رائحة الفم الكريهة تُعد من المشكلات الصحية الشائعة والمحرجة، وتنتج في كثير من الأحيان عن مشاكل في الفم نفسه كالتهاب اللثة أو تسوس الأسنان. لكن هناك فئة من الناس يعانون من رائحة فم مصدرها ليس الفم بل الجهاز الهضمي، تحديدًا المعدة. وهنا يطرح كثيرون هذا السؤال المهم: كيف أعرف أن رائحة الفم من المعدة؟
رائحة رغم نظافة الفم
إن معرفة مصدر رائحة الفم قد لا تكون سهلة دائمًا، ولكن هناك علامات وأعراض يمكن أن تدل على أن المشكلة متعلقة بالمعدة وليس بالفم. أولى هذه العلامات هي استمرار الرائحة رغم العناية الجيدة بنظافة الفم والأسنان، مثل استخدام الفرشاة والخيط وغسول الفم بانتظام. فإذا كانت الرائحة لا تزول، فهنا يبدأ الشك بوجود سبب داخلي.
الحموضة والطعم المر
كيف أعرف أن رائحة الفم من المعدة؟ للإجابة عن هذا السؤال، يجب مراقبة بعض الأعراض المصاحبة التي تشير إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي. من بين هذه الأعراض: الشعور بالحموضة أو ارتجاع المريء، الغثيان، الانتفاخ، أو حتى وجود طعم مر في الفم بشكل متكرر. هذه العلامات تشير إلى أن هناك مشكلة في المعدة قد تكون السبب وراء الرائحة الكريهة.
القلق والضغط النفسي
كذلك، فإن الأشخاص اللواتي يعانين من القلق المزمن أو الضغط النفسي قد تتفاقم لديهن مشكلات المعدة، مما يزيد من احتمال صدور روائح كريهة من الفم. فالقلق يؤثر على إنتاج الأحماض في المعدة وعلى كفاءة عملية الهضم، وهو ما قد يخلق بيئة خصبة للبكتيريا المنتجة للروائح.
أطعمة تزيد من الرائحة
كيف أعرف أن رائحة الفم من المعدة؟ الجواب يكمن أحيانًا في ملاحظة توقيت ظهور الرائحة. فإذا كانت الرائحة تزداد بعد تناول الطعام أو عند الاستيقاظ من النوم رغم تنظيف الفم ليلًا، فقد يشير ذلك إلى تراكم الغازات أو الحموضة في المعدة. كما أن تناول أطعمة معينة مثل البصل، الثوم، أو الأطعمة الدسمة، يزيد من ظهور الرائحة لدى من يعانون من مشاكل في الهضم.
سلامة الفم تعني أن المشكلة في المعدة
من العوامل الأخرى التي قد تساعد في معرفة ما إذا كانت رائحة الفم من المعدة هي ملاحظة مدى استجابة الرائحة للعلاج. فإذا قمت بزيارة طبيب الأسنان وأكد لك سلامة الفم والأسنان، واستمرت الرائحة رغم ذلك، فهذا مؤشر قوي على أن السبب داخلي. وفي هذه الحالة، يُفضل التوجه إلى طبيب مختص في أمراض الجهاز الهضمي لإجراء الفحوصات اللازمة مثل تنظير المعدة أو فحوصات البكتيريا الحلزونية (Helicobacter pylori) المعروفة بتسببها في قرحة المعدة والرائحة الكريهة.
التغييرات الهرمونية
أيضًا، بعض النساء اللواتي يعانين من التغيرات الهرمونية أو مشاكل في الغدة الدرقية قد يشعرن بتغير في رائحة الفم مرتبط باضطرابات المعدة. لذا فإن التغيرات الهرمونية لا يمكن تجاهلها عند محاولة معرفة سبب رائحة الفم.
أسلوب التشخيص
نعود الآن إلى السؤال الجوهري: كيف أعرف أن رائحة الفم من المعدة؟ من المهم في هذه المرحلة أن نلجأ إلى أسلوب التشخيص المتعدد. أولاً: التأكد من سلامة الفم، ثم ربط الأعراض الأخرى المتعلقة بالجهاز الهضمي بالرائحة، وأخيرًا التجربة العلاجية. فإذا لاحظت تحسنًا في الرائحة بعد أخذ أدوية مخصصة لعلاج الحموضة أو مضادات البكتيريا المعوية، فهذا دليل قوي على أن المصدر هو المعدة.
العادات الغذائية
كما يجدر التنويه إلى أن العادات الغذائية تلعب دورًا محوريًا في ذلك. الأشخاص اللواتي يتناولن وجبات دسمة قبل النوم أو لا يشربن كمية كافية من الماء طوال اليوم قد يعانين من تفاقم هذه الرائحة. والمعدة الفارغة لفترات طويلة، أو الامتناع عن الأكل لفترات متقطعة دون تنظيم، يمكن أن تؤدي إلى ظهور رائحة فم غير مرغوب بها.
اختبار الحالة بالصوم لعدة أيام
وللإجابة بشكل علمي على سؤال: كيف أعرف أن رائحة الفم من المعدة؟ يمكن إجراء اختبار بسيط وهو الصيام لمدة 8-10 ساعات، ثم ملاحظة ما إذا كانت الرائحة تزداد أم تختفي. ففي حال استمرارها، فإن السبب قد يكون ناتجًا عن إفرازات المعدة الحمضية أو نمو البكتيريا داخلها.
وفي الختام، من المهم أن نتذكر أن رائحة الفم من المعدة هي مشكلة صحية يمكن التعامل معها إذا تم تحديد السبب بدقة. وإذا ظل السؤال في ذهنك: كيف أعرف أن رائحة الفم من المعدة؟ فإن الجواب يبدأ بالفحص، والملاحظة، والاستشارة الطبية المتخصصة. النساء اللواتي يلاحظن ارتباط الرائحة بمشكلات الهضم عليهن عدم إهمال الأعراض، لأن الحل قد يكون بسيطًا إذا تم التعامل مع السبب الجذري.
إقرئي أيضاً: بودرة تبييض الاسنان من الفحم هل هي آمنة للإستخدام؟