Sumaya Rida: المرأة قادرة على تحويل التحدّيات إلى مزايا... إنّها الحياة!

هي من أولى الممثّلات السعوديّات اللواتي ظهرن على الشاشة الكبيرة في المملكة العربيّة السعوديّة، وذلك بعد مشاركتها في فيلم الرعب "جنون" عام 2019، وفي بطولة الفيلم السعوديّ "تمزُّق" الذي فاز مؤخّراً بجائزة أفضل فيلم سعوديّ في مهرجان البحر الأحمر السينمائيّ الدوليّ. ما الذي ألهم نجمة مسلسل "رشاش" لتصبح ممثّلة؟ وماذا تتمنّى أن تشاهد في السينما السعوديّة؟ وفي الختام كيف يكون المرء متقدّماً على الجميع بخطوة؟ هذه الأسئلة كلّها وغيرها تجيب عنها نجمة غلافنا لعدد مارس.

حوار: Nicolas Azar، تصوير: Nicoleta Buru لدى MMG Artists، إدارة فنّيّة وتنسيق: Farah Kreidieh، شعر ومكياج: Leva Signature Elements، إنتاج: Kristine Dolor، موقع التصوير: The Chedi Al Bait Sharjah

جميع المجوهرات من مجموعة B.zero1 من Bvlgari

نحتفل خلال مارس بما يزيد عن 100 سنة من إنجازات المرأة الاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة والسياسيّة. ماذا يعني لك أن تكوني امرأة؟

المرأة تعني الحياة، تخيّل عالماً من دوننا! غير ممكن! نحن كائنات مقدّسة، ننشر الحبّ والرحمة والعناية والعاطفة في كلّ ما نلمسه.

تتعامل المرأة مع التمييز في مجالات كثيرة، من التعليم إلى أبسط الحقوق. ومن المرجّح أن تكون النساء ضحايا جرائم العنف أكثر من الرجال. ماذا لو كانت المرأة أقوى جسديّاً من الرجل؟

أعتقد أنّ العالم سيكون مكاناً مختلفاً تماماً، لأنّ هذا من شأنه أن يغيّر التوازن العالميّ بعدّة طرق مختلفة. وأرى كثيرات من البطلات والرياضيّات الأقوياء في أنحاء العالم كلّه، وأرى أيضاً نساء قويّات عقليّاً وحكيمات ومميّزات في كلّ مكان. في النهاية، أعتقد أنّ القوّة العقليّة والشخصيّة تتفوّق على القوّة البدنيّة.

ما الذي تعتبرينه أكبر إنجاز حقّقته حتّى الآن؟

كسر حلقة الارتباك والخوف.

انتقلت من مجال الأعمال والإدارة إلى التمثيل. منذ ذلك الحين، أصبحت نجمة صاعدة من الممثّلين السعوديّين المعاصرين، واشتهرت بأدوارك التلفزيونيّة المتميّزة مثل مشاركتك في مسلسل "رشاش" وظهورك على الشاشة الكبيرة في فيلم "جنون" وهو من بين الأفلام الأولى التي عُرضت لأوّل مرّة في المملكة. كيف تتعاملين مع هذه المسؤوليّة الضخمة؟

أخطّط وأختار بعناية أدواري ومشاريعي. وأندمج كثيراً وأشارك في كلّ شيء، وأفعل ذلك بحبّ لأنّ هذا عشقي. كذلك أنا شديدة التفكير وحذرة عندما يتعلّق الأمر بحياتي المهنيّة والأدوار التي أشارك فيها.

ما الذي ألهمك لتصبحي ممثّلة؟

أحببت القصص وكيف يجري سردها وإحياؤها في الأفلام. وشعرت بهذا الحبّ تجاه الأفلام منذ كنت طفلة.

