ثقافة

روان قشقوش: “أسبوع دبي للتصميم” يحتفي بالمواهب ويثري الساحة الثقافيّة في دبي

ممّا لا شكّ فيه أنّ محبّات التصاميم الجديدة والمبتكرة في عالم الديكور ينتظرن النسخة الخامسة من «أسبوع دبي للتصميم» التي انطلقت في 11 نوفمبر الجاري وتستمرّ حتّى 16 منه. وتقام هذه الفعاليّة تحت رعاية الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة دبي للثقافة والفنون، بالشراكة مع «حيّ دبي للتصميم» وبدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون وAudi الشرق الأوسط، وتركّز نسخة هذا العام على الهويّة التصميميّة للإمارات عبر جهود جهات متنوّعة محليّة وعالميّة تُعنى بالفنون الإبداعيّة.
ويأخذ القيّمون على الحدث على عاتقهم تكريس مكانة دبي كوجهة جذّابة لمحترفي وهواة التصميم على حدّ سواء، كما ويعملون على تسليط الضوء على المصمّمين الموهوبين في المنطقة من خلال برنامج واسع ينظّم طيفاً من الفعاليّات المميّزة هذا العام في مركزه في «حيّ دبي للتصميم» من الساعة العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساءً.

ويقدّم الأسبوع مجموعة متنوّعة من الاختصاصات التصميميّة على غرار التصميم المعماري وتصميم المنتجات والتصميم الداخلي وتصميم الوسائط المتعدّدة وغيرها، وهو يمنح الزوّار فرصاً للتفاعل مباشرةً مع نخبة من المواهب في المنطقة، كما ويطلق حواراً مهمّاً يرسّخ مكانة دبي عاصمة للإبداع في العالم العربي. 
وتشارك في الأسبوع 200 مؤسّسة من حول العالم، من شركات مفروشات وأكسسوارات وأدوات منزليّة وديكورات مختلفة، والهدف منه هو تعزيز مكانة دبي كحلقة وصل بين الشركات العالميّة من جهة ودول الشرق الأوسط من جهة ثانية وإنشاء علاقات بين المواهب الإماراتيّة الواعدة في هذا المجال وبين مصمّمين عالميّين معروفين، وذلك لإيصال الإرث الإماراتي المميّز في التصميم إلى العالم وتعزيز الاختلاط والتلاقي بين مختلف الشعوب.
ولنعرف المزيد عن نسخة هذا العام، التقينا روان قشقوش، المديرة الإبداعيّة في الأسبوع فحدّثتنا عن أهمّ فعاليّاته.
يعود «أسبوع دبي للتصميم» للسنة الخامسة بزخم كبير كما عهدناه في كلّ دورة. صفي لنا التحضيرات التي تسبق الحدث وما يتطلّبه من جهد ومتابعة كي تنجح مختلف الفعاليّات التي تقدّمونها للجمهور.
يعمل فريق عمل متخصّص ومتفانٍ بشكل مكثّف وراء الكواليس ليخرج الأسبوع على درجة عالية من التنظيم والإتقان، ويكمن السرّ في الكثير من التعاون والتنسيق بيننا وبين شركائنا. واليوم، نستطيع أن نقول بكلّ ثقة إنّ الأسبوع تحوّل من هيكليّته الأساسيّة التي كانت تقوم على مشاركة مصمّمين محليّين وإقليميّين وعالميّين إلى صيغة جماعيّة تعاون فيها هؤلاء بتناغم لتكون النتيجة المزيد من التقارب بين الناس والثقافات والمزيد من الإثراء لعالم التصميم وللساحة الفنيّة والثقافيّة في دبي.

تشهد كلّ نسخة جديدة من الأسبوع المزيد من الفعاليّات والنشاطات والنجاحات. ما هي الرسالة التي تأملين في إيصالها إلى العالم عن المصمّمين والمهندسين المعماريّين العرب في هذه الدورة؟
بالنظر إلى تاريخ الثقافات في هذا الجزء من العالم وعراقتها، الرسالة واضحة وهي الدعوة إلى التعاون مع المصمّمين والمهندسين المعماريّين العرب الذين يمكنهم وفي حال حظوا بالدعم اللازم والمساعدة المناسبة الوصول بأعمالهم إلى أهمّ المرافق. من جهة ثانية، نسعى إلى طرح حلول جذريّة للاحتباس الحراري نظراً إلى إلمام المنطقة أي دول الشرق الأوسط بالتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة.

