تمرّ كل امرأة في حياتها اليومية بتغيرات جسدية بسيطة قد تثير فضولها، مثل الشعور بوخز، ارتجاف عضلة، أو حتى رفة العين اليمنى من تحت. ورغم أنها قد تبدو عرضًا بسيطًا وعابرًا، إلا أنها في بعض الأحيان تثير القلق، خاصة إذا تكررت أو استمرت لفترات طويلة.
في هذا المقال، سنتناول بشكل مفصل ظاهرة رفة العين اليمنى من تحت، أسبابها المحتملة، متى تستدعي القلق، وكيفية التعامل معها بطريقة علمية، مع لمحة عن بعض المعتقدات الشائعة التي ارتبطت بهذه الظاهرة.
ما هي رفة العين؟
رفة العين أو “تشنج الجفن” هي حركة لا إرادية لعضلات الجفن، يمكن أن تحدث في العين اليمنى أو اليسرى، في الجفن العلوي أو السفلي. عندما تظهر رفة العين اليمنى من تحت، تكون على شكل ارتعاشات خفيفة ومتقطعة، وقد تستمر من ثوانٍ إلى دقائق، وتظهر عدة مرات في اليوم أو خلال أيام متفرقة.
هذه الحالة غالبًا ما تكون غير مؤلمة ولا تؤثر على الرؤية، لكنها مزعجة خاصة إن تكررت بشكل متواصل.
الأسباب الشائعة لرفة العين اليمنى من تحت
1. التوتر والقلق
السبب الأكثر شيوعًا لـ رفة العين اليمنى من تحت هو الإجهاد النفسي والتوتر. فالعين والجهاز العصبي يتأثران سريعًا بالحالة النفسية، وتكون رفة الجفن أحيانًا أحد أشكال استجابة الجسم للضغط.
2. قلة النوم
عدم حصول الجسم على قسط كافٍ من الراحة يمكن أن يؤدي إلى تشنج عضلي خفيف، ومنه رفة العين اليمنى من تحت، خاصة عند النساء اللواتي يعانين من إرهاق مزمن أو جدول نوم غير منتظم.
3. تناول الكافيين بكثرة
الإفراط في شرب القهوة أو المشروبات الغازية قد يؤدي إلى تحفيز الجهاز العصبي، وبالتالي ظهور رفة العين.
4. نقص بعض العناصر الغذائية
نقص المغنيسيوم، فيتامين B12 أو البوتاسيوم قد يؤثر على وظيفة العضلات، ويظهر على شكل تشنجات خفيفة مثل رفة العين اليمنى من تحت.
5. جفاف العين أو الإجهاد البصري
الاستخدام الطويل للشاشات (الهاتف، الكمبيوتر، التلفاز) دون فترات راحة يمكن أن يسبب إرهاق العين، مما يؤدي إلى الرفة، خصوصًا عند النساء العاملات أو الأمهات اللواتي يقضين وقتًا طويلاً في المطبخ أو تحت الإضاءة القوية.
إقرئي أيضاً: افضل ماسك للعيون من مكونات طبيعية وآمنة للبشرة الحساسة
هل رفة العين اليمنى من تحت تدعو للقلق؟
في أغلب الحالات، لا تكون رفة العين اليمنى من تحت أمرًا مقلقًا، بل عرضًا مؤقتًا يزول من تلقاء نفسه خلال أيام. ولكن، إذا رافقها أحد الأعراض التالية، يُفضل مراجعة طبيب أعصاب أو عيون:
• استمرار الرفة لأكثر من أسبوعين
• تحوّل الرفة إلى تشنج قوي يغلق العين بالكامل
• حدوث رفة في أكثر من مكان في الوجه
• تغيّرات في الرؤية أو ازدواجية النظر
في هذه الحالات، قد يكون السبب عصبيًا أو متعلقًا بمشكلة في العصب السابع، ويستدعي فحصًا دقيقًا.
طرق علاج رفة العين اليمنى من تحت
إذا كانت الحالة خفيفة ومؤقتة، فهناك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك في التخفيف من رفة العين اليمنى من تحت:
1. الراحة والنوم الجيد
احرصي على النوم بين 7–8 ساعات يوميًا، فالجسم يحتاج للراحة حتى يعود التوازن العصبي والعضلي.
2. تقليل الكافيين
خففي من استهلاك القهوة والشاي والمشروبات الغازية، خاصة في ساعات المساء.
3. كمادات دافئة
ضعي كمادات دافئة على العين لمدة 5 دقائق، مرتين يوميًا، للمساعدة في استرخاء العضلات.
4. تقليل التوتر
مارسي التأمل، التنفس العميق، أو اليوغا لخفض التوتر العصبي الذي قد يكون المحفّز الأساسي لـ رفة العين اليمنى من تحت.
5. تناول مكملات غذائية
استشارة الطبيب بشأن استخدام مكملات المغنيسيوم أو فيتامين B12 إذا كنتِ تعانين من أعراض النقص مثل الخمول أو الشد العضلي.
معتقدات شائعة حول رفة العين اليمنى من تحت
في بعض الثقافات، خصوصًا في العالم العربي، ترتبط رفة العين اليمنى من تحت بتفسيرات شعبية ومعتقدات قديمة، مثل أن “الرؤية السارة” قادمة أو أن هناك خبرًا سعيدًا في الطريق. ورغم أن هذه المعتقدات لا تستند إلى أساس علمي، إلا أنها ما زالت راسخة في أذهان كثير من النساء.
من المهم التمييز بين المعلومة الطبية والأسطورة الشعبية، وأن نأخذ صحة أجسامنا بجدية، دون الاعتماد فقط على الموروثات.
متى تزول الرفة تلقائيًا؟
في أغلب الحالات، تزول رفة العين اليمنى من تحت خلال بضعة أيام عند تعديل نمط الحياة، مثل تقليل التوتر والحصول على قسط كافٍ من النوم. لكن المتابعة مهمة إذا استمرت الأعراض أو ازدادت شدتها.
تبقى رفة العين اليمنى من تحت حالة شائعة وغير خطيرة في معظم الأحيان، ولكنها تنبهنا إلى وجود خلل بسيط في نمط حياتنا، سواء في النوم، التغذية، أو التوتر. لا داعي للقلق منها ما لم ترافقها أعراض غير معتادة.
امنحي نفسكِ الراحة، واعتني بعينيكِ كما تعتنين بجمالك. فالعين مرآة الجسد، وأي إشارات تصدر منها تستحق منكِ انتباهاً. وإن استمرت رفة العين اليمنى من تحت لفترة طويلة أو أثّرت على حياتك اليومية، لا تترددي في مراجعة الطبيبة المختصة لضمان سلامتكِ وراحتكِ النفسية.
إقرئي أيضاً: جفاف تحت العين: أسبابه، أعراضه، وطرق العلاج الفعالة!
