لا شكّ في أنّ موسم العودة إلى المدارس يُعتبر مرحلة حاسمة في حياتنا وحياة أطفالنا. ونحن كأمهات، نهتمّ دائماً ونحرص على أن تكون هذه الفترة سهلة على أفراد الأسرة على مختلف الأصعدة، سواء جسدياً أو نفسياً أو عاطفياً.
فبعد انقضاء أشهر الصيف، وبعد أسابيع طويلة من المشاريع والخروجات التي لا تنتهي، يحين وقت العودة إلى الروتين والنظام، وهذا أمر ليس سهلاً طبعاً. ويمكن أن نوضح لك الصورة بكل بساطة. تذكّري شعورك مساء يوم الأحد أو يوم السبت، أي بعد انقضاء عطلة نهاية الأسبوع! ينتابك نوع من التوتّر، وتبدئين التفكير في المسؤوليات التي تنتظرك في اليوم التالي. وهذا تماماً ما يشعر به طفلك مع اقتراب العودة إلى المدارس، وإلى الدوام والدرس.
لذلك، نؤدي نحن كأمهات دوراً أساسياً في التخفيف من المشاعر السلبية التي يمكن أن ترافق هذه الفترة والتقليل من خوف الطفل من الخطوة الجديدة التي يقوم بها نحو عام دراسي جديد. وحتّى لو لم يكن هذا العام الدراسي الأوّل للطفل، لا مهرب من أحاسيس القلق والخشية.
وبالتالي، ليس الأطفال وحدهم من يواجهون التحديات في هذه الفترة، بل تمتدّ الصعوبات إلينا نحن الأهل لأنّنا نتحمّل مسؤولية تهيئة صغارنا نفسياً وسلوكياً. وللتعامل مع التغييرات، من الضروري الالتزام ببعض الخطوات البسيطة إنّما المهمة.
لذلك، سأقدّم لك 5 نصائح انطلاقاً من تجربتي مع طفلتي في موسم العودة إلى المدارس.
- تفهّمي خوف طفلك، سواء في الأسبوع الذي يسبق بداية المدرسة أو في الأيام الدراسية الأولى، لأنّ الأحاسيس التي يشعر بها طبيعية. ولتساعديه، حاولي البحث عن مصدر هذا الخوف، مثل الخوف من الابتعاد عنك أو الخوف من لقاء مدرّسين جدد أو إقامة صداقات مع الأطفال الآخرين أو غير ذلك. وبالتالي، يمكنك التخفيف من القلق من خلال القيام بزيارات قصيرة إلى المدرسة، أو شراء المستلزمات المدرسية الجديدة مع الرسوم أو الشخصيات المفضّلة لدى طفلك.
- لا تظهري لطفلك مشاعر القلق والخوف التي تشعرين بها بنفسك، فهذا سينعكس تلقائياً عليه. على العكس، تحلي بالصبر وكوني إيجابية تماماً في أحاديثك وسلوكياتك.
- ابدئي ببعض العادات التدريجية التي يمكن أن تهيئ الأجواء للعودة إلى المدرسة، مثل تعويده من جديد على النوم مبكراً، وقراءة القصص قبل الخلود إلى النوم، وتنظيم ساعة في اليوم للقيام بتمارين كتابية أو أنشطة يدوية مسلية تعزّز تركيزه وانضباطه.
- حاولي التحدث مع طفلك يومياً واطرحي عليه أسئلة تساعده في التعبير عن مشاعره. ولا تستخفّي بأي تفصيل يشاركه معك، بل قدّمي له دعماً عاطفياً كبيراً، حيث لا تصغّرين من مشاعره وتمنحينه مساحة أمان لا يخشى فيها الكشف عن كل ما يدور في ذهنه.
- جهّزي لطفلك بعض المفاجآت في الأيام الأولى من الدراسة، حيث تكون بمثابة مكافأة له أو مبادرة لطيفة تشعره بالدعم وتعزّز إيجابيته. ويمكن أن يكون ذلك من خلال باقة صغيرة من الأزهار أو تمضية ساعة من الوقت معه في المقهى لتناول الحلوى المفضّلة لديه أو شراء لعبة صغيرة أعجبته في الفترة الأخيرة. ولا تنسي أنّ قضاء الوقت مع طفلك بعد عودته من المدرسة يعزّز شعوره بالأمان ومشاعر الراحة لديه.
اقرئي أيضاً: نصائح الخبراء لتصميم غرف الأطفال بطريقة تشجّع التعلّم وتنمية المهارات