ثقافة

ياسمينا عالوي أدفع بنفسي نحو كل ما هو مجهول

مع عالم الفنون الجميلة تعيش الشابّة ياسمينا عالوي حالة عشق خاصّة، فتنسى واقعها وتتوه في سماء الألوان والأفكار والأدوات التي تجدها حولها، فتروّضها لتصبح ابتكارات وإبداعات فنيّة لا تقاوم. ولدت ياسمينا، وهي من أصول مغربيّة وفرنسيّة، في نيويورك ثمّ انتقلت إلى باريس لدراسة الفنون الجميلة، ونجحت في ابتكار لوحات قماشيّة مزيّنة بالرمال والحصى، وهي تقيم اليوم معرضاً لأعمالها في Opera Gallery في دبي. التقيناها لنغوص في عالمها ونتعرّف أكثر على تجربتها.

كيف اكتشفت شغفك للفنّ والرسم والنحت؟

اخترت النحت منذ بداية مشواري في عالم الفنّ، أي من سنّ السادسة، ثمّ تابعت دراستي وتخصّصت في الفنون الجميلة ونلت شهادة في النحت. لكنّني عانيت لاحقاً من الحساسيّة تجاه بعض المواد التي كنت أستخدمها، فاضطررت إلى التوقّف والابتعاد قليلاً عن هذا المجال. عندها، لجأت إلى وسائط أخرى كالتصوير. وبعد مرور وقت، عالجت مشكلة الحساسيّة كي أتمكّن من العودة إلى مجال النحت مجدّداً. لكن طبعاً كل شيء يحدث لسبب معيّن، فبفضل هذه المشكلة، عملت على مقاربات فنيّة أخرى وتقبّلت ما حصل معي طالما أنّ الفنّ هو الغاية. وها أنا اليوم أعمل في مجالات مختلفة بفضل تجربتي هذه.

هل تكفي الموهبة في هذا المجال أم أنّ الدراسة المعمّقة ضروريّة أيضاً؟

أجد كلمة «موهبة» غريبة بعض الشيء، فلكل شخص طريقته لخوض مشواره الفنّي. أمّا العمليّة الإبداعيّة فهي مجرّد عنصر من عناصر كثيرة تساهم في النجاح. فالاجتهاد والثقة في النفس مثلاً والتخطيط والانفتاح، كلّها من المواصفات الضروريّة للنجاح.

كيف استفدت من التخصّص في الفنون الجميلة؟

إنّ الجامعات التي التحقت بها تتبع المقاربة التقليديّة للفنّ، أي أنّ التركيز كان على الجانب التقني والنظري في أغلب الأحيان. ولهذا السبب أنا أعتمد مقاربة حسّية بدلاً من المقاربة التصوّريّة في أعمالي، على الرغم من أنّ المقاربتين موجودتان على حدّ سواء في فنّي.

قدّمت تحفاً فنيّة مزيّنة بالرمل والحصى والمعادن. ما الصعوبات التي تواجهينها أثناء العمل بهذه المواد؟

إنّ استخدام مواد غير اعتياديّة وغير تقليديّة أشبه بعمليّة كيميائيّة واستطلاعيّة بالنسبة إليّ، وأنا غالباً ما أدفع بنفسي إلى كل ما هو مجهول وجديد، فهذا جزء من المنهج الذي أعتمده لابتكار تحفي الفنيّة.

كيف تظهر أصولك المغربيّة في أعمالك؟

لا شكّ في أنّ أصولي المغربيّة تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من هويّتي وثقافتي. فهي تولّد نوعاً من الغموض في أعمالي كي تأتي الأجيال القادمة وتكتشف هذا الجزء من ماضيّ ومن حضارتي.

هل تأثّر فنّك وعملك عندما انتقلت إلى بلدان مختلفة في أوروبا والولايات المتّحدة؟

ممّا لا شكّ فيه أنّ أعمالي تتأثّر بالبلد الذي أزوره، فكل ما هو جديد يترك فيّ بصمته، لذا كل ما ازدادت رحلاتي كلّما زاد تقديري للأفكار الجديدة.

أخبرينا عن معرضك الذي يقام في Opera Gallery في دبي.

إنّه المعرض المنفرد الأوّل الذي أقدّمه، وقد خصّصت له أعمالاً استثنائيّة وحصريّة واستخدمت أيضاً الرمل والحصى والمعادن في لوحاتي. يشكّل هذا المعرض تحيّة لدبي ولكل دول الخليج. وقد ترجمت في أعمالي التي أعرضها فيه ما تمثّله هذه الدول من تنوّع للثقافات والحضارات. وتظهر في اللوحات أيضاً المشاعر المتناقضة التي أشعر بها، بحيث يراودني شعور بالانتماء إلى هذه المنطقة من جهة وضرورة المغادرة من جهة أخرى.

كم قطعة يتضمّن المعرض؟

يتضمّن المعرض 23 قطعة مميّزة تتراوح بين الصغيرة والمتوسّطة الحجم.

هل هناك موضوع معيّن لهذا المعرض؟

تعكس الأعمال التي أقدّمها فيه التناقض الثقافي الذي نشهده في منطقتنا، بالإضافة إلى التراث المغربي التقليدي. وبما أنّ كل شخص يفهم الفنّ الذي أقدّمه بطريقته الخاصّة، قد يرى أحدهم السماء أو الصحاري أو مزيجاً من الاثنين أو حتى مجموعة من المشاعر والأحاسيس… لكل شخص نظرته للأمور، وأظنّ أنّ اللوحة تشكلّ مرآة يرى فيها الأفراد انعكاس صورتهم.

هل تتابعين وضع الفنّ التشكيلي في المنطقة العربيّة؟

بما أنّني فنّانة، أفضّل أن أركّز دائماً على الفنّ بحدّ ذاته وليس على سوق الفنّ.

ما هي الانتقادات التي وجّهت إليك خلال مسيرتك؟

لامني البعض لأنّني عملت على مواضيع مختلفة مستخدمة وسائط متنوّعة ولم أركّز على مجال واحد كي أُعرف فيه، إذ ثمّة اعتقاد أنّه يسهل التعرّف على الفنّان إذا اختار مجالاً واحداً فقط بدلاً من مجالات عدّة، لكنّني لا أؤيّد وجهة النظر هذه وأظنّ أنّ التنوّع الذي أقدّمه يعدّ إحدى نقاط قوّتي.

ما هي مشاريعك المستقبليّة؟

سأقيم معرضاً منفرداً كبيراً في شهر يونيو المقبل في نيويورك وسأشارك أيضاً في معارض عالميّة مشتركة. ولمن يرغب في المزيد من المعلومات ولمعرفة آخر أخباري يمكن زيارة موقعي الخاص www.yasminaalaoui.com أو صفحتي في الإنستغرام yasminaalaoui@

إقرئي أيضاً: فستان ميريام فارس في دبي ، رحلتك المقبلة إلى دبي مع الريتز كارلتون ، دانييلا رحمة التمثيل حلمي منذ الصغر

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية