العالم في تغيّر مستمرّ، فالظروف في الماضي ليست هي ذاتها في الحاضر.
وبعد جائحة فايروس كورونا (كوفيد-19)، كثيرة هي الأمور التي تغيّرت من حولنا ومنها على سبيل المثال الانتقال من بلد من آخر نتيجة الظروف الاقتصادية في بلدان كثيرة. وفي هذا الإطار، لا بدّ من القول إنّ شركاء كثيرون اضطروا إلى الابتعاد عن بعضهم ما جعلهم يختبرون العلاقة العاطفية عن بعد.
وحتّى قبل الجائحة، تشهد الظروف الاعتيادية على علاقات عاطفية كثيرة تستمرّ رغم بعد المسافة.
ولكن، السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن للعلاقات العاطفية أن تنجح رغم بعد المسافة؟
Dima Ayass
اختصاصية نفسية
أظهرت الدراسات أنّ احتمال نجاح العلاقات العاطفية عن بعد مرتفع، بخاصّة في ظل الظروف المتغيّرة في الفترة الأخيرة واضطرار عدد كبير من الأفراد إلى الانتقال إلى بلد آخر لمتابعة الدراسة أو العمل. وبالنسبة إلى الخطوات التي يمكن للشريكين القيام بها لتقوية الرابط والتواصل بينهما وللتخفيف من الانزعاج المترتّب على بعد المسافة، فتشمل أوّلاً وقبل كل شيء التواصل قدر الإمكان بين الطرفين بخاصة أنّ الأمر هذا لم يعد صعباً بفضل كل القنوات الرقمية المتوفّرة لنا، مع الاتّفاق على أنماط هذا التواصل سواء من حيث الطريقة المفضّلة والوقت المناسب. بالإضافة إلى ذلك، على الشريكين تتبّع حالة العلاقة العاطفية ومناقشة التفاصيل الصغيرة التي قد تزعج الطرف الآخر والتعبير باستمرار عن مشاعر الاشتياق والحب. وللحفاظ على الرابط القوي، ينبغي تسليط الضوء دائماً على ميزات العلاقة التي تجعلها مختلفة عن سواها من أجل إزاحة النظر عن الأمور السلبية، من دون أن ننسى الدعم الذي ينبغي أن يقدّمه كل طرف للآخر حتّى في الهوايات التي يستمتع بممارستها. كما ويجب القيام بأنشطة مشتركة حتّى ولو كان ذلك عن بعد، كقراءة الكتاب ذاته أو مشاهدة الفيلم نفسه.
Manal Naboulsi
لايف كوتش
لا تنجح العلاقة العاطفية عن بعد دائماً، ومن الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى فشلها غياب التواصل بخاصّة حين لا يبذل أحد الطرفين الجهد ليحافظ على التواصل مع الطرف الآخر أي حين يشعر بالروتين والملل ولا يستثمر لا الوقت ولا المجهود للحفاظ على هذا الرابط العاطفي مع الآخر. ففي نهاية المطاف، ليس هذا النوع من العلاقات سهلاً إذ يحتاج إلى الكثير من الوقت وإلى الكثير من مهارات الإصغاء. وحين يغيب التواصل، تظهر مشاعر الرفض ويتضاءل الحب تدريجياً لتنتهي العلاقة. وما نعنيه بالاستثمار في العلاقة، هو تخصيص الوقت لمكالمات الفيديو وللقيام بأنشطة مشتركة عن بعد كتحضير الطعام مثلاً ومشاهدة فيلم وغير ذلك… ولذلك، حين لا يشعر أي من الطرفين برغبة في كل هذا، ينقطع التواصل وتفشل العلاقة. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي نقص الثقة إلى تزعزع العلاقة عن بعد، بخاصّة حين يفرض أحد الطرفين تحكّمه على الطرف الآخر ويقيّده بالكثير من الأسئلة والتتبّع والمراقبة.
اقرئي أيضاً: هل ساهم الحجر المنزلي في تعزيز العلاقات الزوجيّة؟