سفر

بلغاريا لؤلؤة البلقان

سبتمبر 6, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

لؤلؤة دول البلقان وقيثارة سحريّة تعزف ألحان السعادة على سواحل البحر الأسود، فتنشر السكون بين ربوعها الخضراء وتنثر الفرح فوق بيوتها الريفيّة الدافئة.

بلغاريا هي ذلك العالم الحالم الذي تمتزج فيه أجواء المدينة الصاخبة بحياة الريف الهادئة. وهي أرض المفاجآت وعاصمة التنوّع، إذ إنّ الانتقال من شطآنها الذهبيّة الآسرة إلى غاباتها الخضراء الغضّة لن يستغرق أكثر من دقائق معدودة، كما أنّ التنقّل بين مواقعها الأثريّة ومراكز التسوّق فيها خلال يوم واحد لن يكون سوى رحلة ممتعة حافلة باللحظات التي لا تُنسى.
تعتدّ بلغاريا بشعبها الذي يتمسّك بأصالة الماضي ويعشق أرض الوطن ويبثّ في ربوعها الحياة. كما تتباهى هذه الدولة الأوروبيّة بباقة من المدن الرائعة انطلاقاً من العاصمة صوفيا مروراً بفارنا Varnaووصولاً إلى بورغاس Burgas ومونتانا Montana، إذ تنعم هذه المدن بالإضافة إلى طبيعتها الريفيّة الخلّابة بإرث حضاري نفيس يروي فصول التاريخ العريق الذي عرفته هذه الدولة البلقانيّة، ويتمثّل بالكنائس التي تعود إلى القرون الوسطى والقصور التي تم تشييدها إبان الاحتلال العثماني في القرن الثامن عشر، بالإضافة إلى الأديرة والقلاع وغيرها من الآثار التاريخيّة المميّزة.

إرث حضاري
تقع دولة بلغاريا في كنف القارة الأوروبيّة العجوز، وهي تتشارك حدودها الشماليّة مع رومانيا في حين تطلّ من الغرب على كلّ من صربيا والجبل الأسود ومقدونيا، أمّا من الجنوب، فهي تجاور اليونان وتركيا، لتتألّق حدودها الشرقيّة بشريط ساحليّ آسر يطلّ على مياه البحر الأسود الفيروزيّة. ولطالما كان موقع بلغاريا الجغرافي المميّز سبباً للصراعات والحروب التي شهدتها هذه الدولة على مرّ التاريخ. يعود ماضي بلغاريا إلى العام 681، عندما قامت بتأسيسها قبائل السكان المحلّيين ذوي الجذور السلافيّة والثراسيّة. وقد عرفت في القرنين التاسع والعاشر قوة ونفوذاً كبيرين دفعاها إلى مقارعة الإمبراطوريّة البيزنطيّة على احتلال دول البلقان. إلّا أنّها في العام 1396 رضخت لهيمنة الاحتلال العثماني الذي ضمّها إلى أراضيه واحتلّها طوال 400 عام. ولم تنل الدولة البلغاريّة استقلالها إلّا في العام 1878 بعد سلسلة من الحروب الدامية التي دارت لمدّة أعوام ما بين روسيا والدولة العثمانيّة.

العاصمة صوفيا
تأسّست صوفيا منذ آلاف السنين، لذا فإنّها تحتفظ بين أسوارها بإرث تاريخيّ نفيس يتمثّل بالكنائس المهيبة والآثار التي خلّفتها الحضارات التي تعاقبت على احتلالها، بالإضافة إلى عدد كبير من المتاحف المختلفة التي تضمّ بين أروقتها قطعاً أثريّة نادرة تحكي خبايا التاريخ البلغاري، وأهمّ هذه المتاحف متحف الآثار، والمتحف الإثنوغرافي الذي يعرض مجموعات واسعة من الحلي التقليديّة الأصيلة والملابس التراثيّة البلغاريّة، بالإضافة إلى متحف «الأرض والناس» الخاص بالمعادن والأحجار الكريمة، والمتحف العسكري التاريخي الوطني الذي يستعرض الآلات العسكريّة التي قام الجيش البلغاري باستخدامها إبان الحرب. كما تضمّ صوفيا المسرح الوطني والقصر الرئاسي، فضلاً عن مجموعة كبيرة من آثار الدولة العثمانيّة المعماريّة والفنيّة والتي يمكن رؤيتها في الشوارع والطرقات الضيّقة. يُذكر أنّ صوفيا استمدّت اسمها من الكلمة الإغريقيّة SOPHIA ومعناها المعرفة والسكينة.

فارنا جوهرة البحر الأسود
تشرّع شواطئ فارنا الذهبيّة أبوابها في كلّ عام أمام ملايين السياح الذين يتقاطرون إليها من كلّ حدب وصوب للاستمتاع بشمسها المشرقة ومياهها الفيروزيّة الحالمة وللتمتّع بالراحة وروعة الاستجمام الذي توفّره فنادقها ومنتجعاتها السياحيّة الراقية التي تنتشر على طول الساحل. وبالإضافة إلى واجهتها البحريّة المميّزة، تقدّم فارنا لزائريها باقة واسعة من النشاطات الترفيهيّة التي يمكن القيام بها شأن زيارة المتاحف والمعالم التاريخيّة المختلفة من أديرة وكنائس وعلى رأسها كاتدرائيّة Dormition of the Theotokos التي تشتهر بزخرفتها ومزار Aladzha وهو عبارة عن كهف رائع محفوف بالغابات. كما تضمّ فارنا عدداً كبيراً من الحدائق والمنتزهات المتنوّعة وهي تعيش طوال الصيف روح الاحتفالات والمهرجانات التي تشعل ساحاتها، وأهمّها مهرجان السينما ومهرجان الدلافين، فضلاً عن مهرجان رقص الباليه والمهرجانات الشعبيّة والفولكلوريّة.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية