بودكاست: طرق تساعدك لكي تنجحي في مشروعك عبر وسائل التواصل

بعد تخرّجها من الجامعة، قرّرت سارة الرفاعي بالشراكة مع زوجها افتتاح شركة توصيل طعام صحيّ ليحصلا على مدخول إضافي. وبعد ذلك افتتحا متجراً إلكترونيّاً، إلّا أنّه لم يحقّق نجاحاً يُذكر بل على العكس تكبّدا بسببه خسائر ماليّة كبيرة، الأمر الذي أزعجها وشكّل تحدّياً لها لاكتشاف مصدر الخطأ والأساليب الصحيحة للانطلاق في هذا النوع من المشاريع وإيجاد طريقة لتعويض الخسارة. عرفت سارة أسرار النجاح وتمكّنت بعدها من النهوض بـ4 متاجر أخرى وتوسيع دائرة عملها ليشمل التسويق لمشاريع مختلفة عبر وسائل التواصل. وتحوّلت خلال 3 سنوات إلى رائدة أعمال تحقّق نجاحات متتالية ويتابعها أكثر من 170 ألفاً عبر إنستغرام وهي تخطط اليوم لإطلاق كتابها الأوّل، كما لديها الكثير من المشاريع الواعدة. التقيناها لتحدّثنا عن وسائل التميّز في بناء علامة تجارية عبر الاستفادة من وسائل التواصل وغيرها من المواضيع.

برزت في مجال جديد كليّاً وهو كيفية إيجاد محتوى جذّاب على وسائل التواصل فما هي الوسائل التي لجأت إليها لتطوير معارفك؟

في الحقيقة لجأت ببساطة إلى القراءة ومتابعة المستجدّات في هذا العالم. فخلال بحثي لإنجاح عملي الخاص أحببت التسويق عبر وسائل التواصل لأنّه مهم جدّاً للانطلاق في أيّ علامة تجارية، لا سيّما كيفية نشر بوست قويّ أو ستوري مؤثّرة أو كتابة تعليق مناسب تحت الصورة والتواصل مع المتابعين بصدق لمعرفة ما يعنيهم وما لا ينفعهم أو يهمهم. فأردت نشر ما توصّلت إليه في هذا المجال وهكذا بدأت أجذب الجمهور الذي يهتمّ بهذه المواضيع.

كيف جذبت آلاف المتابعين بوقت سريع؟

بعد أن افتتحت المتاجر الإلكترونيّة وعملت على نجاحها، وجدت أن شغفي الحقيقي هو التسويق عبر وسائل التواصل وجعلها حلقة وصل بين الزبون والعلامة التجارية. فأسّست شركة تسويق وقررت الابتعاد عن الطريقة الكلاسيكية في التعامل مع الزبائن، بل الاستفادة من السوشيل ميديا كأداة لتوصيل معلوماتي وخبرتي لمن يبحث عن الترويج لنفسه أو بناء مشروع فردي أو علامة تجارية خاصة. هكذا فتحت صفحتي عبر إنستغرام قبل 3 سنوات وقرّرت مشاركة كلّ ما أعرفه في مجال التسويق وإنشاء علامة شخصيّة بدأت تنتشر مع الوقت.

إلى أيّ مدى يساهم التسويق الصحيح عبر وسائل التواصل في نجاح مشروع واعد؟

بالتأكيد يساهم بشكل كبير ففي هذا العالم هناك تغيير شبه يومي. لذلك علينا أن نتأقلم بسرعة ونتابع المستجدّات، فالنجاح يحتاج إلى عمل متواصل وليس التركيز على تحقيق ربح مادي فحسب بل بناء مجتمع خاص بنا وتحديد الجمهور الذي نستهدفه وتقديم محتوى بشكل دوري إن لم نقل يومي لإبقاء قنوات التواصل مفتوحة عبر إنستغرام أو فيسبوك أو تيك توك أو سناب شات. كما يجب البحث عن إعلانات تجذب المتابع وصور مؤثرة وعناوين قوية ورسائل واضحة وذات معنى.

كيف يمكن بناء عمل خاص والتسويق له؟

أوّلاً يجب معرفة الهدف من العمل فهل يحلّ مشكلة لكي يأتي إليه الزبون بحثاً عن حلول؟ أم يقدّم منتجاً جديداً ويرغب بإيصاله إلى الجمهور الذي يستفد منه؟ بعد ذلك عليه وضع أهداف آنيّة وقريبة وليس بعيدة المدى، فيصيبه الهلع في حال لم يحقّقها بشكل سريع؟ تالياً عليه أن يحدّد سوقه: هل هو محليّ أم عالميّ؟ وبعدها يحدّد المجتمع الذي سيبنيه ويسعى إلى كسبه، والرسالة خلف العلامة التجارية التي يؤسّسها.. عليه أيضاً وضع توقّعات منطقيّة لكي لا يصاب بالصدمة ويتراجع في حال واجهته العراقيل كما عليه وضع خطة ثانيّة في حال فشلت خطّته الأولى.

ويكمن الخطأ الأكبر في التسرّع في تسويق المنتج والطلب من الزبون الشراء مباشرة بهدف تحصيل الربح سريعاً، ويحول ذلك من دون أن يبنوا لعلامتهم الثقة أو يكونوا على حقيقتهم وطبيعتهم ليتواصلوا بصدق وبوضوح مع متابعيهم وزبائنهم ويردون مثلاً على التعليقات أو التساؤلات ويجيدون كيفية التعامل مع الزبون ليصبح وفياً لهم. تماماً كما حين تدخلين إلى متجر ويتبعك الموظّف بهذه القطعة أو تلك لكي تشتريها فتنفرين منه وتخرجي من المتجر، بينما كان عليه أن يتركك لتكتشفي ما يقدّمه حتّى تقتنعي وتطلبي مساعدته. وعلى كلّ شخص يبدأ بمشروع جديد أن يبني عملاً للمستقبل ويصبر ويدرس خطواته ليصل إلى نجاح ثابت ومستمر.

أحياناً يكون المنتج الذي يعرض عبر السوشيل ميديا دون المستوى، فكيف يمكننا أن نرصد الجيّد من السيء ؟

لا بدّ من متابعة التعليقات ورؤية ما اختبره الزبائن الذين سبقوك واكتشاف مدى معرفة صاحب الصفحة بالمجال الذي يسوّق له. فنحن نرى مثلاً أنّ المؤثّرات يفتتحن أعمالاً خاصّة بهنّ، فيبدأن ببيع مستحضرات عناية بالبشرة ويشاركن قصصهنّ أو سبب المباشرة في العمل هذا ممّا يقويّ ثقتنا بهنّ لأنّنا نعرفهنّ مسبقاً ونعرف تفضيلاتهنّ وذوقهنّ ونرصد فعاليّة المستحضر مباشرة عليهنّ.

حدّثينا عن أجدد برامجك وهو «اصنع محتواك»؟

يهدف البرنامج إلى تعليم كيفيّة صناعة محتوى والترويج للعمل من خلال السوشيل ميديا والتوسّع في علامتنا التجاريّة. ويضمّ عدداً من الفيديوهات وهو موجود ي البايو على صفحتي عبر إنستغرام
sarah.refai ويمكن شراؤه والاستفادة منه. أمّا عن أعمالي المقبلة، فأنا متواجدة حاليّاً في دبي للعمل على مشروع مميّز كما أحضّر برامجاً جديداً وسأطلق كتابي الأوّل.

 

 
شارك