ميادة فرحات: العلم والخبرة والنَفس أساس ليسطع الشيف في مجال الطهي الاحترافي

عالم الإبداع النسائي واسع جداً واليوم نسلّط الضوء على أربع شابات حققن النجاح في مجال الطهي، وسطعن في عالم الاحتراف لكي يغيرن النظرة التقليدية عن هذه المهنة. تعرفي عليهن في لقاءات حصرية فربما يلهمنك لتدخلي المطبخ وتجربي تحضير بعض الأطباق المميزة للمقربين منك.

وجه قريب من القلب ومحبب، أسلوب عفوية وجريء، ومهارات عالية بالطهي، بهذه الصفات دخلت الشيف اللبنانية ميادة فرحات إلى قلوب الملايين بداية بصناعة محتوى قوي ومختلف ثم بمشاركتها في برنامج "توب" شيف، ولاحقاً بسعيها الدؤوب لتطوير تقنياتها كي تكون عن جدارة "شيف محترف" ومؤثرة عربية لامعة في عالم وسائل التواصل. تعرفي أكثر عليها في هذا اللقاء.

المطبخ هو ذاك الجزء من البيت الذي تكثر فيه الذكريات الجميلة، مختلطة بروائح شهية تبقى في الذاكرة، أخبرينا عنها وهل كانت السبب في القرار الذي اتخذته بالتوجه نحو الطهي؟

هي روائح وأجواء وجمعات مع الأهل والأقارب، تقدّم فيها وجبات لذيذة، لعلّها غير متكاملة من حيث المكونات وفيها نواقص كثيرة، ولكن الحب الذي رافقها والراحة والسعادة التي شعرنا بها خلال تناولها، هي ما يجعلها لا تنسى بالنسبة لنا، وبالفعل هذه الذكريات هي ما جعلتني أحب الطهي وأتمرس لاحقاً فيه ليكون لديّ ما يدعى: النفَس المختلف.

كيف صقلت معلوماتك وكونّت خبراتك في مجال الطهي؟ 

لم أفكر طوال حياتي أن آخذ الطهي بطريقة احترافية فأتخصص به، مع العلم أني ومنذ كنت في سن الحادية عشر كنت أطبخ وأحضر وجبات بسيطة، ولكن مشاركتي في برنامج "توب شيف" فتحت عيوني على روعة هذا المجال، ولا سيما بعد استماعي لنصائح الشيف جو برزا بأن أدرسه، فبدأت بعد أسبوع واحد بالبحث عن جامعة مختصة وأنهيت الدبلوم في دبي وحصلت على شهادتي، وقد ساعدني هذا الأمر في امتلاك نظرة أكثر حرفية وتقنيات أوسع عن الطهي.

حدثينا عن مشاركتك في توب شيف. ما هي برأيك العناصر التي ميزتك في البرنامج؟ 

كانت التجربة رائعة لأني لطالما أحببت برامج الطبخ ولا سيما "توب شيف"، في البداية شعرت بالخوف ولكني اعتبرتها تجربة لن تتكرر، فتشجعت ودخلت وعشت أجمل اللحظات، وتعلمت الكثير من المشاركين والحكام معاً. أعتقد أن ما ميّزني هو رغبتي بالتعلم وأنه ليس لديّ الغرور والاعتقاد أني أعرف كل شيء، دخلت بتوقعات متواضعة، ورغبة كبيرة بالتعلم والتطور، كما أني تميزت بالطبخ اللبناني التقليدي وهو شهي جداً وله بصمته الخاصة.

كيف ساهم هذا البرنامج في تعزيز شهرتك عربياً؟ وهل أحببت الشهرة التي رافقت نجاحك وتميزك فيه؟

ساهم هذا البرنامج بانتشار اسمي في دول الخليج ولا سيما في السعودية فقد صورناه في الرياض، وكانت نسبة المتابعة الأعلى في المملكة، حيث أحبني الشعب السعودي وهو معروف بدعمه وحبّه للمطبخ اللبناني، هنا ألفت إلى أني كنت معروفة قبل البرنامج، إنما نطاق شهرتي توسع بعد انتهاءه، وهذا أمر أسعدني وزاد من رغبتي في تحسين مهاراتي وتوسيعها.

ما هي المهارات أو التقنيات التي استفدت منها من خلال الاحتكاك والتعامل مع باقي المشاركين ولجنة التحكيم؟

قبل دخول البرنامج، كان لديّ الكثير من المخاوف من جمهور توب شيف، لأنه واع ومثقف وقادر على التمييز بين الشيف المحترف أو الهاوي، ولكني استطعت تقديم نفسي بأسلوب طبيعي وحقيقي، وقد وصلت بهذه العفوية إلى المشاهدين، فأحبوني وتفاعلوا بشكل إيجابي مع مأكولاتي. كما أن تواجدي مع هذا العدد الكبير من المشتركين المحترفين من العديد من الدول العربية والحكام وطاقم العمل المحترف، أسعدني كثيراً وزاد خبرتي ومعرفتي وثقافتي حول الطعام، لم أشعر أني في منافسة بل أحسست أني في مدرسة أنهل منها الكثير من المعارف لتحسين قدراتي كطاهية، وقد ترافق ذلك مع الكثير من التعب والضغط والتوتر، ولكني بالمحصلة كنت ولا زلت سعيدة وفخورة بأني كنت جزءاً من هذا الإنتاج الكبير والمهم بالنسبة لي على الصعيدين الشخصي والمهني.

