ميلا الزهراني... نجمة جيل يرسم طريقه بشكل مستقل وواضح
هناك نجمات لديهنّ بريق مختلف، في حضورهنّ جاذبية كبيرة، وفي أدوارهنّ على الشاشة قدرة على الإقناع واستحضار مختلف أنواع المشاعر من المشاهد الذي يبحث اليوم عن الصدق والإحساس الحقيقي لدى الممثلة التي يعجَب بأعمالها ويكرّسها بطلة لا تشبه غيرها بالنسبة له.
ميلا الزهراني، هي النجمة التي تضيء غلاف مجلة هَيا في مارس، وهو شهر البدايات وتجدد الحياة مع قدوم الربيع وتفتّح الورود في حدائق أيامنا.
ميلا بسحرها وشبابها وموهبتها وذكائها تنقلنا إلى عالمها وتشاركنا أعمالها وآمالها وتطلّعاتها، لتشع في وهجها اليوم أفكار بنات كثر يعتبرنها رمزاً للأنوثة والجمال والأناقة والموهبة، فاكتشفي ما يخبؤه لكِ هذا اللقاء معها.
رئيسة التحرير: Sima Maalouf، تصوير: Michel Takla، تنسيق: Slimi لدى MMG Artists، شعر ومكياج: Mauro Hernan لدى MMG Artists، إنتاج: Kristine Dolor، موقع التصوير: Nikki Beach Dubai
الإطلالات كلّها من Fendi
صرّحتِ سابقاً أنّ الحظ لم يلعب دوراً في نجاحكِ، بل هي اختياراتكِ التي قادتكِ نحو التجارب التي خضتها والتي جعلت منكِ اليوم ممثلة ناجحة. هل أنتِ راضية عن كل اختياراتكِ حتى اللحظة؟
اختيار عمل أو الموافقة عليه من أصعب القرارات التي يتخذها أي ممثل في العالم. فيُبنى هذا القرار على رغبة شخصية في تأدية دور جديد ويتطلب عملاً جماعياً لإيصال رسالة العمل التي تناقِش أمراً مهماً وله تأثير لدى الجمهور، ولكنني في البداية أنطلق من توفيق الله الذي يرافق قراراتي، ويمكنني أن أقول أنني حتى اليوم لم أندم على أي اختيار، فالعمل الذي لم أرضى عنه بشكل كامل علّمني الكثير من الدروس التي استفدت منها في قراراتي اللاحقة.
كيف تأخذين القرارات الكبيرة في حياتكِ؟ من تستشيرين ضمن الدائرة الصغيرة المحيطة بكِ؟
دائرتي الصغيرة هي عائلتي وأستشير أفرادها في قراراتي المهمة جداً وخاصةً المتعلّقة بأعمالي التمثيلية والفنية، فهم يقدّمون نموذجاً مصغراً للجمهور الواسع لأنّهم ينتمون إلى جميع الفئات العمرية التي ستشاهد العمل حين يعرض، وبالتالي أثق بهم وبرأيهم وأستمع إلى تعليقاتهم قبل الانطلاق في مشاريعي الجديدة.
تعكس إطلالاتكِ قوة في الشخصية وحضور طاغٍ، كيف بنيتِ هذه القوة؟ وكيف تتغلبين على لحظات الضعف؟
الرضا عن النفس الداخلي يولّد الثقة لدى أي إنسان، كما أنّ إيماني التام بأنّ كل شخص لديه شخصية مختلفة عن غيره تميزه فلا يشبه أحداً مهما زادت محاولات تقليده، هو ما يجعلني ثابتة وواثقة في طريقي، وأرغب دائماً بالتطور ولا يعنيني التفكير بالمعوقات أو بوجود حسّاد أو محاربين. كما أنني أؤمن بقدرتي على تخطي الضعف والقلق والشكوك التي يمكن أن تعترض طريقي.
ما رأيكِ بالبطولات النسائية التي نرى ازديادها داخل المملكة؟ ما هو السبب برأيكِ في ازدياد إقبال الجمهور عليها؟
البطولات النسائية في الأعمال السعودية تعكس توازن المجتمع وتحاكي رغبة عَرّاب الرؤية الجديدة للمملكة سيدي الأمير محمد بن سلمان العادلة، وتعكس أيضاً ثقة الجمهور السعودي بأنّ هناك قصصاً ورسائل نسائية يجب أن تُحكى.
