تشعر كلّ امرأة بتعلّق خاص تجاه لون معيّن يرافقها كيفما اتّجهت. قد يصل الأمر عند بعض النساء إلى تكليل حياتهنّ بذلك اللون بدءاً من ملابسهنّ وزينة غرفتهنّ. كلّ هذا له دلائل علميّة ونفسيّة مهمّة. فهل تعلمين أنّ اللون دخل إلى حياتنا اليوميّة وأصبح علاجاً لا يستهان به؟
توصلت آخر النظريّات العلميّة إلى أنّ جسم الإنسان يحتاج إلى ألوان معيّنة لتحسين آدائه الذهني والجسدي، والتوجه إلى الألوان التي تنقصه في أوقات مختلفة من حياته. جميع الألوان تؤثر على حياتنا بشكل من الأشكال والتداوي بواسطتها من شأنه أن يعطي نتيجة فعّالة،إذ يؤكد العلماء أنّ الألوان تستخدم لعلاج أنواع مختلفة من الأمراض التي تتراوح من الكآبة وفرط النشاط إلى التوحد والسرطان، ولهذا برز الكثير من أخصائيّي العلاج بالألوان في بريطانيا دون غيرها من دول العالم.
ماذا نعني بفهوم العلاج بالألوان؟
يهدف علم التداوي بالألوان إلى مقارعة المرض عن طريق إعادة التوازن الطبيعي بين طاقات اللون في الجسم، وبناء الجسم الأثيري عن طريق تطبيق ذبذبات اللون الصحيحة على المراكز التي تصبح عندئذ قادرة على بث الحيويّة في الجسم المادي. وأشار الباحثون إلى أنّ الألوان الرئيسيّة التي تؤثّر على الإنسان هي التدرّجات اللونيّة لقوس قزح من ألوان الطيف التي تشمل الأحمر، الأرجواني، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، التركواز، الأزرق، النيلي والبنفسجي.
العلاج بالألوان قديم
ولدت فكرة العلاج بالألوان منذ القرون القديمة، حيث اعتقد المعالجون الهنود أنّ ألوان الطيف الـ 7 ترتبط بصورة مباشرة مع بعض الحواس والأعضاء. وقد ثبت في أيّامنا هذه أنّ هناك عدّة اهتزازات تنبعث عن كلّ لون وترتبط به وحده دون غيره، الأمر الذي جعل لاهتزازات الألوان النقيّة آثاراً مجدّدة لمختلف وظائف الجسم وعاملة على تطبيع نشاطه وحيويّته.
هل للألوان تأثير على الجسم من خلال رؤيتها فقط بالعين؟
لا ! بل تأثيرها ممتدّ لكلّ ما يحيطها. للألوان تأثيرحتى على المكفوفين نتيجة لتردّدات الطاقة التي تتولّد داخل أجسامهم، لذلك استخدم الصينيوّن القدماء الألوان في علاج الأمراض، كما استخدم الفراعنة اللون فوق الأخضر داخل الأهرامات لمقاومة الجراثيم وقتل البكتيريا وبالتالي المحافظة على الموميات. والملفت أنّ الألوان تؤثر على مزاجنا وتفكيرنا وسلوكنا، فبعد النظر إليها يفرز الدماغ هرمونات معيّنة تحدث مجموعة من العمليّات الفسيولوجيّة وبالتالي السيطرة المباشرة على تفكيرنا ومزاجنا.
لكلّ لون علاج مرض
تعتبر الألوان مصدر الحياة، وهي اللمسة البسيطة التي تضيف إلينا الحركة، هي وحدها القادرة على تغيير تعابيرنا من السلبي إلى الإيجابي. وجد العلماء أنّ العلاج بواسطة الألوان هو الأكثر رواجاً حاليّاً لسهولة تطبيقه واستعمالاته، وكذلك للنتيجة التي يحصل عليها المريض، كما أنّ الألوان تحيط بنا من كلّ ناحية وصوب، لذلك يسهل الحصول عليها والتعايش معها. فيما يلي، إختاري اللون الذي يداوي مرضكِ:
اللون الأحمر: يوفر هذا اللون قدراً من الطاقة لجسم الإنسان، ويدعم نشاط أعضاء الجسم المختلفة. يقوّي الإرادة والجرأة في اتّخاذ القرار، وهو اللون المفضل للأشخاص الطموحين. يعالج تحديداً أمراض الدورة الدمويّة، حيث ينعش الشرايين والأوردة، ويرفع ضربات القلب ويقوّي حيويّة عمل المعدة والأمعاء العصبيّة، كالهستيريا والكآبة وانفصام الشخصيّة. يقترح المختصّون إحاطة مكان إقامة المريض بهذا اللون طوال فترة معاناته من المرض.
اللون الأصفر: هذا اللون يجب ألا يختفي من غرف الأطفال، وخاصّة في الجزء الذي يراجعون فيه دروسهم البيتيّة، لأنّه يدعم قدرة الأطفال على التذكّر والتفكير والحفظ. لذلك يقال إنّ اللون الأصفر يوقظ نشاط الدماغ ويقوّي الأعصاب، كذلك عمل الكبد، الغدّة الصفراء والقلب، كما يحسّن التنفس. إلى ذلك، يعالج الأصفر بعض أمراض الدم ويحسن الدورة الدمويّة، لأنّ الأطفال يستجيبون للألوان.
