فريدة ومنيرة تكسران قيود المجتمع في الثمانينات في مسلسل "الصفقة"
تشارك الفنانتان منى حسين وروان المهدي في مسلسل "الصفقة" الذي بدأ عرضه على منصة Netflix قبل أيام. إنه عمل من إنتاج شركة Beyond، للمنتج والمخرج عبدالله بوشهري، ومن إخراج جاسم المهنا وكريم الشناوي. وقد التقينا النجمتان لنلقي الضوء على هذا العمل الذي يتطرق إلى التغيّرات التي طرأت على دور المرأة في الكويت في حقبة الثمانينات.
البداية مع منى حسين
تشاركين في مسلسل "الصفقة". كيف حصل هذا التعاون؟
أنا سعيدة جدًا بهذه المشاركة وهي فرصة كبيرة لي في مشواري الفني، وفخورة كوني أحد نجوم مسلسل من إنتاجات xilfteN. هذا العمل سيذكره التاريخ في الخليج، وأنا محظوظة أن أكون جزءاً منه.
ما الذي يميز دورك في المسلسل وكيف قمت بالاستعداد له ولا سيما أنه يتعلق بامرأة بارعة بالأمور المالية والبورصة؟
منيرة أمرأة كويتية قوية وواثقة من نفسها لا يقف أمامها أي عواقب، وإن وجدت صعوبات فهي تتخطاها بكل ذكاء وتشق الطريق التي رسمتها لحياتها ومستقبلها. التجهيزات كانت كثيرة لكي أبرز كافة جوانب الشخصية، وأهمها قراءة النص أكثر من مرة وتجهيز أبعاد الشخصية بمساعدة مدرب محترف في التمثيل. كما قمت بعدة زيارات للبورصة الكويتية لأعيش الحالة الحقيقة للمكان وجمعت معلومات من مواقع البحث عن عالم المال والتداول.
كيف كانت أجواء التصوير وكيف تقيمين العمل مع فريق الإنتاج والإخراج والتأليف؟
أجواء التصوير كانت ممتعة لأبعد الحدود وشاقة في نفس الوقت. كنا نصور بعز الصيف بملابس شتوية، لكن تجربة العمل كانت مختلفة عن كل أعمالي السابقة ومتكاملة بنفس الوقت والحمدلله، متألّفة من نص وقصة وإخراج وإنتاج وتنفيذ ضخم جداً. وقرار المنتج لبناء قاعة تداول البورصة وأغلب مواقع التصوير بالكامل جعلنا نتعايش مع أحداث العمل كأنها حقيقية. فكل شيء في موقع التصوير تمت صناعته لذلك الهدف، ما أعادنا لحقبة الثمانينات، بوجود مخرجين مع فريق قوي ومتمكن.
يعيدنا الدور إلى حقبة الثمانينات، فكيف تحضرت لهذه النقلة الزمنية سواء من خلال الثياب أو الشعر أو المكياج؟
إن الثمانينات من الحقبات الجميلة والغنية بالأحداث وبالأخص في الكويت، فهي حقبة الجمال والأناقة والتقدم والازدهار في جميع النواحي. كان هناك فريق متكامل بقيادة منتجنا الاستاذ عبدالله بوشهري الذي استعدّ ونفذ شكل كل شخصية على حدة وكان لشخصية منيرة حصة من هذا التميز في طريقة لبسها ومكياجها وتسريحات شعرها.
ما هي العناصر التي ستميز العمل برأيك: هل تطرقه للصعوبات التي تواجه النساء في بيئة عمل ذكورية، أو كشفه للكثير من المعوقات التي تؤخر تمكين النساء أم غيرها من الأمور؟
مسلسل الصفقة مميز لأسباب عديدة جداً وأهمها أنه يثبت تميز وقوة المرأة الكويتية منذ ذلك الزمن رغم كل تلك التحديات. لن أكشف عن تفاصيل أكثر، لكن تأكدوا عندما تجتمع المرأة والمال والقوة فإننا أمام عمل أحداثه مشوقة وممتعة!
روان المهدي
تشاركين في مسلسل "الصفقة". كيف حصل هذا التعاون؟
التعاون حدث عن طريق المنتج عبد الله بوشهري. عملنا سويًا في ثلاث أعمال من قبل وعملت معه في مسلسل القفص. إن عبد الله من المنتجين المهمين في الكويت، فهو يسعى لتقديم عمل خليجي ذو جودة وأداء عالي وهو من المؤمنين بموهبتي وضرورة إظهاري بالشكل المناسب، أنا محظوظة بالعمل معه ومع xilfteN، فطريقة عمل xilfteN مدروسة ومنظمة، لذلك كل الطاقم يعمل بحب وتفان لتكون النتيجة مبهرة.