هل تعتبرين أنّكِ شخصية مغامرة لأنّكِ قدّمتِ أدواراً حملت رسائل جريئة وجديدة على المجتمع السعودي؟
نعم أعتقد ذلك، فمهنة التمثيل هي بمثابة القوة الناعمة التي تضع اليد على ما يحصل داخل المجتمع لمعالجته بمختفل الأشكال، ونحن كفنانين يجب أن نكون على قدر المسؤولية التي نحملها، فنقدم ما يساهم في زيادة وعي المجتمع بدون تجاوزات قد تفقدنا هويتنا وتحوّلنا إلى مقلّدين لثقافات وأفكار لا تمثّلنا ولا تتماشى مع مجتمعاتنا.
هل يمكن أن تقبلي دوراً صغيراً ولكن تأثيره كبير في سياق العمل الدرامي؟
بالطبع أقبل بذلك، بل أحب أن يكون ما أقدمه محورياً وله تأثير في القصة والسياق العام للعمل بغض النظر عن حجمه، فالممثل الموهوب والناجح هو القادر على إنجاح دوره وإيصاله بإحساس عالٍ وصادق للجمهور.
ما رأيكِ بما تقدّمه المنصّات من أعمال درامية تعكس البيئة الخليجية، وهل سنراكِ قريباً بطلة أحدها؟
يُعرف عني أنني أحب التنويع في أعمالي وأرى أنني قادرة على تجسيد أي شخصية تؤثر بي وأراها مهمّة في السياق الدرامي، لذا بالتأكيد سوف يكون لي تواجد عبر هذه المنصات التي يتابعها الجمهور العربي والسعودي بسبب جودة الأفكار التي تقدّمها.
حدثينا عن مشاركتكِ في فيلم "هوبال" وعن أعمالكِ السينمائية المقبلة؟
أعتقد أن فيلم "هوبال" من أنضج الأفلام التي قدّمتها مؤخراً وأنا سعيدة جداً بهذه التجربة التي أخرجها عبد العزيز الشلاحي، وتمّت بمشاركة مجموعة كبيرة من النجوم وتطرّقت إلى موضوع اجتماعي مؤثر، وأعتقد أنّها ستلاقي قبولاً ايجابياً من الجمهور ولا سيما شخصيتي فيها، التي تختلف عن كل ما قدّمته سابقاً وما اعتاد المشاهد أن يراني فيه.
ما رأيكِ بالحراك السينمائي الحاصل في المملكة؟ وكيف ترين دور المرأة فيه؟
الحراك السينمائي السعودي موخراً مبهج ومريح ويعطي انطباعاً مستقبلياً رائعاً، فأرى فيه مستقبلاً جميلاً يفرض نفسه بجدارة، وجيل يرسم طريقه بشكل واضح ومستقل حيث لا فرق فيه بين امرأة أو رجل، بل إنّ من يقدّم الفن والإبداع والتميّز هو من ينجح وتُسلّط الأضواء عليه وعلى أفكاره.
شاركتِ في العديد من المهرجانات التي يتم تنظيمها في المملكة، صفي لنا شعوركِ حين ترين استقطاب بلدكِ لأهم النجوم والمواهب العالمية الفنية؟
تقدّم بلدي ما يستحق أن يقف له العالم فخراً، فنحن في سنوات قليلة أثبتنا أننا لسنا أقل من أحد ونملك كل ما يجعلنا في مصاف أهم دول العالم في كل المجالات. وبالتأكيد يشعرني هذا الأمر بكل الفخر والامتنان والرضا، ويزيد شغفي ورغبتي في تقديم أفضل ما لديّ.
تشاركين أيضاً في مهرجانات عالمية، فما هي الصورة التي تعكسينها عن الممثلة السعودية المعاصرة؟
أحرص على أن أُظهر هوية السعودية الحقيقية، بلد عريق له تاريخه وتميّزه، لايقلّد أحداً ولا يشبه أحداً. وأنا بدوري أعكس ما يمثله بلدي، فأنا واثقة وحرة وواعية وذكية، لي هوية خاصة وأملك كل الدعم من أسرتي وبلدي، وأساهم في تغيير المفاهيم المغلوطة المأخوذة عنه.
ما هي الشخصية التي لعبتِها مؤخراً وشعرتِ أنّها تطلبت منكِ الكثير من الجهد والتعب؟
شخصية "سرّا" في فيلم "هوبال"، فقد كانت جديدة ومليئة بالتحديات. وأنا لا أقول إنّها كانت متعبة، فالممثل يستمتع بالتحضير لدور مختلف وخلق شخصيّة جديدة ومقنعة، ولكنها كانت مختلفة، ما يعني أنّه كان عليّ اختبار المزيد من المشاعر والحالات النفسية لتقديمها بأسلوب مقنع.
