رجيم ورشاقة

العودة إلى المدرسة:قابلي قلق أطفالك بمرونة وذكاء

هو وقت صعب على الأمّ والأبناء على السّواء، صحيح أنّ الأبناء هم من يتعيّن عليهم الذهاب إلى المدرسة، ولكن الوالدة عليها أن تشرف على أمور تسجيلهم وانتقالهم إلى الصف الأعلى، وعليها أيضاً تحضيرهم نفسيّاً للتوجّه إلى مكان جديد يحتاج عزماً واجتهاداً لتخطّيه بنجاح.

سواء انتقل الطفل إلى مدرسة جديدة أم تابع في مدرسته القديمة، فإنّه سيواجه قبل بدء العام الدراسي الكثير من القلق والتوتّر والخوف من المجهول. فلعلّه يخشى الأساتذة الجدد أو المواد الأكثر صعوبة، أو أن يكون بعيداً عن زملائه المقرّبين في الفصل. أو لربّما يخشى الصعوبات في مادة تعليميّة معّينة، وبمقدورك ببعض الخطوات أن تخفّفي عنه وتنسيه هذه الأفكار.

إقرئي أيضاً:أطفالنا: متعـــــــــة القراءة في متنـــــــاول أيديهم ، أحبّي نفسك لتتمكّني من نشر السعادة ، ما مدى احتياجك إلى الماكياج؟

اتّصال مفيد

الأمر يحصل حين تمهّدين له قبل أسبوع أو أكثر باتّصال هاتفي مع أحد المدرّسين الجدد الذين سيتعرّف إليهم حين يعود، فقد يخبره عن حلقات دراسيّة ممتعة وأفكار تعليميّة جديدة. فهذا النوع من التواصل الشفهي من شأنه أن يبعد الكثير من الأفكار الداكنة التي قد تخيف الطفل من العودة. كما أنّه حين يرجع لن يتفاجأ بأستاذ غريب عنه، بل سيشعر بأنّه قريب منه ويعرفه أكثر.

تسوّق خاص

من جهة ثانية، يمكنك أن تشغلي الطفل بشراء الملابس الجديدة للأيّام الأولى، وكذلك بشراء الدفاتر والقرطاسيّة والحقيبة المدرسيّة، خصّصي مشواراً إلى أحد المراكز التجاريّة التي تبيع الأصناف الأحدث من هذه السلع، ودعيه يختار ما يعجبه منها، ويساعدك في ترتيبها، فبذلك سيتشوّق إلى العودة والتّباهي بما اشتراه أمام رفاقه.

مكان الدراسة

تجهيز مكان جديد للدراسة سيزيد من حماسة طفلك واندفاعه نحو المذاكرة. ولذلك اشتري له طاولة صغيرة مع كرسي، ولا ضير أن تكتبي اسمه عليه لكي يشعر بالخصوصيّة، على أن تضعيه في مكان بعيد عن الضجيج، وذلك لكي يسهل عليه التركيز. رتّبي المكان أيضاً بأكسسوارات ملوّنة ومسلّية كي لا يكون جامداً أو شبيهاً بالفصل المدرسي الذي يمقته معظم التلاميذ.

إضاءة مناسبة

حين تقومين بتحضير ركن المذاكرة، فكّري في كلّ ما من شأنه أن يريح طفلك، ومن بين ذلك مقعد مناسب لحجمه ويريح ظهره ورقبته، ولا تنسي الإضاءة: إذ يتعيّن عليك اختيار ضوء بلون أصفر بدلاً من الأبيض، وذلك لأنّه يبثّ الدفء والحياة، وليكن النور قويّاً وليس خافتاً، وذلك كي لا يصاب الصغير سريعاً بالملل والنّعاس.

