة، ما يعزّز نشاط المرأة وحيويّتها.
تمارين بالجملة
لا تقتصر رياضة البيلاتس على تمارين التمدّد فحسب، بل تصحبها أيضاً أنماط مختلفة من التنفّس، تأخذ المرأة إلى عالم آخر، بعيداً عن الهموم اليوميّة والتشنّجات التي ترافقها طوال أيام الأسبوع، فهي تقوّي عضلات الجسم الطويلة والكبيرة مثل عضلات البطن والظهر، كما تصحّح القوام، وتساعد المرء على التنفّس بطريقة صحيّة وصحيحة، وعلى الاستفادة من الأوكسيجين الذي يساعد الجسم على أداء مهامه بشكل مثالي. وفور ممارسة تمارين البيلاتس، ستشعر المرأة بأنّ طريقة جلوسها ووقوفها أصبحت صحيحة بشكل تلقائي، وأنّها أكثر نشاطاً من أي وقت مضى. تتألف هذه الرياضة من 500 تمرين رياضي، يجب أن تؤدّيها المرأة على سجّادة صغيرة، أو تستعين بمعدّات رياضيّة عديدة مثل الكرات المطاطيّة والأطواق المعدنيّة، وغيرها من الأدوات الرياضيّة. وهذه التمارين لا تقتصر على تعزيز قوّة الجسم وحسب، بل وتؤمّن التدليك والمعالجة الفيزيولوجيّة للجسم ككل، بالإضافة إلى المشاكل التي قد يعاني منها المرء في العمود الفقري.
رياضة لكل الأعمار
هل يمكن للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ممارسة رياضة البيلاتس؟ نؤكد في هذا السياق أن لا خطر على المرضى الذين يعانون من أمراض السكّري والضغط المنخفض أو المرتفع أو حتى على مرضى القلب والربو. والأهم من ذلك، أنّ رياضة البيلاتس هي رياضة كل الأعمار، إذ يستطيع المرء ممارستها منذ سنّ الـ 13 وحتى بلوغه الشيخوخة. كما ننصح بممارسة التمارين 3 مرّات في الأسبوع، لمدة ساعتين في كل حصة، للحصول على نتائج ملموسة وسريعة ونحذر من التوقّف عن ممارسة التمارين بعد فترة طويلة حتى لا يعود الجسم إلى وضعه السابق، ضعيفاً وجامداً.
تجارب ناجحة
تقول لينا، عاماً، وهي تمارس رياضة البيلاتس أسبوعياً منذ حوالى السنتين: «عندما أمارس تمارين البيلاتس، أشعر بأنّ طاقتي تجدّدت، وبأنّني نشيطة طوال الأسبوع، ما دفعني إلى الإدمان على هذه الرياضة، وعلى ممارستها 3 مرات في الأسبوع لمدة ساعة تقريباً. ورداً على سؤال حول ما يميّز رياضة البيلاتس عن غيرها من الرياضات، قالت لينا: «أعشق هذه الرياضة لأنّني لا أشعر بالتعب حتى لو مارست تمارينها لأكثر من ساعتين في اليوم، فهي رياضة خفيفة، لا تتطلّب مجهوداً كبيراً، لكنّها في الوقت نفسه، تحرق الدهون وتزيل الكيلوغرامات الزائدة، وتقوّي أعضاء الجسم، فأشعر بالنشاط والحيويّة طوال اليوم».
أما هند، 40 عاماً، فأكّدت أنّها فضّلت رياضة البيلاتس على اليوغا، لأنّها لاحظت أنّ اليوغا أكثر هدوءاً، وهي تركّز على التأمّل أكثر من الحركات الرياضيّة. أما تمارين البيلاتس، فتتطلّب من المرأة التحرّك لفترة طويلة، ما يعزّز نشاطها، ويساعدها على السيطرة على جسمها وعقلها أكثر.
