الأم العاملة بين طموحاتها ومسؤوليات أسرتها
إنّه زمن فيروس الكورونا! زمن الانعزال الاجتماعي وقضاء الوقت في المنزل والابتعاد عن مختلف وسائل المتعة والتسلية المتواجدة خارج جدران البيت.
فالوباء العالمي هذا نجح في السيطرة على مختلف الدول، والإصابات ترتفع فيزداد القلق من حولنا وتتعزّز أهمية توخّي الحيطة والحذر لحماية أنفسنا وأفراد أسرتنا.
والفرد الأكثر تأثراً بالزمن هذا؟ الأمّ من دون شكّ، بخاصّة الأم العاملة! فالمرأة التي اعتادت الاستيقاظ كل صباح وإنجاز بعض المهام قبل الخروج إلى عملها، ترى نفسها اليوم مضطرة إلى الاهتمام بمسؤوليات عملها ومنزلها وأطفالها في آن. نعم، مهام ومسؤوليات كثيرة في الوقت نفسه! تريد الاهتمام بما تمليه عليها وظيفتها والتأكّد أنّ منزلها نظيف وأنّ وجبات الطعام جاهزة للجميع. وأيضاً؟ تريد متابعة دروس طفلها على الإنترنت علماً أنّ المدارس مقفلة أبوابها حالياً!
غير أنّ الأمّ العاملة دائماً ما نجحت في أداء دورها على أكمل وجه، وهذا تماماً ما يتّفق الجميع عليه. فهي أولاً عنصر فعال في أسرتها وعنصر أساسي ثانياً في المجتمع. فماذا يقول الخبراء عن التأثير الذي يخلقه التزامها بالعمل عن حياتها وأولادها؟
جويس عبدالله: الأم العاملة قدوة إيجابية لأولادها
بدأت اللايف كوتش جويس عبدالله حديثها بالقول إنّ الأمومة عمل بحد ذاته، سواء اختارت المرأة ممارسة مهنة أم لا. وغالباً ما تواجه الأم في الدول العربية نقصاً في الدعم المعنوي والعاطفي وفي تفهمّ دورها ومسؤولياتها. أمّا بالنسبة إلى عمل الأمّ، فتركّز على 6 تأثيرات إيجابيات هي الآتية: تمثّل الأم العاملة أولاً قدوة إيجابية لأولادها فتصبح مصدر إلهام لهم، إذ تضع لنفسها طموحات وتتخطّي التحديات لتبلغ أهدافها المهنية. ونتيجة لعمل الأمّ، يصبح الأولاد أكثر استقلالية واعتماداً على أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الأم العاملة مشاعر سلبية وإحباطاً أقل إذ لا تقضي كل وقتها في المنزل وتعيش حياة مختلفة عن حياتها الأسرية. ويعني هذا أنّ مسؤوليات المرأة وأحاديثها تتخطّى الأولاد، فتطال مهنتها وامتحاناتها المهنية وتحدياتها. ولذلك، يمكن القول إنّ الأم العاملة تكون أكثر ثقة بذاتها سواء من حيث إطلالتها أو شخصيتها لأنّها تكون ناجحة. أمّا التأثير الإيجابي الأخير، فهو تقدير الوقت الثمين الذي تقضيه مع الأولاد أو حتّى بشكل عام تقدير الوقت وإدارته بطريقة أفضل. لمتابعتها، زوري صفحتها على إنستغرام reframe.joyce واستفيدي من نصائحها حول مختلف الموضوعات.
ناديا شحرور: لعمل الأم تأثير سلبي ما لم تدر وقتها جيداً
أشارت السيدة ناديا شحرور، المتخصّصة في علم النفس الاجتماعي، أنّ عمل الأم خارج منزلها يكون له تأثير سلبي على حياة أسرتها وأولادها ما لم تنجح في تنظيم وقتها وإدارته بشكل فعال. فأحياناً، تمارس الأم مهنة متعبة أو تعمل ساعات طويلة، فتعجز عن أداء مسؤولياتها تجاه عائلتها بشكل كامل وكما يجب. فقد لا تستطيع مثلاً تعويض الوقت المخصّص لأطفالها، فلا تصطحبهم إلى الأنشطة ولا تتابع دروسهم ولا تشاركهم بعض الوقت. وفي هذه الحالة، يشعر الطفل بنقص كبير قد تنعكس تأثيراته السلبية في النقص العاطفي وكره الطفل لذاته وكره أصدقاءه وشعوره بالرفض، علماً أنّ التأثيرات هذه ترتبط بشخصية الطفل وبترتيبه في الأسرة. انطلاقاً من هذا، تؤكّد شحرور أنّ السلبيات هذه تختفي حين تدرك المرأة كيف تنظّم وقتها تقسّمه بين عملها وأسرتها والعناية بذاتها. ولا بدّ لها من تخصيص وقت ثمين تقضيه مع صغيرها، فتفسّر له أهمية المهنة بالنسبة إليها فيما تقضي معه وحده لحظات كثيرة بالحب والعاطفة.
اقرئي أيضاً: 10 نصائح جمالية لتحافظ كل أم على تألّقها