3 صفات امتلكيها للتمتّع بالكاريزما

بعد أن اختبرت الأمومة، قرّرت سهير فاخوري التخلّي عن مسيرتها المهنيّة في مجال الخدمات الاستشاريّة والماليّة كي تهتمّ بأطفالها، وقد سمحت لها هذه الفترة بالتفكير بطريقة جديدة بعيداً عن الإطار الذي وضعت نفسها فيه لسنوات طويلة. وفي هذا السياق، تقول: «أعادت هذه الفترة تشكيل حياتي، إذ دفعتني للمرّة الأولى إلى الاستماع إلى نفسي وتلبية رغباتها. وعقب ذلك، أبحرت في رحلة اكتشاف للذات وشرعت بالرسم وهو هوايتي المفضّلة التي كانت قد سرقتني منها مسؤوليّات الحياة، فاستجبت لصوت داخلي حثّني باستمرار على التقاط الريشة واكتشفت مساحة جديدة لم أتخيّل وجودها في نفسي... أدركت أن اكتشاف الشغف الحقيقي ليس أمراً سهلاً أو عفويّاً بل يحتاج إلى بحث عميق في داخلنا، حينها سلكت طريق الكوتشينغ والقيادة وحصلت على شهادة كوتش معتمدة. وخلال رحلتي هذه، التقيت بأشخاص مثلي يحاولون إيجاد هدفهم الخاص، فتعاونت معهم وما زلت مستمرّة حتى اليوم رغبةً منّي بمساعدة كل من يحتاج للإرشاد والتوجيه».

خضعت سهير لدورات كوتشينغ وباتت كوتش محترفة معتمدة من قبل الاتّحاد الدولي للمدرّبين ICF، كما أنّها مديرة فرع الاتّحاد في دولة الإمارات منذ يناير 2017، وقد تعمّقت في الكوتشينغ المتعلّق بالمهارات القياديّة، وهي تحاول أيضاً بناء مجتمع من المدرّبين وزيادة الوعي حول خصائص الكوتشينغ وفوائد نشر ثقافته في المنظّمات والشركات والمؤسّسات وبين الأفراد. 

افتقار الكاريزما
كثيرة هي الحالات التي يمكن اللجوء فيها إلى كوتش لطلب المساعدة، ومنها افتقار مهارة الكلام أمام الآخرين وعدم القدرة على التأثير فيهم، ومنها أيضاً ضعف الثقة بالنفس ونقص الحجج حين ندخل في نقاش وتشتّت الحضور وغياب التركيز في الاجتماعات المهمّة، وغيرها من النواقص أو العيوب التي يمكن اختصارها بعبارة «افتقار الكاريزما».

القدرة على التأثير في الناس
عن هذا الموضوع سألنا سهير، فقالت: «يمكن تعريف الكاريزما على أنّها القدرة على التواصل مع الناس والتأثير فيهم. ويتحتّم على أيّ شخصيّة التحلّي بالثقة والحضور والذكاء لتحقيق التواصل الناجح، بحيث أنّ الإصغاء والانخراط في المحادثة الهادفة والمهمّة أمران جوهريّان ومن أساسيّات بناء العلاقات مع الناس». 

بناء الكاريزما
تكمل فاخوري: «الكاريزما من أهمّ الصفات لدى القائدة الناجحة والقويّة، إذ لا بدّ أن تمتلك الإجابات المقنعة على كل الأسئلة التي تراود فريقها، ومهمّتي ككوتش ليست أن أقول لها كيف عليها أن تتمتّع بالكاريزما بل أن أوجّهها وأدرّبها على طرق تنمية قدراتها الشخصيّة واكتشاف ذاتها كي تتمكّن في نهاية المطاف من بناء الكاريزما الخاصّة بها».

التركيز على القيادة
تستطرد فاخوري: «يمكن اكتساب الكاريزما وتعزيزها عن طريق التعاون مع كوتش، لا سيّما إذا كان يركّز على القيادة. فالمدرّب يستطيع أن يساعد المرأة على إيجاد الإجابات المنشودة عن طريق طرح أسئلة موجّهة وهادفة. كذلك، بإمكانه إرشادها في وضع خطّة لتحقيق أهدافها ومنحها الثقة للتوصّل إلى نتائج مرضية. فالثقة جوهريّة للتأثير في الناس وتحقيق النجاح على المستويين الشخصي والمهني».
 

تغييرات إيجابيّة
تنتج الكاريزما عن مجموعة تغييرات إيجابيّة تقوم بها كل امرأة في حياتها وتحوّل تفكيرها وطاقتها نحو النجاح والإنجازات وما يرافقها من شعور بالفخر والسعادة، ويحصل ذلك فقط حين نقوم بما نحبّ فعلاً لا بما تمّ توجيهنا إليه بسبب الظروف التي مررنا بها. ومهمّة مدرّب الحياة بحسب فاخوري هي اكتشاف هذه الطاقة الكامنة والمخبّأة. وفي هذا السياق، تشير الاختصاصيّة إلى حالة شابّة قصدتها كي تحسّن حياتها وتزيد من إحساسها بالسعادة وتعزّز ثقتها بنفسها وقوّتها، فنتج عن خضوعها لجلسات الكوتشينغ تغيير شامل في حياتها.

تغيير جذري
تقول فاخوري: «غيّرت صبا أيوب، إحدى الشابّات اللواتي قصددني، اختصاصها من علم الآثار إلى الضيافة وكافحت في سبيل النموّ في شركتها. ومع الكوتشينغ، استطاعت صبا طرح أسئلتها الملهمة لتتواصل مع نفسها بصورة أفضل. ثم تبنّت سلوكاً إيجابيّاً وتسلّحت بالثقة بالنفس فاكتسبت الكاريزما وتحسّن عملها، فضلاً عن أنّها حازت على جائزة مرموقة نتيجةً لذلك».

اقرئي أيضاً: حوّلي شخصية طفلك من الضعف إلى القوة

 
شارك