نصائح تساعد الأم على الحدّ من قلق طفلها

تعتقد كثيرات أنّ الشعور بالإجهاد والقلق لا يصيب سوى الراشدين والكبار. غير أنّ العكس صحيح تماماً، إذ يتعرّض الصغار والمراهقون أيضاً لآثار هذين الشعورين السلبيين.

وهذا تماماً ما أكّدته لي صديقتي حين اجتمعنا على فنجان قهوة الأسبوع الماضي. فقد أخبرتني أنّ ابنتها الصغيرة تشعر بنوع من القلق في الفترة الأخيرة وأنّها تعجز عن الاستفادة والاستمتاع بأنشطتها المسلّية مع رفاقها. وإذ وجدت صديقتي في حالة إرباك لا تدري كيف تساعد ابنتها على تخطّي محنتها، استعنت باختصاصية نفسية قدّمت لي بعض النصائح في هذا الخصوص.

وقد اخترت تشارك هذه النصائح معكنّ اليوم، لأنّني أدري تماماً أنّ القلق قد يرافق الأطفال في موسم العودة إلى المدرسة لا سيّما بعد انتهاء موسم النشاطات المستمرّة والعطلات الطويلة.

مواجهة المخاوف وليس التهرّب منها

عادةً ما نتجنّب المواقف التي نخشاها، غير أنّ ذلك لا يساعدنا على حلّ مشكلتنا بل يبقيها على حالها. والأمر سيّان بالنسبة إلى طفلك. لذلك، علّميه مواجهة مخاوفه كي يستطيع تجاوز القلق الذي يخفّ تدريجياً. فعلى سبيل المثال، لو خاف طفلك من المصعد، لا تسمحي له باختيار السلالم دائماً بل قدّمي له التشجيع في كلّ مرّة ليتجاوز خوفه شيئاً فشيئاً.

الكمال وهم

علّمي طفلك أنّ ما من شيء كامل. وعلى الرغم من أنّك تتمنّين له النجاح التام في الجوانب جميعها سواء الرياضة أو المدرسة أو الأداء المجتمعي، أكّدي له أنّك تتقبّلين ضعفه في بعض الأمور وأنّك ستساعديه على بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق الأفضل مع تقبّل الهفوات والأخطاء ونقاط الضعف دائماً.

التركيز على الإيجابيات

ركّزي باستمرار على الصفات والميزات الإيجابية التي يتمتّع بها طفلك، فينسى هو بنفسه التفكير دائماً في نقاط ضعفه ويتوقّف عن توجيه الانتقادات اللاذعة لذاته. ومن خلال الخطوة هذه، يتخلّى عن القلق والإجهاد من دون شكّ.

نشاطات تساعد على الاسترخاء

أمر ضروري أن يشارك الطفل في نشاطات تضمن له عيش طفولته وتساعده على التنفيس عن الضغوط التي قد يشعر بها نتيجة الدرس والمهام المترتّبة عليه. أمّا الأهمّ، فهو اختيار هذه الأنشطة بنفسه فتعبّر فعلاً عن شخصيّته وعن الأمور التي يفضّلها أكثر من سواها.

مثال أعلى

دائماً ما ينظر الطفل إلى والديه ويحاول تقليدهما. لذلك، كوني مثالاً أعلى لطفلك وقومي بنفسك بتجنّب القلق من خلال تخصيص بعض الوقت للعناية بذاتك ومن خلال تنظيم حياتك بما يتناسب مع احتياجاتك الخاصّة واحتياجات من حولك. بالإضافة إلى ذلك، ابحثي عن الإيجابية في كل موقف من مواقف حياتك واحرصي على أن يقوم طفلك بالأمر ذاته.

المكافآت

في كل مرّة يواجه فيها طفلك مخاوفه، كافئيه ولو بقبلة أو عناق أو هدية صغيره. فالتشجيع يحفّز الطفل على التفكير بإيجابية ويبعده على القلق.

التعبير عن القلق

شجّعي طفلك على التعبير عن قلقه وعن المخاوف التي تراوده وكوني له آذاناً صاغية تتفهّمه وتصدّق ما يقوله. وحاولي تهدءته كما وأكّدي له أنّك إلى جانبه وأنّكما ستتخطّيان معاً أي محنة، صغيرة كانت أو كبيرة.

اقرئي أيضاً: كميّة الوقت أم نوعيّته أيّهما الأهمّ لطفلك؟

 
شارك