ساندرا ساهي: لا تدعي وسائل التواصل الاجتماعيّ تحدّد هويّتك
هي ساندرا ساهي، فنّانة عراقيّة ولدت في بلجيكا وتعيش الآن في دبي. يجمع أسلوبها في الغناء موسيقى البوب و "آر أند بي" والأفرو مع لمسة من التعدّديّة الثقافيّة. علماً أنّها أطلقت أخيراً أغنيتها الجديدة بعنوان Toxic. هي أيضاً مدوّنة فيديو أو ما يسمّى باللغة الإنكليزيّة Vlogger. ويتابعها حوالى 900 ألف على يوتيوب و650 ألفاً على إنستغرام. وتُعتبر من أكثر المدوّنات شهرةً في العالم العربيّ.
حوار: نيكولا عازار، تصوير:Greg Adamski لدى MMG Artists، تنسيق: Sima MaaloufK مكياج وتصفيف شعر: Ania Poniatowska لدى MMG Artists، موقع: The Music Hall - فندق جميرا زعبيل سراي، إنتاج: Kristine Dolor
مع وجود أكثر من 50 مليون مدوّن فيديو على منصّة يوتيوب، فإنّ لفت الانتباه ليس بالأمر السهل. كيف بدأ الحلم وكيف تحقّق؟
لطالما كنت متحمّسة للتحدّث والتواصل الاجتماعيّ مع الناس منذ أن كنت صغيرة. ويمكن لعائلتي تأكيد ذلك! لذلك عندما جئت إلى دبي وتعرّفت على هذا العالم من وسائل التواصل الاجتماعيّ، أردت أن أغنّي وأتحدّث إلى الجمهور وأريهم ما أحبّ أن أفعله خلال الأيّام والليالي وأرفّه عنهم.
ما هو أوّل فيديو نشرته على صفحتك الخاصّة؟
كان أوّل فيديو نشرته على يوتيوب عبارة عن Cover Song لديمي لوفاتو بعنوان Heart Attack.
ما هي اللحظة الفارقة التي رسّخت نجوميّتك؟
ليس هناك لحظة محدّدة. لقد كان تراكم مقاطع الفيديو التي قدّمتها تباعاً، هو ما أوصلني إلى ما أنا عليه الآن. في ذلك الوقت، بدأ الناس بالتقاط مقاطع فيديو Acapella الخاصّة بي التي كنت أنشرها على إنستغرام، حيث كنت أغنّي في 9 إطارات مختلفة. واللافت أنّ كلّ واحد منها حصل على ما لا يقل عن 100,000 مشاهدة. هذا الأمر كان مهمّاً بالنسبة إليّ!
كيف تبلور المحتوى الخاصّ بك منذ انطلاقتك في العام 2013؟
تغيّرت أشياء كثيرة: تطوّر صوتي، ونضجت موضوعاتي التي أطرحها، وتغيّر مظهري وما إلى ذلك... نشأت مع المعجبين وهم كبروا معي أيضاً. نحن نعرف قصص بعضنا البعض وهذا ما يميّزنا.
كيف يكسب المدوّنون المال؟
كلّ ما يمكنني قوله هو أنّني أقوم بذلك بدافع الشغف ولهدف معيّن. ثمّ تأتي الأرقام والأموال في المرتبة الثانية.
كيف بنيت قاعدة المعجبين الخاصّة بك؟ (637 ألف على إنستغرام و900 ألف على يوتيوب)
لقد نجحت في إنشاء هذه القاعدة ببطء عبر إنستغرام ويوتيوب من خلال الغناء. ثمّ شرعت في تدوين الفيديو على يوتيوب. لقد حالفني الحظ لأنّ الناس أحبّوا شغفي وكانوا داعمين بما يكفي لمشاركة فيديوهاتي على صفحاتهم.
كيف يصفك متابعوك؟ (طرحت ساندرا هذا السؤال على خاصّيّة الستوري الخاصّة بها وجاءت هذه الأجوبة من المتابعين مباشرةً)
جميلة وطموحة وموهوبة.
تقتربين من مليون مشترك على صفحتك على يوتيوب. ماذا يعني لك أن يتابعك مليون شخص حول العالم؟
بما أنّ ذلك قد يحدث قريباً، أفكّر في مفاجأة بعض المعجبين بمكالمة لأشكرهم. لكن لن يكون الأمر مفاجئاً كثيراً إذا كانوا يقرأون هذه المقابلة (ضاحكةً).
يميل الناس بطبيعتهم إلى البحث والتقصّي في حياة من يحبّون ومن لا يحبّون، وتبدو حياة الناس اليوميّة مغرية لهم. كيف تتعاملين مع أولئك الذين لا يحبّون ما تنشرينه؟
هناك شيء واحد أقوله لنفسي دائماً هو أنّه بغضّ النظر عن هويّتك أو ما تفعله، سيتحدّث الناس دائماً عنك. من الأفضل التركيز على النقد المفيد إن وُجد، والتعليقات الإيجابيّة التي تدفعك أكثر نحو الأمام.