يدفعنا التمثيل إلى التعمّق أكثر في المشاعر التي نعرفها فنبدأ بدراسة وفهم المواقف والتفاعلات

عندما كنتِ في الثانية عشرة من عمرك، اعتدتِ على إنتاج أفلام قصيرة مع أشقّائك الصغار وشقيقاتك الصغيرات باستخدام كاميرا "سوني" الخاصّة بوالدك. ما قصص هذه الأفلام؟

قصص عن السحرة! أعتقد أنّنا أحياناً ومن دون وعي نربط بين القوّة والسحر. ولطالما اعتقدت أنّنا نصل إلى القوّة عندما نتغلّب على الخوف والارتباك، وهذا سحر. لكن في بعض الأحيان نفتقر إلى القوّة في الحياة، لذلك أردت أن أمثّل القوّة في شكل من السحر والتعاويذ.

كونك شابّة وأنثى في أيّ بيئة تعملين تقريباً قد يكون ثمّة جانب مظلم. أخبريني عن موقف صعب أو تحدٍّ واجهته في مكان العمل؟

تواجه كلّ امرأة تحدّيات في حياتها، وفي مقدورنا تغيير هذه التحدّيات إلى مزايا. ولطالما كانت روح "الممثّلة" بداخلي، وكان التوقيت والخوف هما التحدّيين الأكبر لي، إذ نشعر أحياناً بالارتباك والقلق بشأن ما نريد والحلم الذي يجب تحقيقه وما إذا كنّا سنستمرّ أو نستسلم. وفي بعض مراحل حياتي، كانت لديّ أولويّات أخرى كانت ضروريّة. ومثل أيّ شخص، كان لديّ دائماً الكثير من الأسباب لعدم مواصلة طريقي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الدراسة والعمل. وبدأت العمل في إدارة الأعمال مباشرةً بعدما أنهيت تخصّصي العلميّ ونلت شهادتي الأولى والثانية. وعملت خارج مجال التمثيل لفترة من الوقت، حتّى دخلت هذا المجال أخيراً وبنجاح عام 2017. وشكّل هذا الانتقال المرحلة الأكثر تحدّياً بالنسبة إليّ لأنّني اضطررت إلى التصرّف والتغيير والتكيّف بسرعة كبيرة، إذ إنّ الصناعة لديها آليّة تتحرّك بسرعة كبيرة. والتكيّف أوّلاً ومن ثمّ المرونة التي تمثّل التحدّي الآخر. مع ذلك، تعلّمت التخطيط "خطوة بخطوة" وهي بالمناسبة طريقة سهلة للغاية. بدءاً بشخصيّة "سارة" في مسلسل "بشار"، وصولاً إلى شخصيّة "عايدة" في "رشاش"، حتّى حصلت على دور البطولة في فيلم كسر الصورة النمطيّة للمرأة السعوديّة Rupture أو "تمزّق"، من إخراج حمزة جمجوم. وفي هذا الفيلم، حدث أكبر تحوّل لي، لأنّني كنت أعي أنّ ما سهّل طريقي طوال هذه السنوات، كان الصبر والالتزام ومعرفة أنّ الأزهار تحتاج إلى وقت لتتفتّح.

ذكرت أنّ التمثيل يغذّي الروح والذات. كيف ذلك؟

يستكشف الممثّلون دائماً مشاعر ومواقف لم يمرّوا بها من قبل، وهذا جزء من نموّنا. أضف إلى ذلك، أنّ التمثيل يدفعنا إلى التعمّق أكثر في المشاعر التي نعرفها. فنبدأ بدراسة وفهم المواقف والتفاعلات. ونتعلّم كيف نعيش مشاعر مختلفة، علماً بأنّ لكلّ فنّان أساليب وتقنيّات وأدوات خاصّة به. لذلك قد نفهم المشاعر، ربّما من خلال إجراء دراسات داخليّة حول كيفيّة نقل المشاعر، أو ربّما باستخدام الكثير من الأساليب المختلفة، لكن في النهاية نتعلّم ما يعنيه أن نكون "إنساناً" بكلّ جوانبه. فالتمثيل يفتح لنا باباً للتعبير عن أنفسنا كبشر. وهذا وحده يشفي.

بالنظر إلى حياتك المهنيّة، لا يسعني إلّا القول إنّك تعرفين القيمة التي تجلبينها لأيّ عمل تشاركين فيه، وأشعر بأنّك لن تقبلي أقلّ ممّا تستحقّينه.

