مع اقتراب موعد الولادة، تبدأ المرأة بمراقبة كل تغيير تشعر به في جسدها، محاولةً التفريق بين الانقباضات العادية وتلك التي تشير إلى أن اللحظة المنتظرة قد حانت. ولأن كثيرًا من الأعراض قد تتشابه مع علامات المخاض الكاذب، يصبح من المهم معرفة علامات الولادة الحقيقية بطريقة دقيقة وواضحة، ليكون استعدادكِ جسديًا ونفسيًا في الوقت المناسب.
سنأخذكِ في هذا المقال في رحلة تفصيلية تساعدك على فهم ما يحدث لجسمك في الأيام والساعات الأخيرة قبل الولادة، وكيف تتعاملين مع كل مرحلة بثقة واستقرار.
ما الفرق بين المخاض الكاذب والحقيقي؟
قبل الدخول في تفاصيل علامات الولادة الحقيقية، من المهم أن تعرفي الفرق بين ما يُعرف بالمخاض الكاذب (انقباضات براكستون هيكس) والمخاض الحقيقي.
المخاض الكاذب يظهر غالبًا في الثلث الأخير من الحمل، ويتميّز بانقباضات غير منتظمة، لا تزداد قوة مع الوقت، وتختفي عند تغيير الوضعية.
أما المخاض الحقيقي فهو سلسلة من الانقباضات المنتظمة والمتزايدة في القوة، والتي تشكل واحدة من أهم علامات بدء الولادة.
معرفة الفرق بينهما يمنحكِ القدرة على تحديد الوقت الصحيح للذهاب إلى المستشفى دون قلق أو تردد.
- الانقباضات المنتظمة والمتزايدة
تُعد الانقباضات القوية والمتقاربة من أبرز علامات الولادة الحقيقية.
تمتاز هذه الانقباضات بأنها:
• تبدأ بشكل خفيف ثم تزداد في القوة.
• تصبح أكثر تقاربًا مع الوقت؛ قد تبدأ كل 15 دقيقة ثم تصبح كل 5 دقائق.
• لا تختفي بتغيير وضعية الجسم أو الراحة.
إذا شعرتِ بأن الانقباضات لم تعد عشوائية وأن نمطها أصبح واضحًا، فهذه إشارة على أن الجسم يستعد لدفع الجنين عبر قناة الولادة. - نزول السدادة المخاطية
السدادة المخاطية هي مادة سميكة تشكل حاجزًا يحمي الرحم من دخول البكتيريا طوال أشهر الحمل.
اقتراب موعد الولادة يجعل عنق الرحم يبدأ بالانفتاح، فتسقط السدادة المخاطية على شكل إفراز كثيف قد يحتوي على بضع نقاط دم.
رغم أن نزول السدادة قد يحدث قبل ساعات أو أيام، إلا أنه يُعد أحد المؤشرات المبكرة ضمن مجموعة علامات الولادة الحقيقية التي تنبّهك إلى اقتراب موعد المخاض. - نزول ماء الجنين
عندما تتمزق الأغشية المحيطة بالجنين، تتدفق كمية من الماء، قد تكون غزيرة أو قليلة.
نزول ماء الجنين أحد أكثر المؤشرات وضوحًا لأن الولادة ستبدأ قريبًا، وسواء رافقه انقباضات أم لا، عليكِ التوجه إلى المستشفى فورًا.
ماء الجنين قد يكون شفافًا، وأي تغيّر في لونه أو رائحته يستدعي إبلاغ الطبيبة مباشرة. - ألم الظهر الشديد والمستمر
يُعتبر ألم الظهر الذي لا يزول من العلامات المشتركة بين أواخر الحمل وبداية الولادة.
لكن عندما يصبح الألم منتظمًا ويرافقه شدّ في أسفل البطن، فإنّه يُصنّف ضمن علامات الولادة الحقيقية لأنه يدل على بدء تحرك الجنين باتجاه الحوض.
غالبًا ما يبدأ الألم في أسفل الظهر ويمتد للأمام مع كل انقباض، ويزداد حدة كلما اقتربت الولاد - اتساع عنق الرحم
اتساع عنق الرحم من المؤشرات الطبية الدقيقة لبدء الولادة.
تقوم الطبيبة بقياس نسبة الانفتاح التي تبدأ غالبًا من 1 سم وتستمر حتى تصل إلى 10 سم، وهي المرحلة التي يصبح فيها الجسم مستعدًا تمامًا للولادة.
هذا الاتساع يُعد جزءًا أساسيًا من علامات الولادة الحقيقية لأنه يدل على تطور المخاض بشكل فعلي ووصولكِ إلى المرحلة النشطة من الولادة. - الشعور بالضغط في منطقة الحوض
مع نزول رأس الجنين إلى أسفل الحوض، تشعر المرأة بضغط قوي يصعب تجاهله، وقد يترافق مع رغبة في الدفع تشبه الحاجة الملحّة لقضاء الحاجة.
هذا الشعور ناتج عن اقتراب الجنين من قناة الولادة، وهو من العلامات المتقدمة التي تشير إلى أن الولادة أصبحت قريبة جدًا.
إقرئي أيضاً: هل ابر السيولة بعد الولادة وقاية ضرورية للأم؟
كيف تستعدين عند ظهور علامات الولادة؟
بعد ملاحظة واحدة أو أكثر من علامات الولادة الحقيقية، من المهم اتباع بعض الخطوات لضمان ولادة آمنة ومريحة:
- اهدئي وتنفسّي بعمق
القلق قد يزيد من شدة الألم، بينما يساعد التنفس المنتظم على تنظيم الانقباضات. - تأكدي من جاهزية حقيبة المستشفى
ضعي فيها ملابسكِ وملابس طفلك، إضافة إلى المستلزمات الأساسية. - تناولي وجبة خفيفة في البداية
لكن تجنّبي الوجبات الدسمة. - اذهبي إلى المستشفى عند الحاجة
خاصة إذا كانت الانقباضات كل 5 دقائق وتستمر لمدة دقيقة كاملة.
علامات تستدعي الذهاب للمستشفى فورًا
في بعض الحالات، يجب عليكِ الذهاب فورًا دون انتظار اكتمال جميع علامات الولادة الحقيقية، ومنها:
• نزيف غزير.
• قلة حركة الجنين.
• ارتفاع شديد في ضغط الدم أو صداع قوي.
• نزول ماء الجنين بلون غير طبيعي.
معرفة علامات الولادة الحقيقية تمنحكِ شعورًا أكبر بالطمأنينة والثقة خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل. فالولادة ليست حدثًا مفاجئًا، بل سلسلة من التغيّرات التي يخبركِ بها جسمكِ بكل وضوح. كلما فهمتِ هذه العلامات أكثر، كانت تجربتكِ أكثر راحة وأمانًا.
إقرئي أيضاً: هل وجود دم حول كيس الجنين خطر؟
