Annabella Hilal: علمتني الحياة ألا غيوم تستمر إلى الأبد ولا بد من أن تشرق الشمس

بينما تمضي بنا الساعات والأيام والسنوات، يتمنى بعضنا العودة بالزمن إلى الوراء، لتغيير بعض الواقع أو للمضي قدماً! لكن نجمة غلاف عددنا الجديد، الإعلامية اللبنانية أنابيلا هلال، يبدو أنّها لا تخشى الوقت، بل هي متصالحة معه وتستغله جيداً لخدمة مسيرتها المهنية ولتعزيز دورها كامرأة عاملة وأم مسؤولة وزوجة متفانية، وذلك من خلال نيلها أخيراً درجة دكتوراه في مجال القانون، وهذا إنجاز جديد تكتبه أنابيلا في كتاب حياتها الذي ينبض بأحلام تأخذها إلى أبعد الأماكن. هي تقول إن من الأفضل أن نحلم بالأجمل دائماً، ولا بدّ من أن يتحقق الحلم يوماً، علماً بأن تحقيق الأهداف يحفزنا على المضي قدماً من دون أي خوف

مديرة التحرير: Sima Malouf، تصوير: Greg Adamski لدى MMG Artists، تنسيق: Jade Chilton، شعر ومكياج: Ivana، إنتاج: Kristine Dolor، الأزياء كلّها من Bloomingdale’s دبي

نودع عاماً ونستقبل عاماً آخر. باعتبارك شخصاً حقق كثيراً من النجاح في سن مبكرة، كيف تفكرين في رسم بقية حياتك المهنية؟

لا شك في أن مسيرتي المهنية ستستمر في النمو والتطور، ربما قد تختلف الطرق عن سابق عهدها، لاسيما مع ازدهار وسائل التواصل الاجتماعي والتغيير الذي فرضته على كثير من المجالات، إذ أصبح الحضور على هذه المنصات أمراً أساسياً لمواكبة الفورة التي يشهدها القطاع الإعلامي والفني على السواء.

ماذا علمتك الحياة؟

علمتني الحياة ألا غيوم تستمر إلى الأبد، ولا بد من أن تشرق الشمس. وأنا واثقة من أنّ بعد كل ضيق فرج، وبعد الحزن فرح، كما أنّ الإصرار أولى خطوات النجاح.

"عيد ميلاد سعيد لزوجي. أنت حقاً أفضل من أن تكون حقيقياً، ولن تكون حياتي كما هي بدونك". هذا ما نشرته على صفحتك على "إنستغرام" بمناسبة عيد ميلاد زوجك، الطبيب نادر صعب. لقد وقفت دائماً إلى جانبه، في الحلوة والمرّة. كيف حافظت على قوة العلاقة لضمان استمراريتها؟

من خلال الثقة المتبادلة والوضوح بين الطرفين، والحب، والعاطفة، والإعجاب.

أنت أم عاملة. كيف توجهين أولادك الأربعة نحو بناء علاقات إيجابية في ما بينهم؟

الأم العاملة هي الأكثر قدرة على التنظيم، فهي تضع المواعيد لكل نشاط لأطفالها سواء كان كبيراً أم صغيراً خلال اليوم، وتسابق الوقت لإنجاز مهامها الكثيرة، وذلك من أجل أن تصبح حياتها وحياة أبنائها أكثر إيجابية. أنا أحاول أن أجعل علاقتي بأطفالي متينة بشكل دائم ومستمر، في خطوة نحو الاستمتاع بالأمومة والمهنة، وذلك من خلال الارتباط بمشاريع عمل وهم في المدرسة، ومن خلال تعزيز الإيجابية في ما بينهم. لكن قد يكون من الصعب فعل ذلك أحياناً، لاسيما أنهم في أعمار مشابهة، وكل واحد منهم يكوّن شخصيته المستقلة عن الآخر، فلا بد من أن تختلف وجهات النظر. لكن ثمة قاعدة ثابتة: "يجب حل أي خلافات قبل الخلود إلى النوم"، وهذه ناحية صحية لتقوية العلاقات العاطفية بينهم، فالأخ هو السند والأمان في الحياة.

لا تنشرين صوراً لهم. هل تشعرين بأن الأهل ينتهكون خصوصية الأطفال عندما ينشرون صوراً لهم على الإنترنت؟

أفضل أن أترك الخيار لأولادي حين يكبرون ويصبحون قادرين على نشر صورهم الخاصة. لا شك في أننا نعيش اليوم عصر مواقع التواصل، لكن الحال قد يختلف في مستقبل أولادي. كل شيء يتبدل بسرعة! كما أنني أعتبر صفحتي الخاصة على "إنستغرام" هي أكثر ارتباطاً بمهنتي والمتابعين الذين أكنّ لهم كل حب وتقدير.

