ميادة أبو خزام-بيروت
قد تبدو لك بعض الأطعمة مفيدة وصحيّة، وذلك لأنّك اعتدت على سماع فوائدها وتكرارها أمام الآخرين حتّى ترسّخت في عقلك. غير أنّ تلك الأطعمة قد تكون ضارة في الكثير من الأحيان. ولكي لا تقعي في الخطأ الشائع، إليك بعض الأطعمة التي قد تبدو مفيدة بالنسبة إليك، إلا أنّها عكس ذلك.
عصير الصبّار
غالباً ما يتناول النباتيون عصير الصبار لفوائده الغذائيّة العديدة. يعتبر عصير الصبار سائلاً غنياً بالسكر، يُعرّف عنه عادةً بـ«الصحي» أو بديل السكر، لكن تبيّن أنّه غني بالـFructose. لذا، استبدليه ببدائل السكر، على غرار العسل الطبيعي لأنّه يحتوي على كميّة قليلة من الـFructose وكميّة كبيرة من المعادن. كما يمكنك أن تتناولي البلح وجوز الهند.
الصويا
يُعتبر حليب الصويا بديلاً صحياً عن اللحوم ومنتجات الألبان، ويبدو استهلاك الصويا المخمّرة بكميات قليلة مفيد للصحّة، غير أنّ بعض الاختصاصيين لا يوافقون الرأي. فقد أظهرت مئات الدراسات وجود رابط بين الصويا وسوء التغدية، بالإضافة إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي وخلل في الغدة الدرقيّة والتدهور المعرفي والعقم والتشوّهات الخلقيّة وأمراض القلب والسرطان وغيرها من المشاكل الصحيّة.
يمكنك أن تستبدلي الصويا بالحبوب والفاصولياء والعدس والحمّص والنباتات الورقيّة الخضراء.
السمك
يُقسم السمك إلى نوعين: السمك المستزرع والسمك البري. تُربّى الأسماك المستزرعة في الظروف نفسها التي تتم فيها تربية الحيوانات بشكل صناعي، فتجدين كميّة كبيرة من البراز في مجال ضيّق ما يجعل الأسماك تعيش في ظروف غير صحيّة، ويؤدي إلى زيادة كميات البكتيريا والأمراض. لذلك، يقوم المختصون بإضافة كميات كبيرة من المضادات الحيويّة والمواد الكيميائيّة في الماء، من أجل الحفاظ على حياة الأسماك وسط ظروف غير صحيّة. كما أنّ الأسماك المستزرعة تتغذّى من خلال اتّباع نظام غذائي مؤلّف من بقايا الحبوب وفول الصويا والمواد الكيميائيّة. وهكذا، تنتقل كلّ تلك المواد السامة إلى جسمك عندما تتناولين الأسماك.
أمّا الأسماك البريّة، فهي صحيّة أكثر من غيرها، لكن قد تكون خطرة على صحّتك في بعض الأحيان. فمعظم الأسماك تحتوي على مادة الزئبق (باستثناء سمك السردين)، وهي مادة سامة جداً.
لذا، يمكنك أن تتّبعي بعض النصائح لكي تخرجي بأقل أضرار ممكنة. اشتري الأسماك المحليّة الطازجة واختاري أنواعاً متعدّدة.
عصير الفاكهة
يحتوي عصير الفاكهة على كميّة كبيرة من السكر. فعندما يتم عصر الفاكهة، تتجرّد هذه الأخيرة من الألياف وتتحوّل إلى سكر حالما تتناوليها، ما يزيد من كميّة السكر في دمك بشكل ملحوظ.
وبالطبع، تعتبر زجاجات العصير التي تشترينها من المتاجر غير صحيّة، وملصقاتها التي تعدّد فوائد مكوّناتها كاذبة. أمّا العصير الذي تقومين بتحضيره في المنزل، فلا يُعدّ أيضاً صحياً مئة في المئة وذلك بسبب غناه بالسكر.