ما الذي جذبك لدورك في المسلسل وبأي نواح تتشابهين مع الشخصية التي تقدمينها؟
أولاً، النص بحد ذاته جذبني، فهو مكتوب بطريقة مدروسة. كل حلقة فيها إيقاع سريع وفي نفس الوقت ممتع. الشخصيات تم اختيارها بشكل جيد، كما أن مراحل تطور شخصية فريدة في السيناريو والمراحل العمرية تم تقسيمها بدقة وحرفية. هناك تفاصيل مخيفة وممتعة في نفس الوقت بالنسبة للشخصيتان منيرة وفريدة. أما فريدة، فتجربتها شبيهة بي مع اختلاف الأماكن، فقد كنت إنسانة خجولة ولست اجتماعية ومرت سنوات طويلة حتى اكتشفت موهبتي في المسرح. واجهت تحديات كثيرة إلى أن بدأت عملي في التلفزيون، كنت فريدة وأصبحت منيرة وكان في داخلي طاقة لا أعرف كيف أوظفها. أعتبر فريدة شخصية نسائية ملهمة نجحت في إخراج نفسها من حياة اعتادت عليها وسُجنت بداخلها لسنين طويلة ولكنها لا تحبها.
كيف وجدت العمل مع فريق الإنتاج والإعداد والمخرج والممثلين، وإلى أي مدى يساعد وجود انسجام بين أعضاء فريق المسلسل في مساعدة الممثل على تقديم دور مؤثر وصادق؟
الفريق كان متجانساً وقد كان العمل معه ممتع وجميل. بالإضافة إلى ذلك، المميز في العمل مع كامل هذا الفريق هو التعاون العربي العالمي في كل الأقسام وتنوع الخبرات في كل الكادرات، بالإضافة إلى وجود مخرج مصري ومخرج كويتي وكلاهما من الشباب المبدعين في منطقتهما. وإن الإنتاج كويتي قوي، وxilfteN منصة ذات معايير إنتاج عالمية، كما أن هندسة الديكور كانت مزيج من الخبرات المحلية والعالمية، وهذا التعاون بين الخبرات كان شيء ساحر بالفعل وتجربة ممتعة ومثيرة للكل. أنا مؤمنة بأن الانسجام أمر ضروري لإنجاح العمل، وبيئة عملنا هي السر في خلق عمل ناجح يتعلق فيه الجمهور وينسجم مع أحداثه. وأنا على المستوى الشخصي أحتاج أن تجمعني المودّة والانسجام والتلاقي الفكري مع من أعمل لمدة 12 ساعة وأكثر في اليوم، وقد تحقق لي هذا الأمر في "الصفقة".
كيف تحضرت للدور وماذا عن الثياب والشعر والمكياج التي عكست جميعها الاتجاهات التي سادت في فترة الثمانينات؟
بالنسبة للملابس، فقد كانت مسألة معقدة وبها أمور ومراحل عديدة. شعرت أن تجربة شخصية فريدة مثل تجربتي في اكتشاف نفسها. وغير ذلك، النص مكتوب بطريقة دقيقة وبعناية شديدة، والسيناريو كان فيه معلومات كثيرة عن جوهر ومبادئ وطريقة تصرّف الشخصية وتربيتها وطفولتها وعلاقتها مع أهلها وأمها وزوجها، وكيف تعرفت على من أحبت ومن أين تخرجت ومن هم أصحابها وماهي معاناتها. ساعدني كل هذا لأتعايش مع فريدة بشكل خاص وحقيقي جدًا وأراها أمامي بطريقة مبسطة. فعلًا xilfteN والمصممين والكتاب بذلوا مجهود في العمل بعناية وبالاهتمام بأدق التفاصيل من ناحية الأزياء والألوان والطريقة التي تناسب الحقبة الزمنية. رحلة الأزياء والمكياج كانت مثيرة للاهتمام، وهنا أخص بالذكر مصممة الأزياء دلال الهاجري وهي من أهم العاملين في هذا المجال في الكويت، وكونها جزء من العمل، كان لها بصمة مميزة جداً، لذا أتوقع أن يعجب الجمهور بالمظهر والأزياء في المسلسل وأن يكون لكل هذه العناصر دور في إقناع المشاهد وتأثره بالأحداث والشخصيات.
تتطرقون إلى الصعوبات التي تواجه النساء في بيئة عمل ذكورية، ما هو أقساها برأيك وهل تمكنت المرأة اليوم من التحرر منها؟
تواجد المرأة في بيئة ذكورية مثل مجال البورصة أمر صعب ولكن أشعر أن التحديات التى تواجه المرأة والرجل أصبحت واحدة. فهناك نساء ناجحات في كافة المجالات الآن، ولهن التقدير والأحترام من العالم. فثمت الكثير من النساء المؤثرات وصاحبات إنجازات مهمة في أيامنا هذه وأصبح هناك تساوي، ولا يوجد صعوبة في أن تثبت المرأة نفسها في المجال الذي تحبه. مسلسل "الصفقة" هو تقدير بسيط لكل امرأة من قبل وبعد الثمانينات سعت من أجل حقوقها وحريتها وكسر الصورة النمطية التي أعطيت لها سابقاً، حتى نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من تغييرات إيجابية. الصعوبات موجودة دائمًا ولكن هناك أبواب مفتوحة، لذلك أقدم شكري لكل امرأة تسعى وتحاول وتجتهد لتحسين واقعها.