
عالم اللياقة البدنية في المملكة...جولة على أحدث التغيّرات والاتّجاهات

شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة وحتّى اليوم تغيّرات كثيرة على مختلف المستويات. فبعد أن رأينا النساء يدخلن مجالات عمل جديدة ولحظنا تطوّرات اجتماعية متعدّدة، لاحظنا أيضاً توجّه عالم الرياضة واللياقة البدنية نحو مسار جديد ناقشناه مع مدرّبة البيلاتس الشهيرة في السعودية Jude Attar. فماذا تخبرنا عن خيارات النساء الرياضية وما هي أبرز التغيّرات في هذا الإطار؟
مع مرور الوقت والتقدّم في السنوات، ازداد إدراك أهمية الرياضة وممارستها بخاصّة بين النساء. فالمرأة التي كانت تتحجّج في الماضي من ضيق الوقت وكثرة مسؤوليّاتها في المنزل والعمل فلا تمارس الرياضة، باتت اليوم تخصّص فترات محدّدة من حياتها لتهتمّ بلياقتها وصحّتها وتمارس التمارين بشكل يومي.
فللرياضة أهميّة كبيرة بالنسبة إلى صحّة العقل والجسم على حدّ سواء، إذ لا تفيد من الوقاية من أمراض ومشاكل صحية كثيرة فحسب بل تضمن أيضاً رفع المعنويات وتحسين القدرة على التركيز وتعزيز الإيجابية في الحياة.
وبالتزامن مع اليوم الوطني السعودي، اخترنا التركيز على عالم الرياضة واللياقة البدنية في المملكة وأجرينا حوارين خاصّين في هذا الإطار أوّلاً مع مدرّبة البيلاتس المعتمدة Jude Attar وثانياً مع Nada Baeshen، إحدى أهمّ الشخصيات المؤثّرة في السعودية وصاحبة علامة The Huntress، وقد شاركتنا أهمية اتّباع روتين رياضي بالنسبة إليها.
الرياضة في حياة Jude Attar
قبل الحديث عن عالم اللياقة البدنية في المملكة، كان لا بدّ من سؤال Attar عن علاقتها شخصياً بالرياضة والتمارين. وقد أكّدت لنا أنّها كبرت على حبّ الرياضة، لتصبح التمارين جزءاً لا يتجزّأ من حياتها. وإذ يُعدّ تحريك جسمها عادةً يومية تقوم بها، تشير أنّ نهارها لا يسير على ما يرام حين لا تخصّص في خلاله وقتاً لممارسة الرياضة.
أمّا بالنسبة إلى أهميّة الرياضة في حياة الجميع، بخاصّة في حياتنا نحن النساء العربيّات، تؤكّد Attar تأثيرها الإيجابي على الجسم والعقل على حدّ سواء. أمّا السرّ لالتماس نتائج فعليّة ومرضية، فيكمن في الثبات أي في متابعة ممارسة الرياضة بشكلّ مستمرّ من دون التوقّف أو الإهمال. وتقول المدرّبة: «دائماً ما أقول لزبوناتي إنّ احتساب وقت تحريك الجسم غير مهمّ ما دمنا نسعى إلى التحرّك بشكل يومي. حتّى ولو قمنا بذلك 10 دقائق وحسب، يحدث الروتين هذا فرقاً».