عند التفكير في الماضي ندرك جيداً أننا لن نستطيع الرجوع بالزمن إلى الوراء وتغييره، لكن لو مُنحنا عمراً آخر بصفحةٍ جديدة، ما هي الأمور التي قد تمحينها أو تبدلينها؟

لا أريد أن أغير شيئاً. كل شيء حصل في وقته المناسب، وأنا فعلاً ممتنة. ما لا يدركه البعض عني أنني طوال السنوات الأخيرة التي كنت أمارس فيها مهنتي، كنت أمضي الجزء الآخر من يومي في الدرس لنيل درجة الدكتوراه في القانون، لكنني فعلتها وأنا فخورة جداً بهذا الإنجاز.

كيف تمكنت فعلياً من تحقيق ذلك؟

لم تكن مهمة سهلة بتاتاً. أمضيت السنوات الأربعة الأخيرة من حياتي أواظب فيها على الدرس المتواصل حتى ساعات متأخرة من الليل. لقد أرهقتني هذه السنوات كثيراً، لكن عزيمتي دفعتني إلى الصمود والاستمرار والوصول إلى الهدف. كما أنني لطالما تمنيت أن أملك خيارات عدة أواجه بها العالم، وهذه الدكتوراه ستفتح لي أبواباً جديدة وأهدافاً أخرى، فالوصول إلى المركز الأول يتطلب جهداً ودراسة.

وإلى ماذا تطمحين من خلالها؟

أطمح إلى تقديم برنامج اجتماعي على غرار البرامج الأجنبية التي ساهمت في التغيير الإيجابي للمجتمعات الأجنبية، مثل برنامج أوبرا وينفري.

يمكن أن يكون الوقت جشعاً، فيسرق كل التفاصيل ويحتفظ بها لنفسه. ما هي التفاصيل التي تتمنين لو تعود إلى ذاكرتك؟

أتمنى تمضية وقت أكثر مع أهلي، فبسبب الأحداث الأخيرة في لبنان، أصبح كل فرد من عائلتي في مكان مختلف.

هل هناك حكايات تأبى أن ترحل؟

متصالحة مع الواقع، لكن ثمة حكايات مرتبطة بالوطن أتمنى لو أنها لم تحصل، مثل الانفجارات التي هزت لبنان طوال سنوات... هذه ليست مجرد حكايات، هذه آلام حفرت في قلوب شعب عانى الظلم والأمرّين.

بعيداً عن التفاصيل كلها، هناك الأحلام وجميعنا نحلم. أين تأخذك أحلامك؟

تأخذني إلى أبعد الأماكن. من الرائع أن نحلم بالأجمل دائماً، ولا بدّ من أن يتحقق الحلم يوماً.

مسيرة إعلامية مشرّفة. هل كان البقاء صعباً بين الأوائل في مجال تقديم البرامج؟

نعم كان صعباً لكن الهدف كان واضحاً بالنسبة إلي، وكنت أصبو إلى تحقيقه ومن ثم كان هناك دائماً هدف آخر لتحقيقه. لا شك في أن مجال الإعلام يمرّ بتحديات كبيرة، ومع كل التغييرات التي طرأت عليه، أصبح من الصعب المنافسة وحجز مكانة لك بين الأوائل إن لم تثابر على تطوير مهاراتك وتقديم محتوى جيد يحافظ على بقائك في الطليعة. وأشكرك على اعتباري بين الأوائل.

ما هي أجمل ذكرى لك في مسيرتك؟

أجمل ذكرى لي هي حين شاركت في مسابقة ملكة جمال الكون، وكنت في المرتبة السابعة من بين العشر الأوائل الذين جرى اختيارهن في المسابقة. إنه فعلاً شعور لا يوصف.

كنت دائماً مضيفة جيدة. كيف يمكنك أن تجعلي ضيوفك يشعرون بتوتر أقل أثناء إدارة الحوار أو من خلال تقديم الحفلات؟

الكثير من ضيوفي هم أصدقاء فعليين، وحين نجتمع معاً على طاولة الحوار، نشعر بعفويتنا المعهودة، وبالتالي تنتقل هذه الطاقة بيننا إلى المشاهد التي يتلقاها بإيجابية وفرح.

من يتابع صورك يشعر بأن هناك امرأة مستعدة لمواجهة الحياة بقوة. لماذا الآن؟

عندما تعطيك الحياة سبباً لمواجهتها بقوة، أعطها ألف سبب للاستمرار، فلا شيء أقوى من إرادة الإنسان في البقاء، كما أن تحقيق الأهداف يحفزنا على المضي قدماً من دون خوف.

تمكين المرأة يجعل مجتمعها أكثر قوة وازدهاراً. بعد نيلك الدكتوراه، هل هناك خطة ما لتعزيز دور المرأة وحمايتها من بعض القوانين الظالمة بحقها؟

انضممت أخيراً إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) التي تكرس عملها لإنقاذ الأرواح وحماية الحقوق وبناء مستقبل أفضل للاجئين واللاجئات.

هل هناك عودة إلى الشاشة قريباً؟

نعم، هناك عودة قريباً من خلال تقديم The Masked Singer.