ما هو البديل إذاً؟ عصير الخضار! يمكنك أن تقومي بتحضير عصير التفاح مع إضافة بعض الخضار لكي تضفي حلاوة على طعم العصير. وإن كنت تفضّلين زيادة بعض الفاكهة، يمكنك أن تحضّري العصير من الفاكهة الطبيعيّة الطازجة.
الوجبات الصحيّة التي تقدّمها بعض المطاعم
يجب ألا تعتبر المطاعم التي تقدّم مأكولات وسلطات صحيّة خياراً ممتازاً لتناول طعام صحي، إذ تتم معالجة اللحوم وتجهيزها قبل تقديمها. أمّا الصلصات، فتحتوي على كميّة كبيرة من السكر والمواد الحافظة الأخرى. كما أنّ تلك المطاعم تقدّم الكعك الذي يحتوي على مواد ضارة، بالإضافة إلى المشروبات الغازيّة. ما عليك إذاً إلا أن تحضّري المأكولات بنفسك في المنزل وأن تستخدمي الأطعمة الطازجة.
المأكولات المطهوّة بزيت الزيتون
إذا استخدم زيت الزيتون على درجة حرارة الغرفة، فيكون صحياً. لكن سرعان ما تضيفينه إلى طعامك على درجة حرارة مرتفعة، حتّى يصبح نتناً ويتحوّل إلى مادة مسرطنة. لذا، استخدمي زيت جوز الهند عند الطهو لأنّه يبقى مستقراً ويقاوم الحرارة. كما يمكنك استخدام زيت بذور العنب أو زيت دوار الشمس.
المنتجات الغنيّة بالبروتينات
يضاف السائل البروتيني إلى العديد من الأطباق الصحيّة لطعمه المالح اللّذيذ وفوائده العديدة، وغالباً ما يستخدمه النباتيون والرياضيون. غير أنّ بعض الدراسات أظهرت أنّ هذا السائل يحتوي على الصويا غير المختمرة. وكما ذكرنا سابقاً، لا يعتبر الصويا طعاماً صحياً.
ما هو البديل؟ يمكنك شراء منتج جوز الهند، أو حتّى أن تتجنّبي تناول هذه المنتجات كلياً.
منتجات الألبان
يرتكز البرهان الذي يقضي بأهميّة منتجات الألبان على صحتك، على فكرة احتوائها على الكالسيوم. الجدير بالذكر أنّ منتجات الألبان تحتوي على بروتينات حيوانيّة، أي أنّ لديها تأثيراً حمضياً على جسمك. ولكي يقوم جسمك بإعادة توازن درجة الحموضة، يلجأ إلى احتياطي المعادن القلويّة ويمتص الكالسيوم من عظامك. ففي الواقع، تقوم منتجات الألبان بامتصاص الكالسيوم من جسمك بدلاً من تزويد جسمك بها. قد تفاجئين بهذا الخبر!
وتظهر الحقائق أيضاً أنّ منتجات الألبان المبسترة تحتوي على كميّة كبيرة من المضادات الحيويّة، ويتم تحضيرها من حليب البقر الغني بخلايا القيح، أي تلك التي تتكوّن عند الإصابة بجروح. وبحسب دراسة أجرتها USDA، يحتوي الحليب على حوالى 316 مليوناً من تلك الخلايا.
للاستعاضة عن هذه المنتجات، يمكنك أن تتناولي الجبنة المصنوعة من الجوز والكاجو، والحليب المصنوع من اللّوز أو جوز الهند أو الشوفان أو الأرز.
زبدة الفستق
يحتوي الفول السوداني والجوز والكاجو على كميّة كبيرة من الدهون الصحيّة. وقد أثبتت الدراسات أهميّة تلك الأطعمة لصحّة قلبك والحفاظ على وزنك. لكن بالنسبة إلى الزبدة، تحاولين عادة أن تختاري منها ما يحتوي على مكوّن أو اثنين، مثل الفستق أو الفستق والملح، ما يجعل نظامك الغذائي غير صحي.