اللون الأزرق: يجذب المزاج الطيّب ويغمر النفس بالهدوء ويزيل التوتر عن الانسان عندتعرّضه لحالات الغضب ويهدئ الأعصاب. الأزرق يثبت في الأنفس الخصال الحميدة والوفاء والإخلاص ، يحارب الأنانيّة المقيتة عند الأفراد ويطرد الأحلام الشريرة أو الشعور بالوحدة. لذلك، يؤكد المختصّون على ضرورة توافر هذا اللون في غرف النوم قبل غيرها، كي يسعد النائم بأحلام جميلة وغبطة نفسيّة. يصنّف اللون الأزرق من الألوان الباردة، التي تغمر النفس ببرودها فتشعر بالارتياح والسعادة.
اللون الأخضر: هو خليط لوني الأزرق بالأصفر، إتّخذ منذ القدم كرمز للخصوبة والزراعة والطبيعة الخلابة. يستخدم هذا اللون في مجالات مختلفة، أبرزها صالات الجراحة أو في مختبرات التحليل أو العلاج النفسي، لأنّه يحيط المريض بنوع من الأجواء الهادئة ويخفّف عنه الآلام. وفضلاً عن ذلك، فاللون الأخضر يعزّز صحة الجسم العامّة، يقوّي النظر، ويخفّف من حالة الهستيريا أو السعال أو الالتهابات. هو مصدر لا يعوّض في توفير الطاقة للنظام العصبي وللقلب والأوردة الدمويّة. ويستحسن بالمرضى الذين يعانون مثل هذه الامراض التمتّع باللون الأخضر في البيت أو خارجه، حيث يلعب منظر الأشجار في المنتزهات والغابات دوراً مهمّاً في إنعاش المرضى وتخفيف آثار الأمراض عليهم.
اللون الزهري أو ما يعرف بالوردي: أظهرت دراسة علميّة أنّ بعض درجات اللون الوردي لها تأثير كمفعول المهدّئات، كما أنّه يساعد على استرخاء العضلات. لقد توصّل الباحثون إلى إثبات علمي بأن ّجزءً من المخ يتفاعل مع اللون الوردي عن طريق إبطاله لإفراز هرمون الإدرينالين، الذي يؤدّي بدوره إلى تهدئة عمل عضلات القلب، وكذلك الأعصاب. ينصح المختصّون بارتداء الثياب ورديّة اللون ولا سيّما أثناء «المناقشات الحامية». ويصف العلماء أثر هذا اللون على نفسيّة الإنسان بأنّه لون ملطّف يغمر المرء بشيء من الحبّ والحماية، ويخفّف الشعور بالوحدة والحساسية، هو لون الحب غير الأناني. في عصرنا الحالي يتمّ استخدام اللون الوردي في السجون ومراكز الأبحاث ومراكز علاج الإدمان كونه مهدّئاً لذوي الشخصيّات العدائيّة .
اللون البنفسجي: يدعم فيكِ الإلهام، والحقيقة، كما أنّه يعالج اضطرابات المخ.
اللون الأبيض: يساعد في تنظيم طاقة الجسم وعلاج الحمى، يخفّف الألم ويعالج الالتهابات في مختلف أماكن الجسم.
اللون البنّي: لون يعطيكِ أحساساً بالثبات والاستقرار، يحسّن الإدراك والتمييز، كما يعالج الاضطراب السلوكي عند الأطفال.
التركواز: لون يجمع بين تأثير الأخضر والأزرق ، يساعد في علاج مشكلات الجلد.
تجنّبي الإكثار من:
اللون الأحمر في غرف النوم خاصّة للأشخاص الذين يعانون من الأرق، لأنّه يصدر ذبذبات عالية تؤدي إلى زيادة في حركة ونشاط الخلايا وتسارع دقات القلب، وبالتالي فالشخص الذي ينام في أماكن مليئة باللون الأحمر سيعاني من الأرق والأحلام المزعجة. من جهة أخرى يمكن إضافة القليل من اللون الأحمر لأنّه يساعد على التنفس العميق.
تجنّبي اللون الأزرق: لأنّه يقلّل من الشهيّة فالطعام إذا ما قدّم في أطباق زرقاء لا يفتح الشهيّة.
الطعام أيضاً له لونه
الفيتامينات ترتبط بالألوان حيث نجد أنّ الأطعمة التي يكون لونها أصفر أو أخضر مثل الليمون أو الأجاص تكون غنيّة بفيتامين c. أمّا الأطعمة الحمراء كالطماطم والتفاح الأحمر فتكون غنيّة بفيتامين B21 أو B المركب. والأطعمة الصفراء اللون تكون غنيّة بفيتامين A، والأطعمة الكحليّة اللون أو التي لونها أزرق داكن غنيّة بفيتامين K، والبنفسجية بفيتامين E.
لون ثيابكِ يزيدكِ طاقة وحماساً
إذا استيقظتِ غداً وشعرتِ ببعض الكسل أو كان لديكِ موعد هام، إختاري اللون لتحسين مزاجكِ:
– إذا شعرتِ بالهبوط, قلة الطاقة وغياب الإثارة والدهشة عليكِ بالأحمر.
– الأسود والأبيض: يمنحانكِ شعوراً بالقوّة والحماية ويدعوان من يحيطكِ لأخذكِ على محمل الجدّ والتقرّب نحوكِ بحذر, هذا يفيدكِ في المناسبات والسهرات الرسميّة والتعارف لأوّل مرّة.
– الكحلي أو الرمادي أو البنّي يعكس شعوراً بالرتابة قلّلي من هذه الألوان ما أمكن.