أنا لست من الذين يقبلون كلّ الأدوار فقط من أجل التمثيل. أدرس شخصيّاتي وأحاول أن أفهم ما ستضيفه لي كفنّانة سعوديّة، لديها رؤيتها وأهدافها في هذا المجتمع الفنّيّ. وأنا مهتمّة بالأدوار كلّها التي تعزّز وجود المرأة السعوديّة. وأحياناً يكون هناك بعض الأدوار الثانويّة لكنّها مهمّة وتحمل رسالة واضحة، مثلما أشعر بأنّني أحمل بداخلي رسالة فنّيّة، فأحاول مواكبة تطلّعات السوق الفنّيّة والموضوعات التي تثير اهتمام المشاهد من دون تحديد هويّته أو جنسيّته.

أنا لست من الذين يقبلون كلّ الأدوار بل أدرس شخصيّاتي وأحاول أن أفهم ما ستضيفه لي كفنّانة سعوديّة

حصل فيلمك الأخير Rupture على الجائزة الأولى عن فئة أفضل فيلم سعوديّ في مهرجان البحر الأحمر السينمائيّ الدوليّ. ما الذي يجعل هذا الفيلم تحفة؟ هناك الكثير من التقييمات الإيجابيّة حوله!

كان هذا الفيلم أكبر تحوّل بالنسبة إليّ، وذلك من خلال الدور الذي قمت به، وبسرده المثير، فهو يحمل في أعماقه المزيد من التحدّي لروح الممثّل. وأعتقد أنّ هذا الفيلم صقل شخصيّتي بشكل أكبر، وأعطاني دافعاً كبيراً لقبول المزيد من التحدّيات في المرحلة المقبلة.

ماذا تريدين أن تشاهدي في الأفلام السعوديّة؟

أودّ بالتأكيد أن أرى المزيد من النساء في هذا المجال. فكلمة "مستحيل" غير موجودة في المملكة العربيّة السعوديّة بعد الآن!

تظهرين في جلسة التصوير الخاصّة بالمجلة، بمجموعة B Zero1 الجديدة من Bvlgari. وتدور هذه المجموعة حول الاحتفال بالبدايات الجديدة، والغوص بضراوة في المستقبل والتقدّم إلى الأمام. كيف يكون المرء متقدّماً على الجميع بخطوة؟

أعتقد حقّاً أنّنا نحصل على ما يُقصد أن يكون لنا. وما دمنا نأخذ زمام المبادرة، ستظهر إمكانيّات جديدة. وأنا شرسة في ما يتعلّق بنفسي وأحلامي، والطريقة الوحيدة بالنسبة إليّ للتطوّر والاستمرار في النمو هي المواظبة على تحدّي نفسي، ووضع معيار أعلى بعد كلّ نجاح.

وما نشعر به تجاه أنفسنا والآخرين ينعكس دائماً على واقعنا. وأعلم أنّني سأرتفع بمجرّد أن يتمنّى قلبي الخير لي وللآخرين. مع ذلك، فالدراسة واستثمار الوقت والطاقة سيعودان عليّ بالنجاح بالتأكيد. وعلى سبيل المثال، أنا دائماً متحمّسة بشأن تأدية مشاهد الحركات والتشويق. ولا أتذكّر رؤية كثيرات من الممثّلات السعوديّات يقمن بحركاتهنّ بأنفسهنّ في مشاهد الأكشن. وقمت بـ90 في المئة من مجازفاتي في Rupture، وأعتقد ألّا شيء مستحيل على أيّ شخص! أمّا صيغة النجاح فهي أن تكون سعيداً بما تفعله، لأنّ العمل الذي يجري بشغف وحبّ ورعاية سيجعلك دائماً متقدّماً على الجميع بخطوة.

تتألّقين دائماً في صورك. كيف تفعلين ذلك؟

أحبّ شرب الماء الدافئ مع عصير الليمون في الصباح. إنّه يفعل المعجزات، لكنّني أؤمن بأنّ الجمال يأتي من الداخل أيضاً.

كيف تصفين أسلوبك في الموضة؟

لا أتّبع صيحات معيّنة إلّا إذا شعرت بأنّ هذا الاتّجاه يتماشى مع شخصيّتي ورؤيتي. لكن كما تعشق معظم النساء، أحبّ أن أنغمس في القطع الفاخرة.