بيئة تشجّع على المذاكرة

لا ضير من وضع القليل من الحلوى المفضّلة لديه في وعاء ملوّن على طاولة المذاكرة، وذلك كي لا يتذرّع بالجوع فيقوم من حين إلى آخر إلى البرّاد، هذا فضلاً عن لوح خشبي صغير يعلّقه خلف المكتب ويكتب عليه ملاحظاته وسجّادة مميّزة تزيّن الأرضيّة وبعض الزيوت المعطّرة التي تبثّ أجواءً لطيفة في الغرفة، بالإضافة إلى راديو لكي يستمع إلى موسيقى هادئة خلال حلّ الواجبات.

الترتيب يؤدّي إلى النّظام

الترتيب هو شعار هذا العام، حتى لو اعتاد طفلك في السنوات الماضية على نبش أغراضه على السرير أو على طاولة السفرة لكي يدرس. عليه أن ينسى عاداته السابقة، فقد جاء وقت التغيير، فحبّه لمكان الدراسة الجديد سيجعله راغباً في المحافظة عليه مرتّباً ونظيفاً، وهذا النظام سينعكس على عاداته في الدراسة أيضاً وعلى الكثير من نواحي حياته الأخرى.

العودة إلى المذاكرة

القراءة خلال فترة الإجازة مهمّة جدّاً، وذلك كي لا ينسى الطفل أصول المذاكرة، وفي حال لم يمارس هذه الهواية، يمكنه، وخلال أيّام قليلة، أن يسترجع تركيزه. إذ إنّ قدرة الأطفال على الاستيعاب والتركيز أكبر بكثير من قدرة الكبار، المهمّ هنا أن يعوّد ذهنه وذاكرته على تلقّي المعلومات بكميّة صغيرة في البداية، ومع الوقت سيصبح قادراً على فهم المزيد من المعلومات.

مواجهة التهرّب

لا يستسيغ معظم الأطفال المذاكرة لأنّها أمراً مفروضاً عليهم، فيتهرّبون من الدروس بحجج مختلفة، منها مثلاً، التظاهر بالتعب أو المرض أو إنهاء الدروس في المدرسة، ويمكن أن يدخلوا معك في جدالات طويلة حول عدم جدوى ما يتعلّمونه، وصعوبة تطبيقه في الحياة على أرض الواقع، وهنا عليك أن تمتلكي الجواب الشافي والمقنع.

سلاح العلم

على الطفل أن يفهم أهميّة سلاح العلم والمعرفة، وقدرتهما على تغيير حياته نحو الأفضل، عليه أن يعرف شيئاً عن التاريخ والجغرافيا والرياضيّات والعلوم والفلسفة، لكي يصبح فاعلاً في محيطه، إنّها أمور لن يستوعبها أولئك الأطفال الذين هم دون سن ّالعاشرة، والذين عليك أن تكوني حاضرة دائماً لتشرفي على دراستهم، ولكن المراهقين يعون أهميّتها وسيقتنعون بجدواها في حال تكرارها أمامهم.

إيجاد الشّغف المفقود

تقبّلي أنّ الطفل لن يكون متفوّقاً في جميع المواد، وذلك كي لا تصعّبي عليه حياته الدراسيّة. ولذلك وقبل العودة إلى المدرسة، ذكّريه بالمواد التي يحبّها ويحقّق فيها نتائج جيّدة، شجّعيه على استكشاف المزيد عن هذه المواد بعيداً عن المنهاج، هكذا يجد شغفه في الحياة ويحدّد توجّهاته المستقبليّة.

قبل اليوم المنتظر

قبل يوم من بدء الدراسة، أخبري طفلك بأنّك ستكونين إلى جانبه فيما لو واجه صعوبات أو مشاكل خلال العام الدراسي، وأكّدي له أنّه ما من شيء يمكن أن يهزمه أو يزعجه في ظل وجودكما أنت ووالده إلى جانبه، لأنّكما ستتمكّنان من إيجاد الحلّ لأيّ أزمة طارئة، وسيسير كلّ شيء على خير ما يرام.

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية