غادة الربيع: ابتكرت الرسم بأغلفة الحلوى لأعيد النظر بالكثير من الأشياء البسيطة والجميلة والمهملة حولنا
يمكن للقطعة الفنية أن تكون معقدة و أن تحمل أفكاراً متشعبة، فتصل إلى المتلقي كما فكر بها الفنان أو يتفاعل معها بحسب خلفيته الفكرية والثقافية. إن أشكال الفن يمكن أن تكون شديدة البساطة والتميز في آن واحد، وأدوات الفنان غير تقليدية بشكل كبير، كمثلًا استعمال أغلفة قطع حلوى وسكاكر وشوكولا. نعم، ما سمعته صحيح. فهذه هي المواد التي اختارتها الفنانة السعودية غادة الربيع قبل سنوات في عملها الفني وأصبحت توقيع خاص بها بعيداً عن الألوان والحبر والرصاص وغيرها من الأدوات الفنية التقليدية. تقدّم لوحات رائعة تحاكي نمط الحياة السعودية وتعطي صورة جميلة عن تاريخ وتراث وثقافة بلد عريق بعيون ابنته التي تجتهد في عمل شاق، لتكون النتيجة مشرفة لها وللدولة التي تحمل جنسيتها.
اخترت التميز بنمط فني جديد ومختلف عن السائد، فكيف توصلت إلى فكرة ابتكار أعمال فنية باستخدام أغلفة الحلوى؟
إن فرصة حضور فعالية آرت دبي قبل سنوات وزيارة المعارض العالمية هناك كانت بمثابة تغذية بصرية وشحن لطاقتي في محاولة ابتكار ما هو جديد ومختلف، وكانت منها نقطة انطلاقي في هذا المجال الجديد، فطورت معرفتي حوله واستمريت منذ سنوات على هذا المنوال في محاولة للتنويع والتميز عما هو سائد في الوسط الفني التشكيلي .
ما هي الصعوبات التي تواجهينها بالعمل وكيف تتغلبين عليها؟
أكثر صعوبة تواجهني هي رحلة البحث عن أغلفة الحلوى المطلوبة، فأنا أحتاج أعداداً كبيرة جداً منها ولكن في نفس الوقت تتخلل هذه المرحلة الحماس الشديد لأنه يتسنى لي اكتشاف أغلفة جديدة بنقوش وألوان مختلفة أو مبتكرة فتكون النتيجة أعمالاً أكثر ثراء ومتعة للناظر.
ما هو الوقت الذي يتطلبه إنجاز لوحة، وما هي الحالة النفسية والذهنية التي تحتاجين إليها لإنجاز عمل جديد؟
تحتاج اللوحة الواحدة شهرين على الاقل لإنتاجها، حيث يهمني كثيرًا الاهتمام بكافة التفاصيل قبل العرض النهائي، فأنا ناقدة لنفسي صعبة الإرضاء.صحيحٌ أن المفهوم بسيط وسهل ولكن التنفيذ دقيق جداً لأنني أبحث عن إيصال معنى جديد من خلال فني.
كيف تأتيك فكرة عمل جديد وما هي مصادر إلهامك؟
مصدر إلهامي هو كل ما يسقط عليه بصري من مواقف أو أحداث تركت أثرًا في نفسي. عندها، أحاول إعادة تدويرها بطريقةٍ ما لأخاطب بها الجمهور ولأصل إليه من خلال ما أعرضه أمامه. الفن هو وسيلة تواصل، ومهمتي هي أن أكمل دوره ليحدث التفاعل مع الآخر.
ما هي المدارس الفنية التي تأثرت بها ومن هم الفنانون العرب والعالميون الذين ألهموك؟
تأثرت بكل المدارس العالمية من الكلاسيكية إلى المعاصرة. ولكن مؤخراً، التكعيبية. ومن بين الفنانين العرب، تعجبني أعمال الفنان الراحل محمد سيام.
الفن شكل من أشكال التعبير البسيطة والتي تلامس الناس بغض النظر عن الهوية والثقافة والانتماء. ما هي رسالتك من خلال فنك؟
تتمحور رسالتي حول إعادة النظر بلأشياء من حولنا والتي نعتقد بأنها مهملات، فنحن غالباً نرمي أغلفة الحلوى من دون النظر إليها. ويحدث هذا أيضاً في بعض العلاقات الانسانية وغيرها من الأمور اليومية التي نواجهها،فنضيّع على أنفسنا الكثير من المفاهيم أو ربما المتع وحتى الفائدة، لذا علينا التعمق أكثر في ما يحيط بنا، وربما نستفيد ونغير نظرتنا للحياة.
لماذا اخترت أن تعكسي الكثير من تفاصيل ثقافتنا العربية والسعودية والخليجية في لوحاتك؟
الثقافة العربية وتحديداً السعودية هي موروثي الذي أفتخر به وأرغب أن يراه العالم ويرصد جماله وأهميته.أنا جزء من مجتمعي وتاريخه ومن مسؤوليتي نقل صورة عنه ليكون مستقبلنا أكثر إشراقاً وإبهاراً.
ما هي أكثر القيم السعودية التي أثرت بك وتعبرين عنها من خلال فنك؟
أحب كثيراً الأزياء التقليدية التي تنقل صورة عن حياتنا السابقة، كما أنني أركز كثيراً على صفة الكرم التي تميز جميع أبناء الوطن، والعديد من العادات والتقاليد السعودية التي تميزنا الشعوب الأخرى.
هل يمكن أن نراك تقدمين دورات تدريب لشابات سعوديات عن هذا النمط الفني المميز؟
ربما في المستقبل. حالياً أعمل على عدة مشاريع ووقتي ضيق للغاية ولكنني أترك الباب مفتوحاً لأي فرص ترضي طموحي.
حدثينا عن تعاونك مع سيفورا، وما هي الشراكات والمشاريع التي تسعين إليها مستقبلاً؟
أشكر سيفورا على ثقتها الغالية، فقد كان فريق العمل مميزًا بحق واستمتعت بكل لحظة احترافية معهم. لقد كان تعاوناً مثمراً جداً. فتم بيع كل القطع في خلال 4 أيام فقط، ما يدل على أن الناس أحبت المنتج وأعجبت بفكرته الجديدة. جمع هذا التعاون بين الفن والجمال بطريقة ذكية وملفتة، وأطمح لمشاريع اكثر ابتكاراً مع شركات مختلفة.
اقرئي المزيد: ميرنا الهلباوي: كسرت الصورة النمطية للكاتبات العربيات وأعيش سني مستمتعة بحياتي