سمر معتوق
تمزج العاصمة الإيسلنديّة بين الأبنية الملوّنة والحياة البريّة وبين غرابة أهلها وتناقضاتها العديدة. كلّ من زارها وقع في غرامها وقطع وعداً على نفسه بالعودة إليها. Reykjavík، نجمة تجمع بين براءة القرية وحماس المدينة.
تعود تسمية Reykjavík إلى أوّل مستعمر لإيسلندا Ingolfur Arnarson في العام 874، وقد أطلق هذا الاسم عليها أي «خليج الدّخان» نظراً إلى غيوم البخار الكثيفة التي كانت تنبعث من الينابيع السّاخنة على الحدود السّاحلية. تعود فترة نموّ المدينة إلى القرن التاسع عشر تاريخ انتقال البرلمان Althing، وفي بداية القرن العشرين لم يتجاوز عدد سكّان المدينة 5000 شخص ليصبحوا 180 ألف إيسلندياً في العام 2005.
ومع أنّ الإرث الهندسي للمدينة محدود، إلّا أنّها تستحقّ الزيارة، لا سيما بحياتها الثقافيّة الغنيّة بالمتاحف. أمّا عشاق السهر الليلي، فيمكنهم الاستمتاع في المقاهي والمطاعم العديدة للعاصمة لا سيما يومي الجمعة والسّبت.
ماذا تفعلين في Reykjavík؟
على بعد 45 دقيقة من العاصمة، توجّهي إلى حوض السباحة الطبيعي Bláa lónið بمياهه التركوازيّة وهو في الواقع يتألّف من حقل من الحمم يحيطه البخار في أسفل محطّة حراريّة أرضيّة. تصل حرارة المياه إلى 38 درجة مئويّة وهي غنيّة بالمعادن التي تتميّز بأنّها شافية ومعالجة لكثير من مشاكل البشرة. كما يمكنك أن تجدي الـSauna وحماماً ساخناً. استرخاء تامّ حقاً!
Volcano Show
في مجمّع السينما Volcano Show، تعرّفي على أبرز الانفجارات البركانيّة في إيسلندا مثل Vatnajökull في العام 1996 وHeimaey وHekla في السبعينات وغيرها. تعرض أفلام تشرح مختلف أنواع البراكين وتخبر تاريخها عبر العصور كما نشاطها الزلزالي الحالي من خلال صور من الأرشيف ومعلومات علميّة.
المتاحف
أمّا إذا كنت تحبّين المتاحف، فلا يجب أن تفوّتي زيارة أبرز المتاحف في المدينة وأهمّها. في متحف Asmundur Sveinsson، الذي يحمل اسم الفنّان الذي شيّده والذي هو عملاق في النّحت المعاصر، تعرّفي على منحوتاته ومشغله حيث المنحوتات الخشبيّة والحجريّة والمعدنيّة تزيّن الحديقة الرائعة.
أمّا متحف Árbær في الهواء الطّلق، فيدعوك إلى رحلة عبر الماضي من خلال إعادة تكوين البلدة الإيسلنديّة في بداية القرن العشرين وحيث فريق العمل يرتدي زيّاً من تلك الحقبة ويعيد إحياء المهن القديمة.
في المتحف الوطني، اكتشفي التاريخ والثقافة الإيسلنديّة من أيّام الاستعمار الأولى في القرن التاسع وحتّى يومنا هذا من خلال الصور الفوتوغرافيّة والقطع الأثريّة والحرفيّة.
من جهة أخرى، سوف تجدين مجموعة كبيرة من المخطوطات التي تعود إلى العصور الوسطى كما تاريخ المستشكف والمغامر Erik le Rouge في معهد Arni Magnusson. والقطعة الأهمّ الموجودة هناك هي Flateyjarbók مخطوطة من الجلد تعود إلى القرن الرابع عشر.
تفتح كلّ المتاحف أبوابها من الساعة العاشرة صباحاً وحتّى السادسة مساء.
الطبيعة الغنّاء
وأنتِ هناك، يمكنك التمتّع بالطبيعة التي تكثر فيها المساحات الخضراء وتدعوك إلى الاستمتاع بالنشاطات في الهواء الطلق بين المنتزهات وأحواض السباحة وركوب الخيل والدّراجات والسير على الأقدام.
توجّهي إلى المرفأ حيث تجدين العديد من الشركات التي تقدّم رحلات بحريّة على متن القارب لمشاهدة الحيتان والدلافين والفقمات وغيرها، أو اختاري أن تسيري نحو جبل Esja الذي يبلغ ارتفاعه 914 متراً لتشهدي على أجمل المناظر الطبيعيّة للمدينة.
السباحة في المياه الساخنة
لا تنسي أن تختبري السباحة في أحد أحواض السباحة الطبيعيّة التي تغذّيها المياه الساخنة والتي تشتهر بها المدينة مثل الحوض الحراري Árbæjarlaug الذي يضمّ حوضاً عصرياً واسعاً ويقصده السّكان المحليّون، أو Sundhöllin وهو الحوض الأقدم في المدينة ويقع في وسط المدينة.
إذا كنت تفضّلين البحر، فاعلمي أنّ مياهه تكون في أغلب الأحيان باردة جدّاً، ولكن يمكنك أن تتوجّهي إلى خليج Nauthólsvík حيث تمّ بناء شاطئ حراري تتدفّق منه المياه السّاخنة الطبيعيّة في البحر، يجعلك تقفزين بين الأمواج وكأنّك في البحر المتوسّط!