دينا زين الدين-بيروت
دخلت وسائل التواصل الحديثة إلى عمق حياتنا اليوميّة، اخترقت الحدود التي لم نكن نرضى في السابق أن نكشفها أمام أقرب الناس، فصارت خصوصياتنا مشاعاً. صرنا نحب التلصّص على الآخرين ونفاخر بعرض صورنا وآخر المستجدات في حياتنا والتغييرات الحاصلة في عملنا ومع أسرتنا وفي علاقتنا العاطفيّة، كأنّنا بذلك نحقّق إنجازاً مهماً.
نعيش من خلال الشاشة
بات القسم الأكبر من وقتنا ضائعاً بين Facebook وTwitter وMessenger وSkype… ما أدى إلى تغييب الكثير من الهوايات المفيدة عن نمط حياتنا، أوّلها القراءة وممارسة الرياضة والذهاب إلى المسرح أو السينما وغيرها من الأمور التي تتطلّب احتكاكاً مباشراً وحقيقياً مع الآخر. صرنا متلقياً سلبياً لكلّ شيء، نعيش حياتنا من خلال شاشة الكمبيوتر أو جهاز الخلوي أو Ipad.
وسائل قابلة للخرق
مما لا شكّ فيه أنّ هذه الطرق في التواصل لها حسنات، فهي قرّبت المسافات وسهّلت احتكاك الناس وتبادلهم للآراء والأفكار والمعتقدات، لكنّ خطرها الأكبر يكمن في أنّها قابلة للخرق، والحديث هنا عن Hacking أو القرصنة الإلكترونيّة.
لعلّ هذا الموضوع غير معروف بالنسبة إلى كثيرين، فهم يسمعون به حين يقال مثلاً إنّ النجم الفلاني سُرق حسابه عبر Facebook أو إنّ أحدهم انتحل شخصيّة تلك الفنانة عبر Twitter، لكنّ حكومات كبيرة عانت من آثار القرصنة على دوائرها العامة أو وزاراتها أو بياناتها السريّة، كما أنّ أشخاصاً عاديّين كثراً خسروا سمعتهم والكثير من أموالهم وأموال أصدقائهم، وتعرّضوا لمشاكل جمّة بسبب تعرّضهم لأعمال القرصنة من دون أن يعرفوا في الكثير من الأحيان لماذا وكيف وقع الاختيار عليهم هم بالذات، فتعرّضوا لسرقة حساباتهم. فما هي المشاكل التي من الممكن أن تسبّبها سرقة حساباتنا؟ هل من طريقة نحمي من خلالها أنفسنا من القرصنة الإلكترونيّة؟ وما هي الطرق التي تجعلنا أقل عرضة لهذه الانتهاكات؟
سرقة محمودة العواقب
تعرّضت سهام (26 عاماً) لسرقة حسابها عبر Facebook وبريدها الإلكتروني، لم تعرف السبب أو من كان وراء ذلك، تقول: «عدت إلى منزلي بعد يوم طويل لم أفتح خلاله حسابي الخاص على Facebook، لأتفاجأ بعبارة أنّ كلمة السر التي أضعها غير صحيحة، أعدت الكرّة مرات عدة ولم أفلح في الدخول. لم أستوعب الأمر إلا في اليوم التالي حين أخبرت رفاقي فقال لي أحدهم إنّ حسابي سرق وأنّ عليّ تبليغ إدارة Facebook كي توقفه» وتضيف: «طلبت من أصدقائي أن يقدّموا Report من حساباتهم كي تغلق إدارة Facebook حسابي المسروق، عشت في رعب حقيقي طوال شهر كامل، خوفاً من إرسال رسائل مسيئة باسمي، أو استخدام صوري. لكنّ شيئاً من هذا لم يحصل، وبعد فترة اختفى حسابي المسروق ولم أعرف حتى اليوم شيئاً عنه أو لماذا وكيف تمّت السرقة ولأي غاية حصلت».
تشريج من أصدقائي
لا تجري الأمور دائماً بهذه الطريقة، فزهراء (29 عاماً) تعرّضت لموقف مشابه، لكنّ السارق صار يخاطب رفاقها عبر Messenger ويطلب منهم أن يقرضوه أموالاً أو يرسلوا له تشريجاً لهاتفه الخلوي. وقد وقع عدد كبير منهم في الفخ وخسر أمواله. تقول: «عشت موقفاً محرجاً وبشعاً، أبلغت الأمن لأنّ هذا الشخص انتحل شخصيّتي، وقد استطاعوا تتبّعه من خلال رقم الهاتف وألقوا القبض عليه، واكتشفوا نوع الفيروس الذي يستخدمه لسرقة الحسابات وهو اليوم يقضي عقوبته في السجن».
انتقام قاس
من جهتها، كانت هنادي (23 عاماً) ضحيّة انتقام شرس من خطيبها السابق، فهو ولكي ينتقم منها لأنّها انفصلت عنه، قام بإنشاء حساب خاص على Facebook باسمها ونشر صورها التي كانت ترسلها له والرسائل الهاتفيّة التي كانا يتبادلانها. لاحقها هذا الأمر فترة طويلة وشوّه سمعتها، ولم تستطع أن تفعل شيئاً ضده لأنّها خافت أن تتضاعف الفضيحة. من هذا المنطلق يجب التمتّع بالوعي الكافي لحماية الصور والمعلومات الشخصيّة والحساسة، فهناك الكثير من الأمور التي نجهلها عن هذا العالم، ومن الأفضل اتخاذ الحيطة والحذر قبل أن تأتي
صرخة الندم لاحقاً.
احمي نفسك
نقدّم لك بعض النصائح التي تستطيعين من خلالها حماية حساباتك الإلكترونيّة.
– لا تضعي رقم هاتفك أو بريدك الإلكتروني عبر Facebook، فهذا الأمر سيعرّضك للكثير من المضايقات، ويمكن أن يسهّل اختراق حسابك.
– لا تفتحي ملفاً رأيته على Wall في Facebook أو تضغطي على Share أو Like في حال كان الرابط غير واضح، فبهذه الطرق يمكن اختراق حسابك.
– غيّري كلمة السر من فترة إلى أخرى، فلنقل كلّ شهرين، على أن تكون الكلمة مركّبة فتجمع بين الأحرف والأرقام وتكون طويلة. ولتكن كلمة السر الخاصة بـFacebook مختلفة عن تلك الخاصة
بـTwitter أو Messenger وغيرها، فإذا تعرّض أحدها للقرصنة تتأكّدين أنّ الآخر محمي.
– ضعي تطبيقات حماية قويّة، هي متوافرة وما عليك إلا سؤال خبير في الإنترنت لكي ينزّلها أو يمكنك تحميلها بنفسك.
– احمي صورك ولا تعرضيها سوى أمام أصدقائك المقرّبين، ويمكنك الاستفادة من خاصيّة Privacy.
– حاولي ألا تدخلي إلى حساباتك الإلكترونيّة من مكان عام أو من إنترنت Cafe، وفي حال اضطررت لذلك، تأكدي أنّك محوت كل المعلومات قبل رحيلك.
– لا تحمّلي بعض التطبيقات الموجودة على Twitter قبل التأكد من أنّها آمنة، لأنّها قد تنشر Spam في حسابك، فتخسري المعلومات الموجودة لديك.