شانتال خويري:Brides do Good يختصر رحلة طويلة في سبيل تمكين النساء

شانتال خويري هي رئيسة قسم الثقافة في مجموعة التسوّق Bicester Village Shopping Collection، وقد تبوّأت العديد من المراكز المهمّة سابقاً أحدها مع الدار الشهيرة Lauren Ralph، ولكنّها لم تكتف بهذا الحيّز المهني فقط، بل أسّست المشروع الاجتماعي الرائد  Brides do Good الذي يهدف إلى جمع الأموال عن طريق بيع فساتين الزفاف المصمّمة على الطلب لدعم المؤسسات الخيريّة التي توفّر تعليماً آمناً وعادلاً لملايين الفتيات كجزء من أهداف الأمم المتّحدة للتنمية المستدامة.

من القانون إلى الإدارة

حدّثتنا خويري عن ظروف انطلاق مشروعها، فقالت "درست مجال القانون لأنّني أردت مزاولة مهنة في القطاع الإنساني، ولكن بعد التدرّج في عدد من المنظّمات غير الحكوميّة، أدركت أنّ وتيرة العمل بطيئة جدّاً بالنسبة إليّ وأنّني بحاجة إلى عمل ذي اتّجاه حيوي أكثر، لذا غيّرت اتّجاهي المهني".

 

قصّة كفاح ضدّ زواج القاصرات بدأت إثر عشاء مع الصديقات

أمّا عن كيفيّة انطلاق Brides do Good، فتقول" كلّ فكرة تخفي قصّة خلفها! وقصّتي بدأت منذ حوالى 9 سنوات، فيما كنت أتناول العشاء مع الصديقات. فقد علمت أنّ إحدى صديقاتي أنفقت مبلغاً طائلاً على فستان زفافها. على الإثر، رحنا نناقش فكرة إنفاق المرأة الكثير من المال على ثوب ترتديه مرّة واحدة في حياتها فقط، وبحثنا في ما إذا كان ثمّة طريقة ذكيّة لتحويل هذا الفستان أو إعادة استخدامه من دون الشعور بالذنب للتخلّي عن ثوب يحمل معانٍ كثيرة".

وأكملت السيّدة اللبنانيّة"في طريق عودتي إلى المنزل سألت نفسي: لماذا لا تكون لهذه الفساتين قصّة جديدة؟ كم هي كميّة الملابس التي ننساها في خزائننا ولا نستفيد منها؟ وكم من النساء يحلمن بامتلاك فستان زفاف مميّز ولكن لا يستطعن تكبّد نفقته؟ وفي ذلك الوقت، كان زواج القاصرات أكثر ما يجول في ذهني إثر قيامي ببعض الأعمال التطوعيّة في الهند وأفريقيا وإدراكي لهذا الواقع القاسي. وفي هذه اللحظة استيقظ في داخلي جانب ريادة الأعمال. وهكذا، أبصرت فكرة Brides do Good النور".

الترويج للفكرة

سألناها: هل كانت المبادرة مدعومة رسميّاً؟ كيف روّجت لها؟ ومن ساعدك على تنفيذ مشروع كبير كهذا؟ فأجابت "استحوذت فكرة Brides do Good على قلوب وعقول الأصدقاء والزملاء والأقارب والعرائس في كلّ أنحاء العالم. وكانت مجموعة Bicester Village Shopping Collection من الجهات المؤيّدة لي منذ البداية وما برحت كذلك، نظراً إلى أنّ هذه المؤسّسة الخيريّة تدعم القيم الأساسيّة للمشروع، وفي هذا السياق أشدّد على أنّنا حرصنا على اختيار شراكاتنا بعناية، إذ عملنا في المنطقة مع نادي دبي للسيّدات ومع أسبوع الموضة العربي".

ومن خلال هذه المبادرة، تحاول شانتال ضمان المزيد من فرص التعليم للفتيات في كلّ أنحاء العالم، فأيّ بلدان هي المعنيّة الأولى بالمشروع؟ تقول " منذ إطلاق مبادرتنا، جمعنا حوالى 90 ألف دولار للمشاريع الخيريّة التي ندعمها في دول مختلفة، هي مصر وأثيوبيا ونيجيريا وكينيا والنيبال، ووصلنا إلى 80 ألف شخص كما وحسنّا تعليم 50 ألف طفل. وتجدر الإشارة إلى أنّ كلّ مشاريعنا التي ننفذّها على المستوى العالمي تتطلّب حوالى 1200 دولار لتحسين تعليم طفل واحد، إذ إنّ العوائق التي تحول دون التعليم معقّدة، وبالتالي فإنّ النهج الذي نتّبعه مع شركائنا في الأعمال الخيريّة شامل ويتضمّن التعليم والتغذية وتحسين البنية التحتيّة والاهتمام بالمحيط المجتمعي".

أثر التعليم على حياة النساء

وترى خويري أن "الحصول على تعليم آمن يؤثّر بشكل إيجابي على حياة النساء والأطفال، غير أنّنا نتحدّث عن التعليم الأوسع نطاقاً الذي يطرح نفسه عن طريق المجتمعات والرعاية الصحيّة والسلطات بغية تغيير العقليّة السائدة والتشديد على أهميّة تعليم الفتيات داخل المجتمع. فالتعليم أساسي لحياة لائقة، ومن دونه لا تملك الفتيات فرصاً لمزاولة أيّ مهنة أو تحقيق أحلامهنّ وإطلاق العنان لإمكاناتهنّ".

كيفيّة المشاركة

أمّا السؤال الذي لعلّك تطرحينه على نفسك الآن، فهو: كيف يمكنني المشاركة في هذه المبادرة وطرح فستان زفافي للبيع، وعلى هذا السؤال تجيب شانتال: على السيّدة زيارة موقعنا https://www.bridesdogood.com وأنا أقول لها: اسمحي لفستانك باستكمال قصّته إمّا من خلال بيعه أو التبرّع به، كما وأشجّعك أيضاً على شراء فستان، فبهذه الخطوة تسمحين لنا بجمع الأموال وتساهمين في إحداث فرق في حياة ملايين النساء، واطمئنّي فنحن نقدّم خدمة الشحن على الصعيد الدولي ولدينا فساتين رائعة ستجدين فيها ما تبحثين عنه بالتأكيد".

إقرئي المزيد: قصة نجاح امرأة عربية وصلت إلى قائمة فوربس العالمية

 

 
شارك