الصحة

مراحل سرطان الثدي: من الكشف المبكر إلى المراحل المتقدمة!

مراحل سرطان الثدي: من الكشف المبكر إلى المراحل المتقدمة!
سبتمبر 8, 2025
إعداد: منال أيوب

سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء على مستوى العالم، ويُعد الكشف المبكر عنه من أهم العوامل التي ترفع معدلات الشفاء وتقلل من المضاعفات. لفهم خطورة المرض وطريقة التعامل معه، من الضروري معرفة مراحل سرطان الثدي، لأنها تلعب دورًا أساسيًا في تحديد نوع العلاج وفرص الشفاء.

تمر مراحل سرطان الثدي بعدة درجات تُصنف بناءً على حجم الورم، ومدى انتشاره إلى العقد اللمفاوية أو الأنسجة المجاورة، أو حتى إلى أعضاء أخرى من الجسم. يرمز الأطباء عادةً إلى هذه المراحل بالأرقام من 0 إلى 4، حيث تُعبّر المرحلة صفر عن الورم في بدايته، بينما تشير المرحلة الرابعة إلى انتشاره في أماكن بعيدة في الجسم.

المرحلة صفر (المرحلة غير الغازية – DCIS)

تُعرف هذه المرحلة أيضًا باسم المرحلة غير الغازية أو المرحلة الموضعية، حيث يكون الورم محصورًا داخل القنوات اللبنية في الثدي، ولم ينتقل بعد إلى الأنسجة المحيطة. على الرغم من أن هذه المرحلة لا تُعد مهددة للحياة، إلا أن اكتشافها وعلاجها مهم جدًا، لأنها قد تتطور لاحقًا إلى مراحل أكثر خطورة.

في هذه المرحلة من مراحل سرطان الثدي، يُنصح بالعلاج الجراحي في أغلب الحالات، وأحيانًا يُضاف إليه العلاج الإشعاعي لتقليل خطر عودة الورم مستقبلاً.

المرحلة الأولى

في المرحلة الأولى، يبدأ الورم بالخروج من القنوات أو الفصيصات، ويصبح غازيًا. عادةً لا يتجاوز حجم الورم 2 سم، وقد تكون العقد اللمفاوية نظيفة أو يظهر فيها عدد محدود من الخلايا السرطانية. تعتبر هذه المرحلة من مراحل سرطان الثدي المبكرة، وتكون فيها فرص العلاج والشفاء عالية جدًا.

قد يشمل العلاج في هذه المرحلة الجراحة، والعلاج الإشعاعي، وأحيانًا العلاج الهرموني أو الكيميائي، حسب خصائص الورم.

المرحلة الثانية

تتميز هذه المرحلة بزيادة في حجم الورم (بين 2 إلى 5 سم)، أو بوجود خلايا سرطانية في عدد أكبر من العقد اللمفاوية القريبة. لا يزال الورم في هذه المرحلة محدودًا في منطقة الثدي وما حوله، ولم ينتشر إلى أعضاء بعيدة.

تُعد هذه المرحلة من مراحل سرطان الثدي التي تتطلب خطة علاجية متكاملة تشمل غالبًا الجراحة، إلى جانب العلاج الكيميائي والإشعاعي وربما العلاج الموجَّه إذا كان الورم يستجيب لأدوية معينة.

المرحلة الثالثة (مرحلة متقدمة موضعيًا)

في هذه المرحلة، يكون الورم كبير الحجم، وقد ينتشر إلى الجلد أو جدار الصدر أو عدد كبير من العقد اللمفاوية تحت الإبط أو فوق الترقوة. ومع ذلك، لم ينتقل الورم بعد إلى الأعضاء البعيدة كالكبد أو الرئتين.

هذه المرحلة تُعد من أكثر مراحل سرطان الثدي تعقيدًا، وتُعرف بالمرحلة المتقدمة موضعيًا. غالبًا ما يبدأ العلاج بالعلاج الكيميائي لتقليص حجم الورم، ثم يتبع بالجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الهرموني أو الموجّه حسب نوع السرطان.

المرحلة الرابعة (مرحلة الانتشار – السرطان النقيلي)

تُعد أخطر مراحل سرطان الثدي، حيث يكون السرطان قد انتقل إلى أعضاء بعيدة عن الثدي، مثل الرئتين، العظام، الكبد أو الدماغ. في هذه المرحلة، لا يكون الهدف الأساسي هو الشفاء التام، بل السيطرة على المرض وإبطاء تقدمه وتحسين جودة حياة المريضة.

يعتمد العلاج هنا على الحالة العامة للمريضة، ومدى انتشار الورم، ونوع الخلايا السرطانية. يشمل العلاج عادة العلاج الكيميائي، والعلاج الهرموني، والمناعي، والموجّه، إضافة إلى العلاجات الداعمة لتخفيف الأعراض.

أهمية تحديد المرحلة

إن تحديد مراحل سرطان الثدي بدقة يساعد الأطباء في اتخاذ قرارات علاجية مناسبة لكل حالة. لا تعتمد هذه المراحل فقط على حجم الورم، بل تشمل أيضًا نتائج التحاليل الجينية، ودرجة العدوانية، ونوع المستقبلات الهرمونية الموجودة في الخلايا السرطانية.

كلما تم تشخيص السرطان في مرحلة مبكرة، زادت فرص العلاج الناجح، وقلت المضاعفات. لهذا السبب، تُعد فحوصات الكشف المبكر كتصوير الماموغرام ضرورية جدًا، خاصة للنساء بعد سن الأربعين أو لمن لديهن تاريخ عائلي مع المرض.

العوامل المؤثرة على الانتقال بين المراحل

قد تؤثر عدة عوامل على تطور مراحل سرطان الثدي، مثل نمط الحياة، العوامل الوراثية، التغذية، وتأخير الفحص أو العلاج. في بعض الحالات، ينمو الورم ببطء ولا يتغير بشكل سريع، بينما في حالات أخرى قد ينتقل بسرعة إلى مراحل متقدمة خلال فترة قصيرة.

لذلك من المهم عدم تجاهل أي تغييرات غير طبيعية في الثدي، مثل وجود كتلة، تغير في شكل الجلد، إفرازات غير طبيعية من الحلمة، أو ألم غير معتاد.

تعد مراحل سرطان الثدي بمثابة خريطة واضحة للطبيب والمريض لتحديد الطريق الأفضل للعلاج والتعافي. وعلى الرغم من أن سماع كلمة “سرطان” قد يثير الخوف، فإن العلم الحديث والتطور في وسائل العلاج قد غيّرا بشكل كبير من مآلات المرض، خاصة عند اكتشافه مبكرًا.

الوعي، والفحص المنتظم، والاهتمام بالإشارات التي يعطيها الجسم، هي الأسلحة الأهم في مواجهة سرطان الثدي. فكل مرحلة لها خصوصيتها، ولكن الأمل موجود في كل مرحلة، مهما كانت صعبة.

إقرئي أيضاً: شرح مبسط لمراحل الدورة الشهرية وأعراض كل مرحلة!

المجلات الرقمية

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية