لاعبة كرة القدم السعودية هلا خاشقجي: أعطتني الكرة معنى أعمق لحياتي وقدرة على معرفة نفسي

هدوء واتّزان وثقة، هي الصفات التي خوّلت هلا خاشقجي الطبيبة ولاعبة كرة القدم السعودية أن تنجح في هذين المجالين وتتألق في بلدها وخارجاً لتكون مثالاً أعلى لكل شابة تسعى بجهد وبكل قوة لتحقيق طموحاتها. فكيف كوّنت هلا هذه الشخصية الناجحة، ومن تجد نفسها اليوم وكيف تنظر إلى مستقبلها؟

هل توقّعتِ في طفولتكِ أنّكِ ستصبحين لاعبة كرة قدم معروفة؟

بصراحة لم أكن أتوقّع حدوث ذلك، كنت ألعب فقط بدافع الشغف وحب اللعبة، وشاءت الأقدار أو الظروف أن أصبح معروفة.

كيف كان رد فعل عائلتكِ على هذا الاختيار الذي لا نرى اتجاه الكثير من الفتيات نحوه؟

لاحظت عائلتي حبّي الكبير للعب كرة القدم ودعموني من خلال تسجيلي في نادٍ محلي منذ سن مبكرة جداً، وهذا الدعم له الفضل في وصولي إلى ما أنا عليه اليوم وهو ضروري من الأهل لكي يشجعوا مواهب أولادهم منذ الصغر ويدعمونهم.

لماذا أحببتِ هذه الرياضة وقرّرتِ أن تصبحي لاعبة كرة قدم محترفة؟

لقد تأثر حبي لكرة القدم بعائلتي لكونهم من عشاق هذه اللعبة الحماسية والتنافسية الجميلة وهم أيضاً من الداعمين لفريق الاتّحاد وخاصةً والدي. ولأنّني ترعرعت في هذه البيئة، ازداد حبّي وشغفي لهذه اللعبة الجميلة. ولطالما كانت كرة القدم هي شغفي الحقيقي، إنّها مجال الأحلام فيها يمكنكِ تجربة كل لحظات الحياة: الفرح والدموع والمجد والهزيمة وأكثر من ذلك بكثير. إنّها أكثر من مجرد لعبة، فهي اختصار لمعاني الحياة.

هل واجهتِ صعوبات في طريق الاحتراف؟

واجهت العديد من الصعوبات في خلال مسيرتي. فبالنسبة للمبتدئين، لم يكن لدينا الدعم الذي نراه اليوم من الحكومة وخاصةً بعد رؤيتها لتطوير تواجد المرأة في المجالات الرياضية. كما أنني واجهت صعوبات في الموازنة بين دراستي وكرة القدم، ولكن وجود الشغف والإرادة الكبيرة جعلاني أتخطّى كل المعوقات لأستمر في القيام بما أحب.

لقد درستِ الطب أيضاً، فلماذا توجّهتِ إلى هذا التخصص الصعب والذي يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد والتركيز؟

لطالما اهتممت بالمجال الطبّي، وخاصةً الجراحة، فأنا أستمتع بالتحديات الفكرية وأحب أن أكون قادرة على إنقاذ الأرواح. لهذا درست ما أحب ونجحت فيه.

هل حقّقت لكِ دراسة الطب بعض التوازن بمعنى أنّه المجال الآمن الذي ستعودين إليه في حال تعثّرت مسيرتكِ الرياضية؟

لم أفكر في الأمر أبداً من هذا المنطلق، فأنا أميل دائماً إلى التركيز على أهدافي وأبذل قصارى جهدي للنجاح في كليهما.

كيف وجدتِ الوقت للعب الكرة والدراسة؟ هل هناك أي طرق توصين بها جيلكِ لإدارة الوقت وتقسيمه؟

في البداية كان الأمر صعباً ولكن مع الوقت والخبرة، أصبح الأمر أسهل بمجرد أن اكتشفت أفضل طريقة لتقسيم الدراسة وكيفية إدارة وقتي بشكل صحيح لكي أستفيد من كل دقيقة. في الحقيقة لا توجد طريقة واحدة تناسب الجميع، لكنني أعتقد أنّه عندما نحب شيئاً ما حقاً، ستجد دائماً طرقاً لتحقيق ذلك.

كيف تختلف هلا لاعبة كرة القدم عن هلا الطبيبة وكيف تتشابهان؟

أشارك نفس الجانب التنافسي والثقة والحماس في كلا المجالين، لكنني أكثر مسؤولية عندما يتعلق الأمر بالمجال الطبّي لأنّني أتعامل مع حياة الناس.

هل ساعدكِ اختياركِ لمهنة تحبينها وهواية تبدعين فيها على تحديد هويتكِ الحقيقية ومعرفة نفسكِ أكثر؟

أعطاني المجالان اللذان اخترتهما عمقاً ومزيداً من المعنى لحياتي والقدرة على معرفة نفسي أكثر من خلال التجارب المختلفة التي عشتها والتي ساعدت في تكوين المرأة التي أنا عليها اليوم. ما يهمني دائماً هو تحقيق التوازن بين المجالين وهذه المسألة تأتي بعد التجربة ومع مرور الوقت.

كيف يمكن للشابة أن تكتشف ما تحب أن تفعله حقاً في حياتها لتتعرف على نفسها وقدراتها الحقيقية؟

نصيحتي لكل امرأة شابة هي: جرّبي أكبر عدد ممكن من الأشياء، واكتشفي ما يثير اهتماماتكِ وبمجرد أن تجدي شغفكِ، ثابري على العمل الجاد ولا تستسلمي أبداً، وتأكدي أنّكِ ستصلين إلى إمكاناتك الحقيقية وتستمتعين حقاً بما تفعلينه.

من هي هلا اليوم وما هو دافعكِ ومحرككِ الذي يثير فيكِ الحماس للاستمرار مستقبلاً؟

أنا ممتنة وراضية عما حققته ولكن علينا دائماً السعي لتحقيق المزيد من الإنجازات. أطمح إلى العمل مع أبناء بلدي لتحسين كرة القدم وربما أن نكون أبطال العالم مستقبلاً، وأيضاً أريد المساهمة في المجتمع السعودي من خلال عملي الدؤوب في المجال الطبي.

ما هي مشاريعكِ القادمة على الصعيد الرياضي؟ كيف تطوّرين مهاراتكِ لضمان استمرار النجاح؟

تركيزي التالي هو مساعدة فريق الاتّحاد للفوز بالدوري السعودي الممتاز وكأس السيدات. أمّا عن تطوير مهاراتي، فالطريقة التي أعتمدها هي الالتزام بالتدرب وإدراج ملاحظات المدربين والعمل بها، والتزامي بخطة التدريب الفردية الخاصة بي.

اقرئي المزيد: مها مبارك الشامسي: ريادة الأعمال لبّت رغبتي في تحقيق الابتكار في المجتمع الإماراتي

 
شارك