لكلّ بلد… كنزه

مارس 6, 2014

مايا خازم
مَن قال إنّ هدف السياحة الوحيد هو اكتشاف معالم الوجهات والاستمتاع بجمال طبيعتها أو التشبّع من كنوز ثقافتها وتراثها؟ ففضلاً عن كلّ تلك العوامل، لا يمكن للمرأة أن تغضّ النظر عن أهمّية عالم الموضة والجمال، ما يدفعها إلى البحث عما يميّز كلّ بلد تتوجّه إليه، من أنسجة ومجوهرات وصناعات مترفة… إليك بعضها.

1 بوتسوانا ماسة أفريقيا الجنوبيّة
قد نُشبّه زيارة Botswana بسفر الأمراء، إذ إنّ تلك الوجهة الفريدة مخصّصة حصرياً للسياحة المترفة ورحلات السفاري. فكلّ من أنفق أموالاً طائلة من أجل اكتشاف Botswana، على يقين بأنّ الأمر يستحقّ المغامرة وبأنّه اتّخذ القرار السليم.
تقع Botswana جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا الجنوبيّة، تتميّز بمساحات صحراويّة شاسعة وبمناطق السافانا وبثروة حيوانيّة قيّمة، فضلاً عن تراثها الفني الغني ومعالمها الطبيعيّة الرائعة.
زوري العاصمة Gaborone وتعرّفي على معالمها الثقافيّة والرياضيّة وغنى تراثها الفنّي. توجّهي إلى منتزهات Chobe National Park وMoremi National Park في Okavango Delta، ومحميّة Central Kalahari Game Reserve.
من ناحية أخرى، تتميّز Botswana بأحد أقوى الاقتصادات في القارة الأفريقيّة، وذلك لأنّها تشتهر، إلى جانب القطاع السياحي، بالماس. تضمّ مدينة Jwaneng أكبر منجم من الماس في العالم (9 ملايين قيراط سنوياً)، ويعني اسم المدينة «مكان الحجارة الصغيرة». ينتج المنجم 3.9 ملايين طن سنوي من الماس الخام و37 مليون طن سنوي من النفايات الصخريّة.
باختصار، الماس هو صديق Botswana المفضّل، فلا عجب أن تجدي عدداً كبيراً من شركات التنقيب والتطوير والإنتاج. ومن دون شك، الماس هو صديق النساء أيضاً. لذا، دلّلي نفسك بشراء مجوهرات فاخرة مرصّعة بهذا الحجر النفيس قبل العودة إلى بلدك.

2 الصين الحرير كنزها الدّفين
عناصر عدة تذكّرك بالصين: السّور العظيم، منحوتات Terracotta، رياضة الـKung Fu، مزهريات Ming، الشاي، دبب الباندا، البورسلين وبالتأكيد الحرير!
«نَفض غبار سيجارته على وشاح الحرير أمام الزبائن ثمّ ابتسم»… هكذا أكّد لهم أنّ الحرير أصليّ وحقيقي. هنا، تجدين هذا النسيج السحري مجرّداً من الشوائب، هنا يخطّ الحرير جذوره الأصليّة التي تعود إلى ما قبل التاريخ.
خبّأ الصينيون سرّ صناعة حرفتهم المضنية لقرون عدة واعتبروها عملتهم الرئيسيّة، فاستخدموها لدفع الضرائب والغرامات وحتّى لشراء المناصب العالية! كما أقاموا لها الاحتفالات، فلعبت تلك الأخيرة دوراً أساسياً في الأمبراطوريّة، وشكّلت هديّة ثمينة للأمبراطور.
أمّا طريق الحرير، وهي مجموعة من الطرق المترابطة، كانت تسلكها القوافل والسفن وتمرّ عبر جنوب آسيا، فكانت سبيلاً لنقل الحرير إلى الغرب. وسرعان ما انتشرت شعبيّة النسيج الفاخر في آسيا والعالم، وقد يكون الحرير أحد أهمّ العناصر التي ساهمت في بناء الحضارة الإنسانيّة العالميّة.
تستخدم غالبيّة مصانع الحرير آلات لفرز الشرانق وغَليِها، غير أنّ الصين لا تزال تضمّ مطرّزين ومتخصّصين يتّبعون الأساليب التقليديّة، ولا تزال أكثر دولة مصدّرة للحرير في العالم.
بعد المعلومات القيّمة تلك، ما رأيك بزيارة أكبر متحف للحرير في العالم China National Silk Museum، ويقع في مدينة Hangzhou؟ أما لشراء ملابس حريريّة، ننصحك بالتوجّه إلى أحد الأسواق التالية: Beijing Silk Market وBeijing Hongqiao Market وBeijing Panjiayuan Market وBeijing Liulichang Street وBeijing Yashow Market.

3 أستراليا دفء الصوف في بلاد الحرّ!
أستراليا ليست مكاناً تكتشفينه في بضعة أسابيع، بل هو بلد كبير ذو مساحات شاسعة، وكلّ زاوية تتميّز بمعالم لا تُعدّ ولا تُحصى. ستقعين في حيرة من أمرك لناحية اختيار الأماكن المناسبة للسياحة، لكن رغم ذلك، زيارتها لأيام قليلة كفيلة بجعلك تعجبين بمعالمها المثيرة للاهتمام. إليك احتمالات ممتعة: تزلّجي في جبال الألب الأستراليّة، أو تجوّلي على طول ساحل الذّهب، أو تسلّقي جبال Blue Mountains واقفزي بالحبال في الأودية الضيّقة، أو العبي مع حيوانات الكنغر، واختمي نهارك المرهق بحضور إحدى حفلات Melbourne. إنّه عالم بأسره يجتمع في قارّة واحدة، بل في بلد واحد.
مهما كانت مدّة إقامتك في أستراليا، لا تتركيها من دون أن تشتري ملابس صوفيّة تغمرك بدفئها. في الواقع، تشتهر أستراليا بثروتها الحيوانيّة، ما يُرتّب عليها ازدهاراً في كل الصناعات المتعلّقة بالإنتاج الحيواني، بما في ذلك جزّ الصّوف وتصديره إلى الخارج. تُعدّ أستراليا أكبر بلد مصدّر للصوف في العالم، ومن أبرز البلاد المستوردة هي اليابان ودول أوروبا وروسيا، الهند وتايوان وكوريا الجنوبيّة. غالبيّة الصوف الذي تصدّره البلاد «دهني» لأنّه يظل محافظاً على مظهره منذ أن يتم قصّه من الأغنام. أمّا الصوف المصقول، فيتمّ غسله قبل بيعه. فما رأيك بارتداء وشاح صوفي في موسم الشتاء المقبل؟