ثمّة ورش عمل ومعارض مختلفة هذا العام ومن بينها فعاليّة بعنوان The Architecture of Scent. ما مدى أهميّة شرح معاني «التصميم» كي تصل مختلف أنواعه إلى أذهان الجمهور فيفهم الرسائل خلف القطع المعروضة؟
التصميم عبارة عن آليّة لرؤية الحلول في كلّ شيء من خلال تدريب العقل على قراءة الموارد في بيئتنا اليوميّة الملموسة. وورش العمل التي نقيمها هذا العام مخصّصة أيضاً لخدمة الجماهير الواسعة، فنحن نحاول تحسين مهارات المحترفين من جهة وزيادة معرفة كلّ مهتمّ بعالم التصميم من جهة أخرى.

تحدّيتم أنفسكم كفريق عمل للخروج بهذه النسخة. حدّثينا عن التحدّيات التي واجهتموها هذا العام وعن أبرز ما واجهتموه في الأعوام السابقة.
يعتمد عمل الفريق على الظروف والمتغيّرات الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تحصل كلّ سنة، ولكن بشكل عامّ فإنّ تنظيم الأسابيع خلال السنوات الفائتة يجعل وظائفنا أسهل قليلاً. ما يأخذ الكثير من الوقت هو محاولة فهم المشهد الإبداعي السنوي وعكس اهتمامات وأعمال المشاركين في الأسبوع من خلاله.

موضوع جوائز Audi Innovation Awards هذا العام هو «التبسيط: لجعل التصاميم أقلّ تعقيداً واستهلاكاً للمواد الأوّليّة… للتصميم بكفاءة». لماذا اخترتم التركيز على هذا الموضوع؟
كان يجب التركيز على هذا الموضوع قبل 30 عاماً وليس اليوم وذلك كي نحمي مواردنا الطبيعيّة ونقتصد باستخدامها قدر الإمكان، أرى أنّ هذا الموضوع أساسي في وقتنا الحالي لا سيّما حين نلاحظ النقص الكبير في مواردنا ما يدفعنا إلى التفكير سريعاً بالبدائل والحلول وبعمليّات إنتاج أكثر كفاءة.

برأيك، ما أهميّة الاستدامة في التصميم هذا العام؟
مهمّة جدّاً. في الحقيقة، لفتنا أنظار المشاركين حول أهميّة التصميم آخذين في الاعتبار موضوع الاستدامة، أي أن يعرفوا ماذا سيكون مصير المادّة التي يستخدمونها وكيف ستخدم مشروعهم.

ماذا تأملين أن يقدّم المصمّمون والمهندسون المعماريّون خلال هذا الأسبوع؟
في الحقيقة، ما أتمنّاه له علاقة بالعلامات التجاريّة وبالمستثمرين. أطلب منهم منح الثقة للمصمّمين المحليّين للتنويع في المنتجات والخدمات، وأوجّه رسالة لكلّ العاملين في هذا المجال وهي التعاون مع الغير للوصول إلى أفضل النتائج، فرأيان أفضل من رأي واحد وبالتالي فإنّ العمل الجماعي هو الخيار الأمثل لتحقيق أهمّ الإنجازات.

ما هي تطلّعاتك للعام المقبل؟
في المشاريع والفعاليّات والنشاطات التي أقوم بها آخذ في الاعتبار الحفاظ على البيئة التي أتواجد فيها وعلى المكان الذي أعيش فيه أي الانتباه إلى الممارسات والعادات اليوميّة مثلاً. ودائماً ما أفكّر في كيفيّة عكس هذه الأمور من خلال أسبوع التصميم.

إقرئي المزيد: تعرفي على الحرف اليدوية الفرنسية في معرض Flânerie Colbert Abu Dhabi

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية