Vince Vaughn: لا تستهويني مواقع التواصل الاجتماعي

 هو نجم الكوميديا الأميركيّة، إذ برع في تقديم أدوار كثيرة أضحكت ملايين الناس، وعلى ما يبدو فإنّ شركة Google أحكمت سيطرتها أخيراً على العالم إلى درجة دخولها مجال السينما، وذلك من خلال الفيلم الكوميدي The Internship الذي يشارك فيه النجم Vince Vaughn إلى جانب صديقه المقرّب Owen Wilson.

 ولد Vince في 28 مارس 1970 في Minneapolis في الولايات المتحدة الأميركيّة، ونشأ في Lake Forest في  Illinois، وهو يحمل جذوراً لبنانيّة، فوالده اللبناني سافر في شبابه إلى الولايات المتحدة ليعمل في مجال المبيعات، وهناك تعرّف إلى والدته التي تعمل كوكيلة عقارات وفي سوق الأوراق الماليّة. Vince لم يزر لبنان يوماً، لكنّه تعرّف على الكثير من أقربائه، كما أنّه كان يعرف جدّته معرفة وثيقة وكانت تحضّر له دائماً طبق التبّولة وغيره من المأكولات اللبنانيّة.

 هل أنت مهووس بالتكنولوجيا؟

بدأت باستعمال الخلوي منذ فترة قصيرة بعدما أهدتني زوجتي هاتفاً بمناسبة يوم الأب، لكنّني الآن أستمتع باستخدامه وبالبقاء على اتّصال مع الجميع. ففي السابق، لم أكن أحبّ التحدّث إلى الوكلاء مثلاً لأنّني كنت أشعر بأنّ ذلك سيجبرني على البقاء على اتّصال معهم، لذلك كانت تعجبني فكرة أن أملك خيار عدم التواصل معهم. فبهذه الطريقة، وفي حال لم أتلقّ اتّصالهم أو لم أعرف أنّهم حاولوا الاتّصال بي، لم أكن أشعر بالذنب أو بأنّني مجبر على القيام بأمور لا أرغب في القيام بها، لكنّني الآن أستمتع بالبقاء على اتّصال
مع الآخرين.

 إذاً لم تكن تملك هاتفاً خلوياً.

إطلاقاً، لكنّني كنت أزعج أصدقائي أحياناً فأستعير هواتفهم عندما اضطرّ إلى إجراء اتّصال، فيمازحونني قائلين: «Mr. Cool لا يملك هاتفاً لكنّه يستخدم هاتفي باستمرار». لكن في المقابل، أحبّ أن أستقي المعلومات من الإنترنت وأن أطّلع على آراء لا أقرأها عادة.

 هل تجيد استخدام الكمبيوتر؟

نعم، كذلك أحبّ عندما أبدأ بالبحث عن معلومات محدّدة وينتهي بي الأمر في الوصول إلى مواضيع أخرى، ذلك أنّني أعشق المطالعة. إلّا أنّ Twitter وFacebook وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي لا تستهويني أبداً، بل أجد أنّ التكنولوجيا بشكل خاصّ مشوّقة للغاية.

 ما آخر موضوع أجريت بحثاً عنه عبر Google؟

قرأت مقابلات عدة أجريت مع Liam Gallagher وشقيقه Noel من فريق Oasis الغنائي. وقد ضحكت كثيراً عندما قرأت عن هذا الموضوع لأنّني أعتبر أنّ Liam يملك حسّاً فكاهياً في ما يتعلّق بالمشكلة بينه وبين شقيقه، ويجعلني أضحك أحياناً. فقد وجدت أنّ الأمور التي يقولها من وجهة نظره الخاصّة مضحكة بعض الشيء.

 ما أعجبني في فيلم The Internshipوأخافني في الوقت نفسه هو أنّ ذلك الرجل يعتبر قديم الطراز مقارنة بهؤلاء الشبّان الواثقين من أنفسهم. هل هذا هو شعورك تجاه الجيل الشاب من الكوميديين؟

إطلاقاً، شعرت بأنّ الهدف من الفيلم أعمق إذ إنّني ومع الأسف، كنت أعرف أشخاصاً كثيرين خسروا عملهم بسبب الحالة الاقتصاديّة المتدهورة، وقد أثّر ذلك على عائلاتهم. فإلى أين يذهبون، وأين يتأقلمون؟ كانت هذه المرحلة صعبة للغاية ولم تكن هناك أشغال، ومن كانت لديهم وظائف خسروها. لذلك وجدت الفيلم مشوّقاً، وفي الوقت نفسه Google مؤسّسة مثيرة للاهتمام من حيث طريقة العمل والجوّ العام المرح، حيث يأخذ الموظّفون قيلولة أو يلعبون كرة الطاولة، فحتّى تناول الغداء يختلف عن أماكن العمل الأخرى. شعرت بأنّ هذا المكان مناسب لكسب المال من جهة، ولعمل أشياء مشوّقة من جهة ثانية. فهذا الفيلم أوجد فرص عمل لأشخاص خسروا وظائفهم وكانوا محبطين، وقد فتحت شركة Google لهم مجالات عمل عدة. من هذا المنطلق، The Internship لا يقتصر على Wilson Owen أو عليّ، بل هو فيلم عن الحاضر، عن انعدام القيم وارتفاع نسبة البطالة. فماذا يفعل الفرد عندما يكتشف أنّه لا يملك المهارات اللازمة لتأدية الأعمال التي يكثر الطلب عليها؟ هذا الأمر يجعلك تتساءل عن مصير شباب اليوم ومخاوفهم والتحدّيات التي تواجههم.

 هو فيلم كوميدي، لكن ما هي رسالته؟

 يجمع الفيلم بين الشخصيّة التي أجسّدها وبين شخصيّتي الممثّلين Owen وRose، وهم من الفئة العمريّة نفسها ويعطون الأولويّة لمسيرتهم المهنيّة على حساب حياتهم الخاصة. مثلاً، إذا قال شاب إنّه يرغب في البحث عن شريكة حياته وإنجاب الأولاد وتكوين أسرة، نظر البعض إليه وكأنّه يرتكب خطأ فادحاً، لأنّ فكرة التقدّم في المهنة وتحسين الظروف المعيشيّة أصبحت مترسّخة في أذهاننا والهدف الذي نريد أن نحقّقه. أعتقد أنّ الشخصيّة التي أؤديها تعكس الوضع القائم، فالبطل يمضي غالبيّة وقته في الاهتمام بمسيرته المهنيّة، واعتاد فكرة أن يبقى وحيداً، لكنّه في الوقت نفسه يدرك أنّه بحاجة إلى الحبّ والعائلة.

من هنا، أرى أنّ هذا الفيلم يعالج موضوعَي العمل والعلاقات، وذلك يظهر بوضوح عندما تقول شخصيّة Owen في الفيلم: «لم أركّز يوماً على الحبّ، لطالما شعرت بأنّني لا أزال شاباً، وعملت على إنجاح حياتي المهنيّة. كنت أسمع دائماً أنّه بعد أن أنجح في مسيرتي المهنيّة، يحين وقت البحث عن الشريكة». لكنّ الواقع  غير ذلك، إذ ما من وقت مناسب للالتقاء بالشريكة، فعندما يكون الحبّ حقيقياً، يجب أن يساند أحدهما الآخر. فالحبّ أعمق من أن تبني حياة رائعة ثم تدعو الشريكة لأن تنضمّ إليك.

برأيي هذا ما آمن به معظمنا، فانكببنا على مسيرتنا المهنيّة ورفضنا الحبّ والعلاقات لأنّنا سخّرنا وقتنا للعمل. وهذه هي حال أبطال الفيلم الذين انتهى بهم الأمر بأن خسروا وظائفهم، فخلت حياتهم من العمل والحبّ. ما يعطي هذا الفيلم قيمة كبيرة هو أنّه مبني على الواقع والحاضر ويروي قصّة كثيرين، كما أنّه ممتع ويطرح هذا الموضوع بنظرة تفاؤل.

 كيف كنت لتتصرّف لو أنّك عملت لدى Google عندما كنت في الـ21 عاماً؟ هل لكنت من النوع الجدّي أم المرح مثل شخصيّتك في الفيلم؟

في هذا العمر، لم أكن ملمّاً بمجال التكنولوجيا لأنّه لم يتم توجيهي إلى هذا العالم، لكنّ الشخصيات في الفيلم استثنائيّة ومختلفة، لذلك استمتعت بإضفاء طابع واقعي. ما يميّز هذه الشخصيات هو أنّها تبقى متفائلة على الرغم من التحدّيات التي تواجهها. كذلك، أحببت فكرة إشراك الأولاد، لأنّني أؤمن بأنّ الحياة لا تقتصر على العمل، بل يجب أن تتخلّلها أوقات من المرح.

 هل كنت يوماً لئيماً أثناء موعد عاطفي؟

ليس عن قصد. فقد تعلّمت من شقيقتي التواصل حتّى على مستوى الصداقة. عندما كنت أصغر سنّاً، لم أخرج في مواعيد عاطفيّة عديدة، بل كنت أخرج مع الشابّة إلى مكان عام حيث كنّا نتحدّث من دون كلفة ونكتشف ما إذا كنّا نتّفق. لكن حتّى في هذا السياق لم أضع يوماً خطّة لإيجاد شريكة حياتي وإنشاء عائلة. كما أنّني لم أكن شابّاً تقليدياً من هذه الناحية، فقد عشت مرحلة المراهقة لفترة طويلة حيث ظللت أشعر بأنّني أبلغ 19 عاماً. كنت أعرف أنّني سأصبح أباً في يوم من الأيّام، لكنّني فجأة قرّرت أنّني أريد أن أكوّن عائلة، فانتقلت إلى مرحلة النضج والوعي متأخّراً عن غيري
من الرجال.

 عندما بدأت كتابة فيلم The Internship، هل فكّرت منذ البداية بالممثّل Owen Wilson ليشاركك بطولة الفيلم؟

نعم، فكّرت به في الحال.

 لك جذور في منطقة الشرق الأوسط، هل يعتريك الفضول لمعرفة المزيد عن هذه الجذور؟

والدي لبناني، لكنّني لم أزر لبنان، بل سافرت إلى إيران وأفغانستان ليس لأنّني أوافق على الحروب التي تجري في هذه البلدين، بل لأعرض أفلامي على الأطفال الذين يعيشون هناك.

لقد تعرّفت على الكثير من أقربائي، كما كنت أعرف جدّتي معرفة وثيقة وكانت تحضّر لنا دائماً طبق التبّولة وغيره من المأكولات اللبنانيّة. لهذا السبب أطلق عليّ Owen في فيلم Wedding Crashers اسم «بابا غنّوج».

 هل فكّرت يوماً بإصدار نسخة جديدة من فيلم Swingers؟

تمّ تحضير سيناريو لنسخة جديدة منذ سنوات، لكنّنا قرّرنا عدم تصويره في ذلك الوقت. إلّا أنّ فكرة عمل فيلم Swingers جديد تبدو مشوّقة.

 

 
شارك