فرح الديباني: أنصح الجميع بالتفكير في طرق متجدّدة

من بين الأسماء التي تحدثن إليهن مغنية الأوبرا فرح الديباني التي شاركتنا عن التغييرات التي حدثت في حياتها بسبب كورونا.

كيف أثّر فيروس كورونا عليك أو على عملك؟ وما الإجراءات التي اتّخذتها لمواجهة التغيير الحاصل؟
لا شكّ في أنّ تفشّي فيروس الكورونا أثّر عليّ كمغنيّة أوبرا، وذلك لضرورة تواجدي على المسرح وعدم القدرة على إنجاز عملي من المنزل. وبالتالي، توقّفت حفلاتي جميعها في أوبرا دبي وأوبرا باريس على حدّ سواء. وقد دفعني ذلك إلى التفكير في كيفيّة تجاوز هذه الأزمة وإمكانية استمرار الفنون بشكل عام في ظروف كهذه أو في ظروف تجدّد فيها العالم وأصبح كلّ شيء إلكترونيّاً. وفكّرت كثيراً بالفعل، وقد تواصل معي مهرجان إسباني هو Global Hope Festival وعرض عليّ إحياء حفلة مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي الواقع، لم أقم سابقاً بأي خطوة مماثلةحتّى أنّني لم أنشر يوماً فيديو مباشراً لي. فكانت التجربة جديدة تماماً، غير أنّني أحييت حفلتين لاقتا نجاحاً كبيراً وغير متوقّع. وقد فرحت بالفعل لأنّني شعرت بالجمهور أكثر وبقربه منّي الذي فرح بدوره لقدرته على التفاعل معي وإبداء رأيه شخصيّاً وطلب الأغاني. وكان الأمر أشبه بحوار واضح وصريح بيني وبين الجمهور. وإنّني في الواقع لاأمانع إعادة هذه التجربة بأشكال مختلفة، علماً أنّني بدأت التفكير في أساليب جديدة أستطيع من خلالها تقديم فنّي وغنائي. وهذا ما تعلّمته من هذه التجربة، وأنصح الجميع بالتفكير في طرق متجدّدة وأوسع نطاقاً لتقديم أعمالهم أو ممارستها بعيداً عن الفكر المعتاد والطريقة الروتينية.

ما خطواتك التالية ما بعد كورونا؟
أوّل ما سأقوم به بعد انتهاء الأزمة، فهو رؤية أهلي في مصر أو ألمانيا، علماً أنّني متواجدة حالياً في جينيف أي في بلد لا أعيش فيه عادةً. لذلك، سيكون السفر فعلاً أوّل ما سأقوم به بعد الكورونا. ومن الأمور التي لفتتني أيضاً في الفترة الماضية، وعلى الرغم من الانعزال الاجتماعي الذي فرضه الفيروس، ارتفاع مستوى الإنسانيّة وتعزّز العلاقات الاجتماعيّة وتعمّقها بين الأفراد والرغبة في التواصل أكثر. وهذا أمر لا بدّ من تعلّمه فعلاً. ولا بدّ لي من أن أقول إنّني أتوق فعلاً للوقوف من جديد على المسرح مع الموسيقيين أمام الجمهور لإحياء حفلة مباشرة فعلية، فأسمع التصفيق من دون أي تسجيل افتراضي.
 

 
شارك