رياضة المشاهير
خلال حفل زفاف الأمير ويليامز وكايت ميدلتون، لم تكن العروس النجمة الوحيدة في الحفل، بل خطفت أختها بيبا ميدلتون الأنظار أيضاً، وتحوّلت إلى نجمة على صفحات المجلات والصحف بفضل قوامها الرائع الذي أذهل الجميع. وكالعادة، بدأت الصحافة العالميّة تتحرّى عن سرّ رشاقتها، فاتّضح أنّ رياضة البيلاتس هي إحدى الرياضات التي تمارسها بيبا بشكل أسبوعي. وكانت بيبا قد صرّحت في حديث لها على الموقع الإلكتروني للنادي الذي تتردّد إليه في منطقة «بارسونز غرينز»، أنهّ خلال الأشهر القليلة الماضية، لمست فرقاً كبيراً في قوّة جسمها بفضل تقنيات التنفّس الحديثة التي تعتمدها البيلاتس، مضيفةً: «أنصح كل امرأة بتجربة هذه التمارين التي أصبحت روتيناً أسبوعياً يبقيني سعيدة ودائمة النشاط والتجدّد، فالبيلاتس هي الحل الذي وجدته لضبط إيقاع جسمي وعقلي، بعد يوم عمل طويل». بيبا ليست الشخصيّة الشهيرة الوحيدة التي تمارس هذه الرياضة، فالممثّلة جينيفر أنيستون والممثّلة ديمي مور، سبق وصرّحتا أنّ تمارين البيلاتس تلعب دوراً أسياسياً في الحفاظ على رشاقتهما، بالإضافة إلى النجمة العالميّة مادونا التي تحرص على ممارسة هذه الرياضة بشكل أسبوعي.
هل تختارين البيلاتس أم اليوغا؟
في حال كنت حائرة بين ممارسة تمارين البيلاتس أو اليوغا، نستعرض لك الفارق بين الرياضتين، لتتوضّح الصورة أكثر لديك، ولتختاري منهما ما يناسبك.
أوّلاً: رياضة البيلاتس تركّز على تطوير وتقوية القوّة الأساسيّة في الجسم وعضلاته، ومدّ العمود الفقري، ما ينعكس نشاطاً وقوّة وطاقة في حياة المرأة اليوميّة. في المقابل، تركّز اليوغا أكثر على التوحيد بين النفس والجسم، وعلى تعزيز ليونة أعضاء الجسم ومرونتها. إشارة إلى أنّ رياضة البيلاتس تركّز أيضاً على الليونة، لكن بنسبة أقل مقارنة باليوغا.
ثانياً: إذا كنت تبحثين عن رياضة تجمع ما بين التأمّل والتمارين الرياضيّة في آن، ننصحك بانتقاء اليوغا، لأنّها تضم تمارين تأمّلية مكثّفة، ترافقها موسيقى مهدّئة للأعصاب، تأخذك إلى عالم آخر بعيداً عن الهموم والمشاكل اليوميّة التي تعانين منها، وهي تعتمد على وضعيّة مريحة ومسترخية للجسم. في المقابل، تقوّي البيلاتس الذهن والعقل، لكنّها تركّز أكثر على القوّة البدنيّة. هي رياضة تتطلّب الكثير من الحيويّة والتحرّك طيلة الوقت، بهدف حرق الدهون وتقوية العضلات، فيما تخصّص اليوغا فترة طويلة من التأمّل خلال كل جلسة. كما يجب ممارسة كل حركة وتمرين بتركيز شديد وطاقة قصوى، للحصول على نتائج ملموسة، وفقدان الوزن بوقت قياسي، والحصول على الجسم المثالي.
ثالثاً: تتطلّب البيلاتس الاستعانة بعدد من المعدّات الرياضيّة البسيطة مثل الكرات المطاطيّة الصغيرة أو المتوسّطة أو كبيرة الحجم، بالإضافة إلى الأطواق المعدنيّة والحلقات المفرغة وغيرها. في المقابل، لا تتطلّب اليوغا أي معدّات من هذا النوع، إذ يكفي جلب سجّادة صغيرة لممارسة التمارين التأمليّة والرياضيّة عليها.