يبرز في الآونة الأخيرة الحديث عن العلاج التلطيفي لمرضى السرطان، ويعطي الأمل لكلّ شخص أصيب بهذا المرض ويحتاج إلى المزيد من الرعاية الطبية والنفسية خلال فترة العلاج الصعبة، فما هو العلاج التلطيفي لمرضى السرطان؟
العلاج التلطيفي هو نهج رعاية طبية شامل يركز على تخفيف الأعراض والألم والتوتر الناتج عن مرض السرطان وعلاجاته، بغض النظر عن مرحلة المرض. هدفه الأساسي هو تحسين نوعية الحياة للمريض وعائلته، ويمكن تقديمه جنبًا إلى جنب مع العلاجات الشافية مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، وهو يضمن جودة حياة أفضل خلال رحلة مواجهة السرطان.
العلاج التلطيفي لمرضى السرطان لا يعني توقف العلاج الأساسي، بل هو طبقة إضافية من الدعم تسير بالتوازي معه لتعزيز فعاليته وتخفيف آثاره الجانبية، وبالتالي هو رعاية طبية متخصصة تركز على توفير الراحة من الأعراض والألم والضغط النفسي المصاحب للأمراض الخطيرة، ومنها السرطان. الهدف ليس علاج المرض نفسه، بل إدارة الأعراض الجانبية للمرض وعلاجه، مثل الألم، الغثيان، الإرهاق، فقدان الشهية، الاكتئاب، والقلق، فهو تتمحور حول المريض كإنسان، وليس فقط حول مرضه. إنه يهتم بكل جوانب حياته التي تأثرت بالمرض، ويقدم حلولاً عملية لتحسينها.
تاريخ العلاج التلطيفي لمرضى السرطان
في منتصف القرن العشرين، لاحظت الطبيبة البريطانية سيسلي سوندرز أن الرعاية الطبية تركز بشكل شبه كامل على علاج المرض، مع إهمال كبير لمعاناة المريض من الأعراض. لذا أسست حركة الهوسبيس الحديثة، التي ركزت على توفير رعاية رحيمة في نهاية الحياة. مع مرور الوقت، أدرك المجتمع الطبي أن مبادئ هذه الرعاية لا يجب أن تقتصر على المرحلة النهائية. وهكذا بدأ تخصص العلاج التلطيفي لتقديم هذا الدعم في أي مرحلة من مراحل المرض. هذا التطور التاريخي مهم لفهم ما معنى العلاج التلطيفي للسرطان اليوم: تخصص طبي معترف به، له أطباء متخصصون وبروتوكولات علاجية قائمة على الأدلة.

كيفية الحصول على العلاج التلطيفي لمرضى السرطان
يمكن أن يبدأ في أي مرحلة من مراحل المرض، حتى عند التشخيص مباشرة، فهو يعطى جنبًا إلى جنب مع العلاجات التي تهدف إلى الشفاء (مثل الكيماوي والإشعاعي والهرموني). ويتم تقديمه بعد التوقف عن تلقي العلاجات التي تهدف إلى الشفاء. يركز على إدارة الأعراض وتحسين القدرة على تحمل العلاجات الفعالة، ويهدف إلى توفير الراحة وإدارة الألم وتلبية الرغبات النهائية للمريض.
أهداف العلاج التلطيفي لمرضى السرطان
يهدف هذا العلاج إلى تخفيف المعاناة الجسدية وإدارة الألم والأعراض المزعجة الأخرى بفعالية للسماح للمريض بالعيش بشكل مريح قدر الإمكان. تقديم الدعم النفسي والاجتماعي ومساعدة المرضى وعائلاتهم على التعامل مع التحديات العاطفية والاجتماعية التي يفرضها السرطان. تحسين التواصل وتعزيز القدرة على مواصلة العلاج فعندما تتم السيطرة على الأعراض الجانبية، يصبح المريض أكثر قدرة على تحمل واستكمال علاجات السرطان المقررة، مما يحسن من فرص الشفاء. إن فهم ما هو العلاج التلطيفي للسرطان؟ يعني إدراك دوره في تعزيز العلاج الأساسي.
اقرئي المزيد: ظهور كدمات في الجسم بدون سبب: الأسباب المحتملة ومتى يجب القلق
















