فرح قمر-بيروت
النظارات التي ترغبين فيها، ها هي بنصف سعرها، والحذاء الرياضي الذي لم تجدي مقاسك منه في المتجر، ترينه أمام عينيك ويمكنه أن يصل إلى منزلك بنفسه. عروض سخيّة وأسواق لا نهاية لها، سلع من مختلف الماركات العالميّة كلها رهن إشارة منك. هذا هو عصر التسوّق على الإنترنت، فغدت أبعد المتاجر عنك جغرافياً أقربها إليك افتراضياً. لكن هل التسوّق عبر الشبكة آمن أم أنّه مغامرة لا بد أن تجعلك يوماً ما ضحيّة السرقة؟
إذا كنت من مستخدمات الإنترنت، فلا شك أنّك رغبت ولو لمرة واحدة في الشراء عبر الشبكة، وإن كنت لم تفعلي، فهذا إما لأنّك لا تعرفين كيف تجري العمليّة وإما أنّك لا تثقين بهذا النوع من التسوّق مع كل ما تسمعينه من غش وسرقات وقرصنة. فهل ما يشاع عن أنّ الإنترنت غير آمن حقيقة أم أمر مبالغ فيه؟
لا إنترنت آمن
لكي نكون صريحين، لا يمكن لأحد أن يدّعي أنّ الإنترنت آمن مئة في المئة، فللأمن علاقة بطريقة الاستخدام لا بالشبكة نفسها، لأنّ المساعد الأول للسارق عادة هو الضحيّة نفسها، إما بسبب جهله لقواعد الشراء السليم والتحقّق من مصداقيّة الموقع وإما لأنّه لا يأخذ في الاعتبار المخاطر الممكنة. فكيف تتسوّقين بطريقة آمنة إذاً؟
للشراء عبر الإنترنت، عليك استخدام بطاقة إئتمانيّة، وحتى الوسائل الإلكترونيّة الأخرى كالـPayPal وGoogle Wallet هي مجرّد وسائط مرتبطة بالبطاقات الائتمانيّة. لذا الخطوة الأولى للحماية هي عدم استخدام البطاقة العاديّة حيث تضعين كامل رصيدك، بل اطلبي من المصرف بطاقة معبأة مسبقاً مخصّصة للتسوّق عبر الإنترنت، واطلبي خدمة نقل المال بين الحسابات عبر الإنترنت. لا تقومي بوضع أي مبلغ في البطاقة الجديدة إلا عند رغبتك في الشراء، فانقلي المبلغ المحدّد فقط. بهذه الطريقة لا يبقى في البطاقة رصيد كبير ليسرق، لكن عليك أن تنتبهي أنّه لا يمكنك التصرّف بالمبلغ المنقول إلا بعد 24 ساعة من نقله.
هل الموقع آمن فعلاً؟
إنّ أفضل طريقة للشراء هي التحقّق من الموقع الذي تريدين الشراء منه، هل هو متجر معروف؟ وعنوانه واضح على الإنترنت؟ جرّبي الاتصال بهم قبل الشراء، واسألي نفسك قبل الشراء، هل يمكن تعقّبهم في حال فشلت العمليّة؟ وتذكّري أنّه من الأفضل أن تشتري من موقع داخل بلدك وأو موقع ذي سمعة عالميّة كـAmazon وeBay وغيرهما. احرصي على الابتعاد عن الدول التي يصعب التحقّق من المتاجر فيها والتي يكون الموقع فيها مجرّد وسيط كعدد كبير من المواقع الصينيّة والآسيويّة. ومن ثم عند إتمام عمليّة الشراء وقبل أن تضعي الرمز السرّي المطلوب، تأكدي من وجود علامة الحماية التي تضعها الشركات المصنّعة لبطاقات الائتمان كفيزا (verified by visa) وماستركارد (mastercard secure code) وغيرهما. تأكدي من أنّ العلامة مطابقة للعلامة العالميّة وباللغة الإنكليزيّة لأنّ ذلك يعد توقيعاً إلكترونياً ولا يمكن تقليده أو تزويره.
اطلبي من المصرف أن يتم إبلاغك برسالة نصيّة عند كل عمليّة سحب عبر الشبكة. هكذا في حال تمّت سرقة بطاقتك، يمكنك أن تعرفي فوراً وأن توقفي العمليّة.
الأمن لا يتعلق بالسرقة فقط
أكثر ما يقع به المتسوّقون عبر الإنترنت، هو الغش الذي يختلف عن السرقة. فلا تتم سرقة البطاقة وإنما يتم إرسال بضائع تختلف عما طلبته بنفسك ولا تنطبق مع المعايير التي أردتها، أو قد يقال لك إنّ البضاعة التي اشتريتها نفدت وبالتالي عليك اختيار غيرها عبر الإنترنت ولا يمكن إرجاع الأموال. لذا عليك دائماً قراءة الشروط والأحكام قبل الشراء وللتأكد من النوعيّة. اسألي عن شروط الإرجاع والاستبدال، كما ننصحك بأن تجرّبي مسبقاً بشراء غرض ما بمبلغ صغير يكون بمثابة اختبار.
ومن أكثر ما يقع فيه المتسوّقون هو عدم الوضوح في السعر، فلا يقال لك عن تكلفة الشحن وإن كانت ضمن السعر أو لا، فضلاً عن تكاليف أخرى كالجمارك والتخزين. وعندما تصلك الفاتورة، تتفاجئين بمبلغ مرتفع ملزمة بدفعه غير الذي كنت قد دفعته على الشبكة، أو يحسم تلقائياً من بطاقة الإئتمان. لذا تأكدي من تكلفة الشحن وآليتها قبل الشراء لتمنعي المفاجآت غير السارّة.
لا تعطي رقمك السرّي لأحد
كثيراً ما يتلقّى مستخدمو الإنترنت رسائل تدّعي أنّها من شركات بطاقات الائتمان أو الـPayPal وهو وسيلة للدفع عبر الإنترنت، ويتم إبلاغهم من أنّ بياناتهم تعرّضت للسرقة ويطلبون إعادة ملء المعلومات لمعالجة الخطر. تأكدي إن وصلتك رسالة مشابهة، فإنّ المرسل هو لص حتماً لأنّ أي أمر مماثل لا يتم إبلاغ العميل به مباشرة بل يتم ذلك عبر المصرف وباتصال هاتفي لا بالبريد الإلكتروني. فإياكِ أن تعطي هذه المعلومات لأحد، وإلا تكونين سلّمت السارق مفتاح بيتك.
وماذا لو تعرّضت للسرقة؟
في حال التزمت بالخطوات أعلاه، فإنّ احتمال تعرّضك للسرقة يبقى محدوداً، لكن في حال حصل وتعرّضت للسرقة، قومي بإبلاغ المصرف فوراً ليوقف العمليّة، مع العلم أنّ لغالبيّة المصارف رقماً للطوارئ يعمل ليل نهار. ثم قدّمي بلاغاً للشرطة لأنّ تعقّب المجرمين بات أكثر سهولة من قبل، وبالتالي تكونين قد ساهمت في إيقاف المتورّطين، بعدها اطلبي بطاقة جديدة مع رمز سرّي جديد.
خطوات بسيطة وسهلة كفيلة في فتح أسواق العالم على شاشتك الصغيرة والاستفادة من العروض السخيّة أو شراء كل ما ترغبين فيه، وأنت ممدّدة على فراشك. أليست التكنولوجيا جميلة؟