تغيّر واضح منذ العام 2016
كان عالم الرياضة في السابق لا يلقى سوى اهتماماً محدوداً في السعودية، سواء من حيث تطوير البنية التحتية الرياضية أو المشاركة في الفعاليات الرياضية الكبرى كالألعاب الأولمبية أو حتّى انخراط النساء في الرياضات والمسابقات ذات الصلة. ولكن، بعد إعلان رؤية السعودية 2030 في أبريل العام 2016، برزت الرغبة في تنفيذ تغييرات اجتماعية وتغييرات في نمط الحياة. ونظراً لأهمية الرياضة في تعزيز نمط حياة صحي، تضمّنت الرؤية هدف تشجيع المشاركة الواسعة والمنتظمة في الألعاب والأنشطة الرياضية والتعاون مع القطاع الخاص لإنشاء مرافق وبرامج إضافية مخصصة، مع أمل بالتفوق في الألعاب الرياضية والانضمام إلى قائمة الدول الرائدة في مجال الرياضات المختارة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
المشهد الرياضي في المملكة
ومن التغيّرات أو التطوّرات الرياضية البازرة التي شهدناها في هذا الإطار، نذكر: إطلاق الحكومة السعودية لبرنامج التحوّل الوطني لعام 2020، توسيع مسؤوليات الهيئة العامة للرياضة لتشمل ترخيص الألعاب الرياضية والأندية الرياضية، وتعيين الأميرة ريما بندر آل سعود رئيسة لإدارة جديدة لشؤون المرأة في الهيئة العامة للرياضة، وعقد مذكرة تعاون بين الهيئة العامة للرياضة وجامعة الأميرة نورة في الرياض لتعزيز المنشآت الرياضية، واستضافة الدرعية بطولة الملاكمة العالمية...
وفي تفاصيل أكثر حول هذه التطوّرات بين أفراد المجتمع العاديين، تؤكّد Attar أنّ التغيّرات واضحة وملموسة في السنوات الأخيرة. ففي أنحاء المدن المختلفة، يمارس الرجال والنساء والأطفال على حدّ سواء رياضات ركوب الدراجات الهوائيّة والمشي والركض ويمارسون تمارين متعدّدة. كما وازداد عدد النوادي الرياضية والمنتزهات والمسارات المخصّصة للمشاة في مختلف أنحاء المملكة، ما يقرّب الرياضة أكثر إلى حياة الناس.
وقد أشارت Attar في حديثها أيضاً إلى تزايد عدد النساء المنخرطات في عالم الرياضة والتمارين، من جميع الأعمار والفئات.
التفضيلات الرياضية لدى النساء السعوديات
حين سألنا Attar عن الرياضات التي تفضّلها النساء السعوديّات أكثر من سواها، أكّدت لنا أنّ التعميم أمر خاطئ إذ تختار كل امرأة الرياضة التي تناسبها وتتوافق مع أسلوب حياتها واحتياجاتها على مختلف الأصعدة كما وعلى الأهداف الرياضية التي تبحث عن تحقيقها وحتّى على الخيارات التي تستمتع بها. ففيما تفضّل بعض النساء الرياضات الحيوية كتدريبات بناء الأجسام مثلاً، تميل أخريات نحو البيلاتس واليوغا.
Nada Baeshen وتجربتها مع الرياضة

تُعتبر Nada Baeshen من شخصيات المملكة الأكثر تأثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي. ولو تابعتها على مختلف حساباتها، تدركين أنّ للرياضة أهمية كبيرة في حياتها. لذلك، كان لنا حديث سريع معها أخبرتنا فيه أنّها لاحظت في السنوات الثلاثة الأخيرة أنّها لم تعد نشطة كما في السابق، بخاصّة بعد زواجها وإنجاب طفلها. لذلك، رغبت في استعادة نشاطها كما اعتادت سابقاً فدفعت نفسها نحو التركيز على التمارين من جهة وعلى تحسين خياراتها الغذائية من جهة ثانية. وتقول إنّها سلّطت الضوء أكثر على روتينها الرياضي بالصور والفيديوهات بعد أشهر الحجر المنزلي، على الرغم من أنّ الرياضة كانت دوماً جزءاً من حياتها من خلال ممارسة رياضات التنس وكرة السلة وركوب الدراجة وأي تمرين يمكن تصوّره.
بالنسبة إلى التغيّرات التي التمستها Nada شخصياً في حياتها بفضل ممارسة الرياضة، ذكرت شعورها بمزيد من الطاقة وتحسّن وزنها وازدياد ثقتها بذاتها، وهو الأمر الأهمّ بالنسبة إليها. وتقول: «شخصياً، استغرقني بعض الوقت لأعود إلى وزني قبل الحمل، وإنّه لشعور جيّد تضمنه العودة إلى الوزن السابق». وتعتقد Nada أنّه يتوجّب على النساء جميعهنّ ممارسة الرياضة، لأنّها صحية للجسم والعقل ولأنّها تزيد من السعادة والطاقة من دون التركيز بالضرورة على فقدان الوزن.