ما هي الحالة التي تعيشين فيها لدى الاستعداد لدور جديد، وكيف تفصلين بين شخصيّتكِ الحقيقة وتلك التي تقدّمينها على الشاشة؟
يمر الممثل عادةً بفترة مربكة قليلاً قبل البدء بتحضير الشخصية وتجسيدها فهي مرحلة قراءة وتركيز وتفكير عميق وتفكيك لماضي وحاضر ومستقبل الشخصية. تساعدني مراقبة الناس واستلهام طباعهم وحركاتهم وأشكالهم في تأدية شخصياتي، وفي فهم مجمل قصة الشخصية التي أقدّمها، هكذا أعيشها وأختبر كل ما مرّت فيه بحياتها، وأبدأ باعتبار أنني هي وأنّ ما يحدث لها يحدث لي.
هل تعنيكِ أي قضايا اجتماعية أو حياتية أكثر من غيرها وترغبين بطرحها مستقبلاً من خلال أدواركِ؟
أتمنّى أن أقوم بدور المرأة الكفيفة مستقبلاً، وكقضايا اجتماعية، أحب تلك التي تساهم في تصحيح المفاهيم وتقريب وجهات النظر بين المرأة والرجل، أو المرأة وأطفالها، وتلك التي تشغل عقول الفتيات المراهقات ولا يستطعن توضيحها للمجتمع الأكبر الذي ربما لا يفهم ما تمر به هذه الفئة العمرية الحساسة من مشاكل وأفكار وتجارب.
ما هي رسالتكِ أو نصيحتكِ للشابات الباحثات عن فرص في المجال الفني؟
أقول لهنّ: أنتنّ في العصر الذهبي لخوض التجربة واكتشاف أنفسكنّ. والساحة تتسع للجميع، فلا تتردّدن وقمن بمراسلة الجهات المختصة واطلبن التجربة وليكن لديكنّ الثقة بأنّه في مكان ما هناك دور مناسب لكنّ وهو بانتظار أن تبادرن للبحث عنه وإيجاده!
تخوضين قريباً تجربة المسرح، ما الذي يعنيه لكِ الوقوف على هذه الخشبة والتفاعل مع جمهور المسرح الذي يختلف كثيراً عن جمهور السينما والتلفزيون؟
ما زالت تجربة المسرح قيد الدراسة من قبل إدارة أعمالي ولكنني سعيدة أنني سأخوضها قريباً خاصةً أنّ للمسرح عالمه الخاص. فردّات الفعل السريعة من الجمهور هي التي توازن ثقة الفنان بنفسه وبما يقدّمه، ويعتريني منذ الآن خوف لا يمكن وصفه بمجرد تخيّل الأمر، ولكن يرافقه الحماس وهو أمر جيّد وإيجابي يعكس ترقّبي الكبير للتجربة.
حدّثينا عن أعمالكِ في رمضان الحالي، وما هي المشاريع التي تستعدّين لخوضها مستقبلاً؟
أقدّم في رمضان هذه السنة مسلسل درامي أخوض فيه تجربة الدراما الكويتية، ونرى فيه مدى قرب دول الخليج والسعودية من بعضها ونلاحظ تشابه الثقافات، وهو مستوحى من قصّة حقيقية حدثت بالفعل .
ولديّ عمل آخر مختلف وهو التجربة الكوميدية الرمضانية الأولى لي، وهي تجربة مختلفة تماماً عن مساري السابق، ولكنني أحببت أن أكتشف نفسي وحاولت فيها الموازنة قدر الإمكان وكنت سعيدة بها وتعلّمت الكثير منها والتقيت بنجوم الكوميديا الذين أضافوا لي الكثير.
وأحضّر أيضاً لعمل درامي سألعب فيه شخصية غير متّزنة نفسياً، على أن أبدأ التصوير بعد شهر رمضان المبارك.
تتميزين بأسلوب أزياء أنيق وعصري، بحيث تنتظر الشابات إطلالاتكِ لتستلهم منكِ أفكاراً لمناسباتها المهمة، فكيف كوّنتِ هذا الذوق الخاص ؟
اختياراتي لإطلالاتي تعتمد اعتماداً كلياً على ذوقي الشخصي وتفضيلاتي، فأنا أحب أن أرتدي ما يناسبني ويناسبني أنا فقط، ولا أقبل فرض الآراء عليّ، فإن لم تعجبني الإطلالة أعتذر بلباقة وأقول إنّها لن تظهر بشكل جذاب عليّ، ولن أكون مرتاحة وأنا أرتديها. برأيي هذه الراحة هي السبب في إعجاب الآخر بإطلالاتي، فأنا أظهر واثقة ومرتاحة وسعيدة بمظهري. أعتقد أنّه لديّ أسلوبي الخاص في تنسيق الملابس خاصةً وأنني من محبي الموضة والمطّلعين على كل التحديثات والأفكار الجديدة فيها، وأقبل النصائح من الخبراء، فيما أكره التقليد الأعمى وأؤمن بالانفرادية في الذوق والاختيارات بشكل عام.