تحرري من العادات السيئة واكسري أنماط تكرارها
عادات كثيرة رافقتنا طوال سنوات ورغبنا بالتخلص منها ولكن لم نجد الإرادة الكافية للقيام بذلك فظللنا نكررها ونحن نعلم أنها مؤذية ولا تتناسب مع الأهداف التي وضعناها لأنفسنا. التقينا بمدربة اليوغا Alexandra McRobert التي أسست قبل فترة استديو لتعليم اليوغا في دبي The Mindful Life Practice، حتى تخبرنا عن طرق للتحرر من الممارسات السيئة التي تحولت إلى جزء من حياتنا.
ما الذي نحتاجه للتخلص من العادات السيئة التي تؤثر سلبًا على حياتنا؟
يمكن أن تكون العادة السيئة أي شيء نعتبره بسيطاً ولكنه تحول لإدمان دون أن نشعر، كقضاء وقت طويل في تصفح Instagram أو كثرة شرب القهوة، أو تناول الطعام الدسم أو الإفراط في الإنفاق على التسوق أو النميمة أو حتى الإدمان على العمل... تبدأ المشكلة عندما تؤثر العادة سلبًا على حياتك، حين تعلمين أن هذا الأمر ليس مفيدًا لك على المدى الطويل ... لذا سيتطلب الأمر اتخاذ قرار التغيير الحقيقي والنابع من الداخل، فلا أحد يستطيع اتخاذ القرار نيابة عنك، مع الاستفادة من دعم المجتمع والمحيط. بصفتي مدربة، أعمل بشكل فردي مع الأفراد لتشجيعهم ودفعهم نحو تحقيق أهدافهم.
يسهّل الانخراط في مجموعة في التحرر من العادة السيئة، فعندما تجرين تحولًا كبيرًا في حياتك قد تجدين أن الأشخاص من حولك لا يمكنهم الشعور بما تمرين به، لذا سيساعدك الانضمام إلى برنامج جماعي فهي طريقة رائعة لمقابلة نساء متشابهات في التفكير من جميع أنحاء العالم والمشاركة في رحلة التحرر. بهذه الطريقة ستسمعين الكثير من القصص الملهمة التي تشجعك للتغيير وستدركين أنك لست وحيدة.
كيف نتغلب على الإدمان والتعود وعلى صعوبات الأيام الأولى بعد اتخاذ القرار؟ سواء كان الأمر يتعلق بالإقلاع عن التدخين، أو نظام صحي غير لائق، أو حتى التعلق بأشخاص ضارين ولهم تأثير سلبي على حياتنا؟
الأيام القليلة الأولى من إجراء هذا التغيير هي الأكثر تحديًا. أود أن أقول إن أهم شيء هنا هو فهم قوة العقل. فمن الضروري تغيير طريقة التفكير فبدلاً من التفكير أو القول: "سأحاول أن أتحرر من عادتي" ، فلنقل "أنا على طريق التحرر وسأصل قريباً لهدفي". والشيء الآخر الذي أشجعه هو عدم التفكير في الأمر على أنه "إلى الأبد"، فلنعد أنفسنا بالالتزام لشهر فقط، وبعد أن نشعر بتحسن ستزيد هذه المدة تلقائياً. لذا أوصي بشدة بتحديد أهداف صغيرة، بهذه الطريقة يمكنك تحقيق التغيير والشعور بالفخر بنفسك لإنجازاتك بدلاً من انتقاد نفسك للفشل.
لماذا يكون كل تغيير صعبًا في البداية، وكيف نكتسب الشجاعة لمحاولة اتخاذ الخطوات الأولى؟
التغيير صعب في البداية، لأن المخاوف غالبًا ما تظهر عندما نجري تحولًا مجهولاً وهذه طبيعة الإنسان. غالبًا ما نشعر بالأمان في أنماطنا القديمة، حتى لو كانت ضارة بنا. تتمثل الخطوة الأولى في التواصل وطلب الدعم، سواء أكان قراءة كتاب أو المشاركة في برنامج أو الانضمام إلى مجموعة. بعد اتخاذ هذه الخطوات الأولى، يجب فهم مخاوفنا ومحاولة التغلب عليها من خلال عمل داخلي عميق يكشف لنا أسبابها الحقيقية. هنا يبدأ الاقتناع بأهمية التخلي عن العادات السيئة بالتسلل إلى الوعي والعقل فيتخلى هذا الأخير عن التعلق بالأنماط الضارة.
أخبرنا عن أهمية اليوغا للوصول إلى الراحة النفسية ولإحداث تغيير حقيقي في حياتنا؟
أكبر فائدة لليوغا بالنسبة لنا هي تأثيرها على الجهاز العصبي، فضغوط الحياة تضعنا فيما يشبه حالة قتال أو هروب دائم، هذا الأمر ينقلنا من حالة التوازن إلى حالة الضغط فيزداد فرز هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون المسبب للتوتر.
القتال أو الهروب مفيد على المدى القصير لأنه يحمينا من الخطر. ولكن استمرار هذا النمط يضر بنا على المدى الطويل، ويمكن أن يؤدي إلى الإجهاد المزمن والاكتئاب والإدمان.
هنا تأتي اليوغا التي تنقلنا من حالة القتال أو الهروب إلى حالة الراحة والانسجام، إذ يدربنا معلمو اليوغا على الاسترخاء مع إعطاءنا المهارات العملية للقيام بذلك، لتصبح هذه الأدوات والمهارات ممارسات أساسية نستخدمها في حياتنا اليومية للتغلب على الضغوط والاستجابة بمرونة للتغيرات التي تحصل معنا.
ماذا تقولين لتشجيع المبتدئات اللواتي يخشين من صعوبة اليوغا؟
أكبر اعتقاد خاطئ حول اليوغا هو أنها تتعلق بحركات صعبة ومعقدة، ولكن في الحقيقة فإن ما تقوم عليه اليوغا منذ مئات السنوات هي 196 سوترا أو فعل، من بين هذه الأفعال يوجد ثلاث تتعلق بالوضعيات الجسدية الصعبة، بينما تدور الـ 193 الأخرى حول الفلسفة والتأمل وعملية التنفس وفهم أعمق لأفعالنا اليومية، فممارسة اليوغا بشكل صحيح لا تعني فقط الوقوف على الرؤوس أو لمس أصابع القدم أو التوازن الحركي المعقد.
في الواقع، إذا كنت تحبين نفسك والآخرين، فأنت تمارسين اليوغا، وإذا كنت تقولين الحقيقة، فهذه هي اليوغا، إذا كنت لا تسرقين من الآخرين، فأنت تمارسين اليوغا.. إن وضعيات اليوغا هي مجرد طريقة لاكتساب هذه المهارات.
لذا إذا كنت تشعرين بالخوف من دخول فصل يوغا جماعي، فهذه هي فائدة Zoom Yoga حيث يمكنك القيام بذلك مع إيقاف تشغيل الكاميرا، لتوفير مساحة آمنة لتجربة الممارسة دون القلق بشأن ما يعتقده الآخرون، في راحة وأمان في منزلك، وهذا من ضمن الخيارات التي نقدمها في The Mindful Life Practice، فلا تضعي العوائق وقومي بما يضمن راحتك مستقبلاً وتخليصك من كل الممارسات التي تؤخر تقدمك.
اقرئي المزيد: نورا الدبل: نعيش اليوم عصر ازدهار في المجالات الفنية والثقافية في السعودية