المعكرونة
على الرغم من وجود أنواع كثيرة من المعكرونة، إلا أنّ المعكرونة الأكثر انتقاء من السوق هي السباغيتي والنودلز، وهي تتكوّن من الطحين الأبيض والماء والبيض. ولا تحتوي المعكرونة على الفيتامينات أو المعادن أو الألياف. كما أنّ وجبات المعكرونة السريعة التي تطلبينها إلى المنزل تحتوي على كميات كبيرة من الملح والدهون الضارة بصحّتك.
الحساء
عليك أن تعلمي أنّ تحضير الحساء باستخدام المغلّف الذي يحتوي على مزيج من الخضار هو غير صحي. فعندما تتناولين الحساء، يحصل جسمك على الماء والحليب والزبدة والمكوّنات الأخرى في المغلّف، بالإضافة إلى الملح والمواد الحافظة. ويُعتبر الملح مكوّناً خطراً في الطعام، إذ يمكنه أن يؤدي إلى إصابتك بأمراض القلب. لذا، يجب أن تقوم الكليتان بإفراز الملح من الجسم. الجدير بالذكر أنّ ضغط دمك يرتفع عندما تتناولين كميّة كبيرة من الملح لكي يستطيع جسمك أن يتخلّص منها، وبالتالي، تعلمين جيداً أنّ ارتفاع ضغط الدم ليس مفيداً لصحّتك.
الفشار
عندما تشاهدين فيلماً في السينما أو في المنزل أمام التلفاز، عليك حتماً أن تنسي أمر الفشار. فحصّة صغيرة من الفشار الخالي من الزبدة تحتوي على 300 سعرة حراريّة و20 غ من الدهون. أمّا علب الفشار التي تحضّر في المايكرويف، فأسوأ بكثير، إذ تحتوي غالبيّتها على حوالى 400 سعرة حراريّة و26 غ من الدهون.
حبوب الفطور
غالباً ما تجدين على علبة حبوب الفطور ملصقات مصدر جيّد للفيتامين D، غني بالألياف، مضاد للأكسدة… وقد تعوّدت على سماع معلومات عن حبوب الفطور تقضي بأنّها مفيدة للصحّة وبأنّها طريقة سليمة لكي تبدئي نهارك بنشاط وحيويّة. لكن لو كان الأمر صحيحاً، لماذا تُضاف كميّة كبيرة من الفيتامينات والألياف إلى علب حبوب الفطور؟ في الواقع، لا تستطيع الحبوب وحدها، من دون إضافة عناصر غذائيّة إليها، أن تؤمّن لك التغذية اليوميّة الكافية. كما أنّ عمليّة تصنيع الحبوب تساهم في تخفيض فوائد الفيتامينات والألياف، فتصبح غالبيّة تلك العناصر غير مفيدة. ويقوم المصنّعون بإضافة الألياف والفيتامينات كتعويض عن الفوائد التي خسرتها الحبوب خلال تصنيعها.
السلطة
قد تتساءلين عن دور الخس في زيادة الوزن! إذ تحتوي غالبيّة الخضار على سعرات حراريّة قليلة. في الواقع، إن كانت السلطة التي حضّرتها غنيّة بالكريمة الدسمة وصلصة الجبنة، فاعلمي أنّ جسمك يحصل على سعرات حراريّة تعادل تلك الموجودة في طبق كبير من البطاطا المقليّة. فعلى سبيل المثال، تحتوي سلطة الدجاج مع الخضار على حوالى 660 سعرة حراريّة و46 غ من الدهون.
لكي تتناولي سلطة صحيّة، عليك أن تحضّريها في المنزل باستخدام المكوّنات الطازجة وقليلة الدسم. أمّا إذا كنت في أحد المطاعم، فاطلبي صلصة إلى جانب طبق السلطة وأضيفي القليل منها إلى سلطتك، وهكذا توفّرين ما يقارب 20 غ من الدهون.
في النهاية، لا يمكنك الاستغناء عن تناول بعض المأكولات الشهيّة والتي تفتح طريقة تقديمها الشهيّة، لذلك الاعتدال في تناول من كل تلك الأغذية هو المفتاح للحفاظ على صحة سليمة وصحيّة لك ولأفراد أسرتك.