هل تعتقدين أن لقب طاه محترف يمكن أن يعطى لأي شخص يمكنه الطهي كما نراه حاصلاً اليوم عبر وسائل التواصل، أم ترين أنه يجب عليه التخصص وتعزيز موهبته وابتكار لمسة جديدة لكي يحظى بهذا اللقب؟

بعد أن انتهيت من البرنامج، ودرست الطهي لفترة، شعرت أن ما ينقصني هو الخبرة في مطبخ حقيقي، فعملت في مطاعم متعددة ضمن فندق Emirates Palace، لكي أحسّن تقنياتي، وأدركت حينها أن التميّز في هذا المجال يحتاج إلى العلم والخبرة والنَفس، بهذه الطريقة يمكن للشيف أن يسطع بشكل حقيقي وقوي ويتميّز عن غيره. أعتقد أن هناك ظلم لكل التعب والمجهود الذي يقوم به الشيف ليصل إلى مرحلة الاحتراف، وبالتالي أفضّل أن يطلق لقب "طاه" أو "محب للطبخ" على من يقدمون محتوى طعام عبر وسائل التواصل.

كيف تتمكنين من تحويل الطبق التقليدي إلى طبق مختلف وبلمسات تضفي إليه بعض التغيير، ولكنها لا تؤثر في جوهره؟

في الحقيقة لديّ تعصّب في هذا الموضوع، ولا أحب أن أجري أي تعديلات على الأطباق التقليدية، لأنها كل ما بقي من تراثنا ومن ماضي أجدادنا الجميل، لذا يمكن أن أغيّر في طريقة التقديم من دون المس بالنكهات الأساسية.

ركزت على المطبخ اللبناني التقليدي، ما الذي يميزه برأيك؟ 

أحببت في "توب شيف" أن أبرز هويتي اللبنانية من خلال تقديم وصفات هذا المطبخ العريق والقديم والقروي، من خلال الأطباق التي كان يعدها أهلنا في مطابخهم، حتى أني في الحلقة التي فزت بها بالحصانة، قدمت طبقاً تقليدياً شهياً بطريقة عرض عصرية، وأنا أعتقد أن مطبخنا غني بالمكونات والنكهات الاستثنائية التي لا تشبه غيرها والتي تأتي من الأرض، وتشبه الناس الذين يعيشون فيها.

هل من مكوّن سري تعتمدين عليه في معظم ما تحضرينه أو ربما تفضلين مذاقه بشكل خاص؟

كل وصفة لديها خصوصيتها ومكوناتها، ولكني أركز كثيراً على الأعشاب لأنها تضفي المزيد من الحيوية على الطبق، كما أستخدم الثوم بكثرة وأدرك دوره في تعزيز النكهات، وأعرف أيضاً أهمية الملح للحصول على طبق متوازن ومميز.

ما هو طبقك المفضل الذي تحضرينه بنفسك؟

أحب المحاشي وتحديداً الورق عنب والكوسا.

ما هو المطبخ الذي تفضلينه، وهل يمكنك مشاركتنا تجربة طعام لا تنسينها؟

أعشق المطبخ اللبناني والمكسيكي والإيطالي والهندي. بالنسبة لتجربة الطعام التي لا أنساها، فهي أول تجربة في مطعم لديه نجمة MICHELIN، فقد كانت غامرة ورائعة بكل حذافيرها، كما أني لا أنسى الحلقة التي ربحت فيها الحصانة في توب شيف، وجلست على طاولة التحكيم لأجرب أطباق زملائي، وأتحدى نفسي وأتذوق أطباق جديدة وغريبة، مع هيبة المكان والحكام وضيوف الحلقة المخضرمين.

هل من طقوس معينة تلتزمين بها أثناء الطهي؟ الاستماع للموسيقى مثلاً أو الطهي في أوقات محددة؟

أحب الاستماع إلى الموسيقى عند الطبخ فهي تجعلني أعيش في عالم منفصل عن الواقع، فأطهو بكل شغف وحب وأحضر أشهى الأطباق.

كيف ترين الاتجاهات أو الصيحات في مجال الطعام لدى الجيل الجديد؟ هل تعتبرين أن خياراتهم تذهب نحو ما هو صحي ومفيد وتتغير نحو الأفضل؟

يوجد كل شيء على الإنترنت، فهناك أشخاص يتأثرون بالعادات الصحية، وآخرون يختارون الأطعمة الدسمة التي تقدمها غالبية المطاعم، وبرأيي الأكل يتعلق بالذوق الخاص لكل إنسان، وبرغبته الخاصة بأن يكون صحياً في خياراته أو عدمها.

كيف تختارين محتواك المتنوع لكي تظلي مؤثرة على وسائل التواصل؟

عندي خبرة 10 سنوات في وسائل التواصل، وبالتالي فأنا أقدم محتوى متنوع ولا يقتصر على الطهي، بل يتطرق إلى مواضيع اجتماعية ونفسية وتوعوية، وأركز حالياً على تيك توك، وأنوي العودة بقوة إلى عالم الطهي فترقبوني.

ما هي مشاريعك المقبلة؟

عدت من برشلونة إلى الإمارات بعد فترة مليئة بالتجارب الجميلة، وأحضّر لمشروع جديد ومختلف لوسائل التواصل، كما أني أطمح لتأسيس مطعم خاص بي في المستقبل.

اقرئي المزيد: تعليقات سلبية من الجمهور لمسلسل "مدرسة النخبة"

 
شارك