في يوم المرأة العالمي: ساندرين جبرا توجّه للنساء رسالة عبر قصّة نجاحها
كل عام وأنت بألف بخير! فأنت لا تستحقّين يوماً واحداً يحتفل بك العالم في خلاله، بل أيام العام كلّها لا تكفيك... لا تكفي لتكريم النجاحات التي تحقّقينها على صعيد المجتمع والعمل والعائلة، تكريم التغييرات التي استطعت إدخالها من حولك...
وفي يوم المرأة العالمي في 8 مارس، اخترنا هذا العام أن يكون لنا لقاء حصري مع إحدى النساء الرائدات الناجحات في مجالهنّ، وهي الرياضية اللبنانية بطلة التنس ساندرين جبرا. ومن قصّة نجاحها والعصوبات التي عبرت بها قبل أن تصل إلى ما هي عليك اليوم، قد تستلهمين لتطاردي بنفسك أحلامك وطموحاتك ولتحقّقي المشاريع التي ترغبين في إنجازها.
- يحتفل العالم في 8 مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة. ما الرسالة والمعايدة التي تودّين توجيهها إلى كل امرأة، وتحديداً إلى كل امرأة عربية؟
لا بدّ لي أن أبدأ أوّلاً بمعايدة جميع النساء حول العالم، وتحديداً النساء العربيات. وأتوجّه إلى المرأة العربية وأقول لها "أنت بطلة! أنت رائعة! سواء كنت طالبة أو ربّة منزل أو أمّ عاملة، لا تنسي أنّك رائعة وأنّك فريدة ومميّزة في كل ما تقومين به". وبالنسبة إليّ، النساء يجعلن العالم أفضل وأجمل، ولا بدّ من الاحتفال بهنّ أكثر وأكثر.
- ليست امرأة الحاضر كامرأة الماضي، فهي ما عادت تخشى القيود المجتمعية التي تحيط بها ولا حتّى تخاف تحقيق أحلامها وطموحاتها. ما هي برأيك الأمور التي لا زالت تنقص المرأة لتنجح أكثر وأكثر في مختلف المجالات؟
بالنسبة إليّ، لا أجد أنّ شيئاً ما ينقص المرأة لتنجح في أيامنا هذه. فالعالم بات منفتحاً أكثر على تواجد المرأة في أي مجال كان، وما من قيود تحيط بها كما في السابق. وبصفتي صحافية رياضية أغطّي أهمّ بطولات كرة القدم في العام، أدرك تماماً أنّ السنوات الأولى من عملي لم تشهد تقبّلاً من الآخرين، لا سيّما أنّني امرأة تتحدّث عن كرة القدم والتنس وتحلّل أداء اللاعبين والمباريات. وقد وصلتني تعليقات سلبية حتّى "ماذا تفعل هذه المرأة؟" أو "مكانها في المطبخ!"... أمّا اليوم، فالأمر تبدّل ولم يعد المجال الرياضي ذكورياً. وأعتقد أنّه على المرأة أن تثبت نفسها من الآن وصاعداً، من دون أن ننتظر المجتمع ليتيح لها الطريق، فتبرهن أنّها تستحقّ هذا المنصب أو هذه المكانة. لذلك، اتبعي شغفك وطوّريه لتجدي العمل الذي ترغبين فيه.
- أخبرينا عن بداياتك في عالم الرياضة. كيف كانت انطلاقك وهل واجهت أي صعوبات وتمييز كونك امرأة؟
في الواقع، دخلت مجال عملي كرياضية قبل أن أصبح إعلامية. فقد حصدت لقب بطلة التنس لـ5 سنوات متتالية، علماً أنّني مارست هذه الرياضة ودخلت مبارياتها وأنا في سنّ صغيرة. وقد ساعدني تواجدي الفعلي هذا على الساحة والمعلومات التي اكتسبتها في الوصول إلى ما أنا عليه اليوم، فيشعر الجميع بشغفي تجاه الرياضة. ولا بدّ لي أن أقول إنّ تواجدي كامرأة يدخل بعض اللمسات المميّزة إلى عالم مليء بالتنافسية والحدّية والقوة.
ومن التحدّيات التي واجهتها، الجهود التي اضطررت إلى بذلها لأكتسب ثقة الجمهور العربي من خلال عملي على موقع "كووورة"، فيشعر المتابعون أنّهم قادرون على أخذ المعلومات الصحيحة والموثوقة منّي على الرغم من كل الرفض الذي تلقّيته. وقد تطلّب ذلك منّي وقتاً طويلاً، غير أنّ نجاحي اليوم يؤكّد على التغيير الذي حدث.
- هل حصلت على دعم من أسرتك وأصدقائك المقرّبين أو اضطررت حتّى في هذه الحلقة إلى مواجهة بعض الضعوطات؟
في الواقع، واجهت أوّلاً صعوبةً في إقناع أهلي برغبتي في تغيير مساري المهني، علماً أنّني تخصّصت في مجال المالية والبنوك وعلماً أنّ أهلي من أكبر مشجّعي الرياضة. وخوفاً عليّ من عدم اضطلاعي بالإعلام والتقديم، تمكّنت من إقناعهم وقد كان هذا أفضل قرار اتّخذته لأنّني اتّبعت شغفي ولم أخضع للمجتمع. ولا بدّ لي أن أقول أيضاً إنّ زوجي من أكثر الداعمين لي.
- هل شعرت في أي مرحلة من حياتك برغبة في الاستسلام؟
لم أشعر يوماً برغبة في الاستسلام، وذلك لأنّني علمت الصعوبات التي سأواجهها منذ البداية ولأنّني أدركت الجمهور الذي سأطاله سواء من خلال عملي مع محطة "أم تي في" اللبنانية أو موقع "كووورة". ولذلك، أنصح كل امرأة بأن تنتهز الفرص التي تتقدّم لها، لأنّها لا تأتي سوى مرّة واحدة. وما عليها الخوف من الأخطاء التي قد تقترفها في البداية، لأنّ الوقت يعلّمنا.
- ما هي الخطوات التي تحرصين على القيام بها للتوفيق بين حياتك الشخصية من جهة وحياتك المهنية من جهة ثانية؟
واجهت صعوبة كبيرة في الآونة الأخيرة مع انتشار جائحة كورونا، مع اضطراري إلى متابعة التعليم الإلكتروني لولديّ الإثنين وفي المقابل في استمراري في عملي ومقابلاتي على زوم وتغطية الفعاليات وأسفاري... ولذلك، أقول إنّ المرأة رائعة لأنّه من الصعب تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل. وبالنسبة إليّ، يعتمد ذلك على عنصرين هما دعم أفراد العائلة من الأهل والزوج من جهة والقدرة على تقسيم اليوميات بحسب الأولويات من جهة ثانية.
- ما هي النصائح التي تسدينها لكل امرأة عاملة؟
لن أتوجّه إلى المرأة العاملة وحسب، بل إلى أي قارئة تتابع مقابلتي اليوم. وأقول لها أن تعتني بنفسها في الظروف جميعها، اهتمّي بنفسك أوّلاً لتستطيعي الاهتمام بالآخرين، وذلك على الرغم من كل المسؤوليات والمهام المترتبة على عاتقك. ولا يعني هذا أن تعتني بنفسك مرّتين أو ثلاث مرّات في العام، بل كل أسبوع واختاري أنت الطريقة التي تشعرك بالسعادة والراحة واعمدي إلى تخصيص وقت لنفسك كل أسبوع.
اقرئي أيضاً: أجمل المجوهرات لتمكلي إطلالتك في يوم المرأة العالمي