أطفالك في مواجهة المحتوى الرقمي
يتفاجأ الأجداد والجدّات حين يجلسون مع أحفادهم بقدرتهم على استخدام الهاتف المحمول والدخول إلى موقع YouTube لمشاهدة فيديوهات الرسوم المتحرّكة أو تحميل الألعاب الشهيرة على الإنترنت وقضاء ساعات أمام الشاشة الصغيرة، فهم، أي الكبار في السنّ، يحاولون أن يجيدوا التعامل مع هذه الأجهزة ولكنّ معظم محاولاتهم تبوء بالفشل.
الأطفال عزّل أمام هذا العالم الواسع، صحيح أنّهم يبدون ذكاءً كبيراً في التعامل مع هذه الأجهزة يفوق أحياناً قدرات الكبار في السنّ على الاستيعاب، إلّا أنّه من الضروري السيطرة على المحتوى الرقمي الذي يصلون إليه ومراقبته لحمايتهم من المخاطر المستترة خلف براءة هذه الألعاب والفيديوهات ومواقع التواصل الاجتماعي.
إجراءات تحدّ من الإدمان على الألعاب
قبل أيام، قامت شركة صينيّة لصناعة الألعاب بتحديد عدد الساعات التي يمكن للأطفال أن يستخدموا خلالها ألعابها الشهيرة على الإنترنت، وذلك بهدف تبديد مخاوف الآباء من إدمان أولادهم على هذه الألعاب، وابتعادهم عن الحياة الواقعيّة وغوصهم أكثر في عالم الخيال. وقد تمّ تخصيص ساعة واحدة يوميّاً لا أكثر للأطفال الذين هم دون الـ12 عاماً، أمّا الأطفال الأكبر سنّاً فيُسمح لهم بساعتين.
خطوة مميّزة
خطوة جريئة من شركة تحترم المستهلك وتفكّر في احتياجاته ولكنّها لن تتكرّر كثيراً لدى الشركات المشابهة التي تبحث في النهاية عن الربح المادّي. بالتالي، سيكون من واجب الأهل أن يراقبوا مضمون الألعاب التي يقوم أبناؤهم بتحميلها، ويحلّلوا أبعادها والرسائل المبطّنة التي تحملها، ويقرّروا على ضوء هذه المعلومات ما إذا كانوا سيسمحون لأولادهم باللعب بها والمدّة الزمنيّة المخصّصة لذلك.
خفايا فيديوهات الرسوم المتحرّكة
من جهة ثانية، ضجّت الأوساط الاجتماعيّة منذ فترة بخبر احتواء فيديوهات على YouTube لمضامين غير ملائمة للأطفال، من بينها أفلام رسوم متحرّكة ومقاطع فيديو ظاهرها تعليمي وباطنها يحثّ على العنف ويبثّ قيماً تنافي العادات التي يرغب الأهل في العالم العربي في أن يتربّى عليها أولادهم.
مضمون تعليمي
لذلك، عند ترك الهاتف المحمول مع الصغار الذين هم دون الأربع سنوات يجب فصله عن شبكة الإنترنت وتركهم ليتصفّحوا الصور والفيديوهات الخاصّة، أو ليتعلّموا الرسم والتلوين وتجميع الـPuzzle عبر البرامج التي جرى تحميلها في وقت سابق.
بعد دخول المدرسة
بعد أن يدخل الأطفال إلى المدرسة، يمكن أن يتعلّموا الولوج إلى مواقع الألعاب وأن يتابعوا الفيديوهات المسلّية شرط أن يستمرّ الأهل بمراقبة المحتوى، كما يجب أن يتمّ توجيههم نحو كل ما هو مفيد ويحمل أبعاداً تثقيفيّة وتعليميّة.
تعزيز الوعي والمعرفة
ممّا لا شكّ فيه أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تعزّز معرفة الأطفال والمراهقين بالعديد من المواضيع الثقافيّة والسياسيّة والحياتيّة والفنيّة، فهي مساحات حرّة لتبادل الآراء والتعرّف على عادات الشعوب البعيدة وتقاليدها.
أكثر ميلاً إلى الانزواء
من جهة أخرى، لوسائل التواصل الاجتماعي الكثير من السيّئات في حال لم تكن هناك ضوابط لاستخدامها، فعندما يدمن عليها الصغير يتغيّب عن محيطه الأسري ويميل إلى الوحدة ويهمل دروسه فيتراجع أداؤه العلمي ويواجه مشاكل سلوكيّة وتعليميّة جمّة. من هنا تكون متابعة الأهل الدائمة ومراقبتهم لعلاقة أولادهم بالعالم الرقمي أساسيّة لجعلهم يستفيدون من محتواه ويتفادون سيّئاته.
اقرئي أيضاً: عبارات تؤذي طفلك، استمتعي بأجمل الأوقات مع عائلتك، استمتعي بأجمل الأوقات مع عائلتك