رافقي أولادك في طريق الصحّة والعافية

انطلقت رنا جيزي من تجربة خاصة لتصير مدرّبة على الحياة الصحيّة، فهي قضت سنوات طويلة من حياتها تنتقل من نظام غذائي إلى آخر كي تتخلّص من الوزن الزائد، كما وزارت عدداً كبيراً من الأطبّاء لتعالج المشاكل الصحيّة في جهازها الهضمي ولكنّها لم تجد حلولاً مرضية. وبعد أن أصبحت أمّاً لثلاثة أطفال، أدركت أنّها بحاجة إلى تغيير نمط حياتها لتصبح قدوة حسنة لأطفالها، فازدادت قراءاتها عن التغذية وقرّرت الانضمام إلى Institute of Integrative Nutrition. وقد كان لهذه الخطوة أثر كبير على حياتها إذ ازداد شغفها بالصحّة والتغذية ووجدت أنّه ثمّة ما هو أبعد من خسارة الوزن، فالتغيير في العادات الغذائيّة له تاثير إيجابي على كل نواحي الحياة. وبعد أن وصلت إلى هذه الحقيقة، رغبت في أن تدعم الآخرين في رحلة الصحّة والعافية الخاصة بهم.

لأنّها والدة متفانية، تدرك جيزي الخيارات المغرية التي تتاح للأطفال في أيّامنا هذه والتي تبعدهم عن العادات الصحيّة، ولهذه الغاية سألناها: كيف يمكن للأهل الوصول إلى عقل الطفل وإقناعه بأهميّة الطعام الصحّي؟، فأجابت: «يجب إشراك الصغير في إعداد الطعام، فبهذه الطريقة يشعر بأنّه مهمّ وقادر على مساعدتك كما ويكسب الأدوات التي تخوّله إعداد وجبات صحيّة حين يكبر. ولا ضير من اصطحاب الطفل إلى سوق المزارعين أو قسم الخضار في متجر البقالة وتعليمه كيف ينتقيها، فمن شأن ذلك أن يمنحه شعوراً بالمسؤوليّة فيزداد شغفه باكتشاف المزيد من النكهات».

ألعاب تثير اهتمام الصغير 
أضافت جيزي: «على الأمّ تقليل توتّر الطفل عند تناول الطعام وجعله ممتعاً! فلتشجيعه مثلاً على استهلاك مجموعة كبيرة من الفواكه والخضار، لتلجأ إلى لعبة «قوس قزح» التي يحصل خلالها الطفل على نقطة لكل لون موجود في صحنه! وعليها أن تحرص على أن تشرح بكلمات بسيطة كيفيّة مساهمة الطعام في تغييره نحو الأفضل فتقول له مثلاً إنّه يقوّي عضلاته ويحسّن أداءه الرياضي، أي ربط هذه الممارسات بشيء يثير اهتمام الصغير. وأخيراً، لا بدّ أن تعلم أنّ طفلها يقتدي بها فإذا كانت تريد أطفالاً أصحّاء، عليها أن تكون قدوة حسنة أمامهم».
ورأت مدرّبة الحياة أنّ جزءاً من مسؤوليّة الأهل هو توجيه الطفل نحو عيش حياة صحيّة وفي هذا السياق قالت: «تترسّخ معظم عادات الصغير في سنّ التاسعة، لذلك كلّما أبكرت الأمّ في توجيه طفلها كلّما كان أفضل».

دور الطعام في زيادة التركيز
وحول دور الطعام في زيادة نشاط وتركيز وإنتاجيّة الأطفال والمراهقين، قالت: «من المحتمل أنّك سمعت عبارة «العقل السليم في الجسم السليم»، إنّها أبسط دليل على أنّ اتّباع نظام غذائي صحّي ضروري لتحسين التركيز واليقظة ومهارات حلّ المشكلات والإنتاجيّة، فعندما يأكل الطفل بطريقة صحيّة، يعالج الجسم العناصر الغذائيّة بطريقة تضمن حصوله على أعلى درجات الطاقة، لذلك على الصغار تناول الوجبات الرئيسة الثلاث في مواعيدها، مع ضرورة أن تتضمّن حميتهم الخضار الورقيّة الخضراء والمكسّرات والأسماك الدهنيّة وزيت جوز الهند والشوكولا الداكنة... إنّها أصناف تحتوي على الفيتامينات والمعادن والدهون الأساسيّة ومضادّات الأكسدة والمغذيات النباتيّة التي يحتاجها العقل للنموّ. ولا بدّ أيضاً من الحدّ من تناول السكّر لأنّه يؤثّر سلباً على مدى الانتباه والقدرة على التعلّم كما وعلى الحالة المزاجيّة ويجعل التفكير بوضوح أمراً صعباً».

وأخيراً سألناها: هل ترصدين ازدياد الوعي عربيّاً حول أهميّة اعتماد الطعام الصحّي للوقاية من الأمراض ومن بينها السمنة التي تزداد مؤخّراً لدى الأطفال؟ فأجابت: «بالتأكيد، وهذا يجعلني سعيدة جدّاً! بداية، نلاحظ أنّ كل المطاعم تقريباً في العالم العربي أدخلت ضمن قوائم طعامها خيارات صحيّة والسبب هو أنّ العملاء باتوا يعون أهميّة الصحّة ويطالبون بمعلومات إضافيّة حول ما يأكلونه خارج منازلهم. كذلك، تقوم المدارس والحكومات بمبادرات عدّة للتوعية حول أهميّة اعتماد نمط حياة صحّي، فهنا في دبي مثلاً، يمثّل تحدّي اللياقة البدنيّة الذي يتمّ على مستوى الدولة مبادرة رائعة لتشجيع الناس على الحركة والنشاط، ومثال آخر هو حظر بعض المواد الغذائيّة التي تبيّن أنّها تضرّ بصحّة الطلاب في المدارس في الإمارات العربيّة المتّحدة».

 
شارك