تتناولين الكثير من المواضيع المختلفة، لكن الأمر المشترك بينها هو أنّ كلّ الفيديوهات ومهما اختلفت المواضيع تحتوي على حسّ الفكاهة. هل هذا ما قرّبك من الناس؟
لا أفعل ذلك عن قصد لجذب انتباه جمهوري، فأنا فعلاً أحبّ ذلك سواء مع جمهوري أو مع أقرب الناس! فأنا شخص يحبّ الحياة، والمشاعر الطيّبة والضحك. وإذا كان بإمكاني مشاركة ذلك مع الناس وجعل يومهم أكثر مرحاً، فأنا سعيدة.
أظهر مسح أجرته شركة Lego لإنتاج الألعاب أنّ أطفال اليوم يتطلّعون إلى العمل في التدوين المرئيّ على يوتيوب بنسبة تفوق ٣ مرّات هؤلاء الذين تمنّوا أن يصبحوا روّاد فضاء. هل هذا مخيف أم أمر طبيعيّ!؟
كلاهما. لأنّنا نعيش في عالم تؤثّر فيه وسائل التواصل الاجتماعيّ علينا وتحيط بنا كلّ يوم.
ما هي رسالتك إلى جيل الشباب حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ بمسؤوليّة؟
لا تصدقّوا كلّ ما ترونه أو تقرؤونه على الإنترنت. استخدموا هذه الوسائل بذكاء، ولا تدعوها تحدّد هويّتكم أو تشجّعكم على القيام بأشياء لا ينبغي عليكم القيام بها. كونوا الأشخاص الواعين.
نتعرّض أحياناً لوابل من التعليقات والنقد من الغرباء. ما النصيحة التي تقدّمينها لمدوّن الفيديو الذي بدأ القيام بذلك لتوّه؟
تخلّص من هذه التعليقات السلبيّة وانظر إلى الأمام. سيرغب الناس في الكثير من الأحيان في إحباطك، لكن أبقِ رأسك مرفوعاً واتبع حدسك. وإذا كنت تشعر بأنّك تفقد السيطرة، ابحث عن ذلك الصوت الصغير بداخلك الذي يدفعك إلى فعل ما تفعله في المقام الأول.
قدّمت أكثر من أغنية Cover ثم شاركت جمهورك أعمالاً خاصّة. ماذا يعني لك الغناء؟
الموسيقى هي علاجي. اكتشفت حبّي للغناء حين كنت في السادسة. ومجرّد أن أكتب وأسجّل وأصدر أعمالاً أصليّة الآن هو أمر بمثابة حلم تحقّق.
تتمتّعين بخطّ فنّي خاصّ. كيف تصفين أسلوبك؟
أسلوبي في الغناء يجمع موسيقى البوب و"آر أند بي" والأفرو مع لمسة من التعدّديّة الثقافيّة. وكوني عراقيّة مولودة في بلجيكا، فأنا متمسّكة بهذا التنوّع في صوتي.
أطلقت مؤخّراً أغنية فرنسيّة بعنوان Toxic. لماذا اخترت إصدار أغنية فرنسيّة؟
ليست المرّة الأولى التي أؤدّي فيها باللغة الفرنسيّة. لكنّها أوّل أغنية أصليّة لي بالفرنسيّة. فهذه لغتي الأمّ ولم أتمكّن سابقاً من إظهار لجمهوري كم هي لغة جميلة ومدى إبداعي باستخدامها.
أحببت أجواء الأغنية. يبدو أنّ هناك هويّة جديدة لكِ. ماذا تقولين؟
لقد نضجت، ولم تعد مقطوعاتي تدور حول مواضيع عشوائيّة. فهي تروي قصصاً أفتخر بها.
كيف تصفين نفسك: ما هي نقاط قوّتك وضعفك؟
أرى نفسي كشخص مستقلّ وطموح في هذه المرحلة من حياتي وأكثر من أيّ وقت مضى. وتتمثّل نقاط قوّتي بأنّني مستقلّة وواثقة بنفسي ومبدعة. أمّا نقاط ضعفي فهي نفاد الصبر والإلهاء.
كيف تصفين أسلوبك في الموضة؟
يعتمد أسلوبي على مزاجي اليوميّ! يمكنني الانتقال من ثياب الرياضة والكاجوال إلى التألّق الكامل لتأدية المهمّات أو المشاركة في الاجتماعات!
الحياة كمغنّية مشهورة ومدوّنة فيديو: كيف يبدو يومك العادي؟
العمل والاجتماعات في الصباح وتحضير المحتوى في منتصف النهار والغناء والكتابة والتسجيل في الليل.
ومن هم المطربون العرب المفضّلون لديك؟
بلقيس، ورحمة رياض، وماجد المهندس، وحسين الجسمي.
ما هي الخطط المستقبليّة؟
أعمل الآن على مشاريع فرنسيّة كبيرة آمل أن تظهر في وقت لاحق من هذا العام. وأتطلّع إلى هذه الرحلة الجديدة على المدى الطويل من خلال تقديم العروض وإصدار الألبومات، وما إلى ذلك!
ما هو حلمك أو طموحك الأكبر؟
أهدف إلى رسم بسمة على وجوه الناس وأن أكون حاضرة بقدر ما أستطيع سواء من خلال الموسيقى أو المحتوى الخاصّ بي.